أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


مفاوضات من أجل المفاوضات
08-01-2012 09:28 AM
كل الاردن -


alt

حماده فراعنه

 

لا أحد راهن على لقاء عمان يوم الثلاثاء 3/1/2012 ، لا الأطراف الثلاثة الأردنية والفلسطينية والأسرائيلية ، ولا أطراف اللجنة الرباعية ، ولا أحد منهم توقع إختراق جدار الصد الأسرائيلي ، غير المتجاوب  مع إستحقاق التسوية ، وإلتزامات خارطة الطريق ، ولا مع تطلعات الشعب العربي الفلسطيني ، ولا حتى مع ما تم الأتفاق عليه في عهد الحكومات الأسرائيلية المتعاقبة ، بدءاً من الراحل رابين وإنتهاءاً بالسابق يهود أولمرت ، فموازين القوى الداخلية الأسرائيلية تغيرت لصالح اليمين المتطرف ولم تعد إتفاقات اوسلو وتداعياتها وما إنبثق عنها صالحة للتداول أو التنفيذ ضمن المعايير الأسرائيلية الجارية ، فالمطروح إسرائيلياً على طاولة المفاوضات ، وما يجري فرضه بقوة السلاح على أرض الواقع ، يختلف تماماً وجوهرياً عما كان ، وعما تم الأتفاق عليه ، وعما كان مأمولاً إنجازه بين طرفي إتفاق اوسلو .

 

لا أحد من الأطراف الثلاثة الأردنية الفلسطينية الأسرائيلية ، كان يأمل في تحقيق نتائج يمكن أن تُسجل أو يمكن الركون لها ، أو البناء عليها  ، ومع ذلك فاللقاء في عمان كان ضرورة للأطراف الثلاثة ، وإلا لما حصل ، ولما تحقق ، ولما تمت الأستجابة له من الطرفين الفلسطيني والأسرائيلي  للمبادرة الأردنية .

 

وطالما هي مبادرة أردنية ، فلماذا تمت وما هي دوافعها ؟؟ في ظل معرفة أردنية أكيدة ومسبقة للموقف الأسرائيلي المتعنت حتى من زاوية إجرائية  ، فقد سبق لأسرائيل وأن  رفضت خطوتين إجرائيتين هما :

 

أولاً : رفضت الرد على أسئلة اللجنة الرباعية حول موقف إسرائيل من قضيتي الحدود والأمن التي تنتهي مهلتها حتى يوم 26/1/2012 .

 

وثانياً : رفضت تسلم الرد الفلسطيني من اللجنة الرباعية على أسئلتها حول الموقف الفلسطيني من قضيتي الحدود والأمن ، وإشترطت أن يتم ذلك مباشرة من الجانب الفلسطيني ، بدون وسيط ثالث ، لأن تسليم الرد الفلسطيني عبر اللجنة الرباعية  يتنافى مع الموقف الأسرائيلي المطالب بإجراء مفاوضات مباشرة فلسطينية إسرائيلية بدون تدخل من طرف ثالث ، حتى ولو كان الولايات المتحدة .

 

الأردن سعى عبر مبادرته التي تمت عبر خطوتين ، الأولى زيارة الملك عبد الله إلى رام الله يوم 21/11/2011 ، والثانية إستقباله للرئيس شمعون بيرس في عمان يوم 28/11/2011 ، وكذلك إتصالاته مع أطراف اللجنة الرباعية ، لتحقيق مصالح أردنية مباشرة عبر عنها وزير الخارجية ناصر جودة بقوله " إنها خطوة تخدم المصالح العليا للدولة الأردنية " ويمكن تلخيصها بهدفين :

 

أولهما : زيارة الملك عبد الله لواشنطن حيث سيلتقي مع رموز الأدارة الأميركية وقادة الكونغرس وأوساط الجالية اليهودية ومع وسائل الأعلام ، ولذلك لديه الرغبة والمصلحة في إظهار تعاون الأردن ومساعدته للرئيس المهزوز أوباما المقبل على الأنتخابات الرئاسية القادمة ، وأمام قادة الكونغرس الأكثر تطرفاً في عدائهم للمصالح والحقوق الفلسطينية والأكثر دعماً لمشاريع اليمين الأسرائيلي المتطرف وللجالية اليهودية النافذة في مؤسسات صنع القرار الأميركي ونشاطه هذا يستهدف تحقيق مصالح وخدمات للأردن في واشنطن  عبر هذه الزيارة .

 

ولهذا يسعى الملك عبد الله ، لتقديم صورة أردنية مقبولة ، تظهر رغبته ومحاولته مساعدة الموقف الأميركي نحو الرغبة المشتركة الأميركية الأسرائيلية بإستمرار المفاوضات حتى ولو كانت شكلية ، تتوسل  الصورة ، وتظهير مشهد المفاوضات  وإن كانت بلا محتوى جدي ، فالمشهد في عمان   ( لقاء الأطراف ) صورة تجميلية لواقع إحتلالي إستعماري إستيطاني بشع على أرض فلسطين ، تقوده حكومة نتنياهو وأحزاب اليمين والأجهزة الأمنية وأبطال المستوطنين ، فقدمت عمان الصورة وأظهرت مشهد الجلوس على طاولة المفاوضات بقبول الأطراف جميعاً للأولويات الأسرائيلية والتكيف معها ، والمتمثلة بإجراء مفاوضات .

 

ثانيهما : قلق جدي أردني من وصول المفاوضات لطريق مسدود حتى يوم 26/ كانون ثاني الجاري ، مما يفتح الباب على إحتمالات متعددة يقف في طليعتها إنفجار شعبي فلسطيني في وجه الأحتلال ، سيؤدي إلى تداعيات غير محسوبة تعود على الأردن بمزيد من التوتر والأحتقان الداخلي والأقليمي المحيط ، تزيد من أعباء الأردن الأمنية والأقتصادية لا يستطيع التحكم فيها وقد لا يستطيع التكيف معها ، ولذلك يسعى الأردن جاداً ومخلصاً لإيجاد مخارج تقلل من منسوب التوتر وفتح نافذة مهما بدت ضيقة لعلها توفر فرصة التوصل إلى تفاهمات مُرضية .

 

ومبادرة الأردن بهذا المعنى  حققت جدواها ونجاحها في عقد اللقاء نفسه ، لأنه ينسجم مع رغبات الطرفين الأسرائيلي أولاً والفلسطيني ثانياً .

 

إسرائيل لها مصلحة في عقد اللقاء لكسر إرادة الفلسطينيين وجلبهم إلى طاولة المفاوضات رغم إستمرار الأستيطان ، والتهويد للقدس والغور وتوسيع القائم منها ، بدون أن يدفعوا كلفة هذا اللقاء أو تلبية أي طلب من المطالب الفلسطينية أو الأردنية أو الدولية ، لهذا الوقت .

 

والجانب الفلسطيني تجاوب مع المبادرة الأردنية لتحقيق غرضين الأول مواصلة كسب الود الأردني ومساعدة الأردن على إستقراره وأمنه ودعم رحلة الملك عبد الله إلى واشنطن وإنجاحها خدمة للمصالح الوطنية الأردنية ، قد تنعكس إيجابياً  على المصالح الوطنية الفلسطينية ، والثاني إعادة التأكيد على تقديم نفسها على أنها ليست ضد المفاوضات من ناحية مبدأية ، وأن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لن توثر على جوهر الموقف الفلسطيني من المفاوضات وأن التفاهم بين فتح وحماس وبين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل وصل إلى تفاهم وعُمق يجيز هذا الموقف ويدعمه جوهرياً ، طالما أن موقف المفاوض الفلسطيني ما زال ملتزماً بالمعايير الثلاثة التي أعلنها صائب عريقات قبل وصوله إلى عمان وهي وقف الأستيطان والألتزام بحل الدولتين وحدود 1967 ، والألتزام بما تم التوصل إليه مع أولمرت بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى المعتقلين قبل إتفاق اوسلو .

 

الجانب الفلسطيني لم يخسر من اللقاء سوى الأنتقادات المقبولة سواء تمت من قبل حركة حماس أو التحفظات من قبل الفصائل الأخرى ، وهي مدى مقبول ومتفق عليه وتسمح به التعددية الفلسطينية .

 

أطراف اللجنة الرباعية ،  لم تراهن على النتائج وتعرف مسبقاً نتائجها ، ولذلك كانت مشاركتها متواضعة ، إنسجاماً مع النتائج المتوقعة ولو كانت غير ذلك لم تتردد الأمين العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية أميركا وأوروبا وروسيا للمشاركة فيها .

 

نتائج جولة عمان إقتصرت على تحقيق غرضين :

 

أولهما : قبول إسرائيل لأستلام الرد الفلسطيني مباشرة على أسئلة اللجنة الرباعية .

وثانيهما : الموافقة على تسليم ردها على أسئلة الرباعية وعلى إستمرار اللقاءات بدون تحديد مواعيد لها أو موضوعاتها أو جداول لأعمالها .

 

نتائج جولة عمان كانت متواضعة  ، ولم تخرج عن سياق ما هو متوقع منها  

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-01-2012 08:24 AM

ما دام الاستيطان و التهويد قائمان فعلى ماذا يتفاوض المفاوض الفلسطيني الذي تفنن بأضاعة حقوق و مكتسبات الشعب العربي الفلسطيني. اننا نرى بأم اعيننا الاموال و الممتلكات التي جناها كبار موظفي السلطة الوطنية(فتح)من وراء الشعب العربي الفلسطيني. تقطع رواتب عائلات الشهداء (50 دينار مش مستاهلة) و يدعون بعدم وجود سيولة لعدم وصول المساعدات. عمليات الاستجداء الرخيصة و الاقتطاع الجبري من رواتب (الكادحين بالخليج من السعينيات و الثمانينات من الفرن المنصرم) التي مارسها الذكور من حركة فتح و اشتروا بها فلل و شركات و مشاريع ناسين متناسين بأن وراءهم شعب لا يقوى على توفير لقمة العيش اليومية.....قاتلكم اللة, نهايتكم الى مزابل التاريخ الذي لن يرحم(اللة يعينها سو بدها تتحمل زبالة نتنة)

2) تعليق بواسطة :
09-01-2012 10:40 AM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012