بالفساد يفقد الوطن هيبته فالى متى؟

الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024

بالفساد يفقد الوطن هيبته فالى متى؟

09-01-2012 09:21 AM
كل الاردن -

محمد مطلب المجالي

يمثل الفساد احد اوجهه مخالفة للقانون والقواعد الشرعية التي تسير عليها انظمة المجتمع فالفساد يؤدي الى افقاد القانون هيبته لان المفسدين يملكون خاصية تعطيل القوانين وقتل القرارات التنظيمية في المهد واذا ما تفشى الفساد بشكل سرطاني خطير فان ذلك يؤكد ضعف سلطة القانون وعدم تطبيق النصوص القانونية على الجرائم لاسباب متعددة ولا قوة قانونية رادعة تقف بوجه المفسدين وسلوكياتهم الافسادية، وكل ذلك يؤدي الى فقدان المواطن ثقته بهيبة القانون في الدولة والمجتمع وتصبح مخالفة القانون هي الاصل والتعدي عليه مباح واذا ما تفشى الفساد فانه يصبح ظاهرة متاصلة في المجتمع بعد ان كان مجرد ارتكابات فردية هامشية بسيطه
وهذا هو نتيجة ضعف سلطة القانون في هذه المجالات لحالات التجاوز الصريح وعدم احترام القانون وكأن القوانين لا تمثل سطوة على الافراد وهي غير فعالة ويلجأ الافراد الى الانحرافات والجريمة ومنه ممارسة الفساد وعدم الاكتراث لسلطة القانون.
هذا من جانب ومن جانب آخر فساد المسؤولين انفسهم فهم ايضا من اجل منافع ومصالح ولا يهمهم ما يحدث ويجري من فساد وفي ظل الفساد يفقد النظام السياسي شرعيته في السلطة حيث يعتبر الفساد جرثومة تفترس الحكم الجيد وتدمر الشرعية السياسية وتفشي الفساد يؤدي الى ثلاث نتائج خطيرة تتمثل بما يلي:
تهتز اركان الدوله وتهتز ثقة الناس بالدولة ومؤسساتها وتفقد هيبتها
وتنقص سيادة القانون حيث يضعف دور القوانين والانظمة النافذة في البلاد ويطول الانتظار
ويتحول الفساد من مجرد ممارسات فردية بسيطة الى ظاهرة مقبولة وامر مباح ويصبح مع الزمن ثقافه يتعاطاها المتعاطون
وتتكون القناعة لدى المواطن انه لاجدوى من مكافحة الفساد سوى القبول به والتعايش معه سيما وان الكثيرين من الشخصيات العامه ابطالا لفيلم الفساد الممنهج واذا تم السكوت فان ماده اسمها فساد 101 ستكون ضمن مققرات الجامعات توازي مادة التربيه الوطنيه وكنا قد تسألنا عن الفساد اهو في الاردن ام الاردن في الفساد ولذا ندعو كل
القوى السياسية الى “عدم حماية المفسدين والتعاون لتقديمهم الى العدالة”وتقزيمهم واسقاط ورقة التوت من فوق عوراتهم
وكان مجلس النواب والذي فتح مجموعة من ملفات الفساد على خلفية تهم “فساد” مالي وإداري فالى اين وصلت التحقيقات والاستجوابات؟
اي انهم خافوا من العدالة تكشف فسادهم لكن!! تبين ان البرلمان هو بؤرة الفساد لهم فأبقاهم على حالهم . فلا نزاهة ولا وزارة ولا نواب بل مصالح ومنافع وسلطنة دنيوية يضربون بها الشعب ويقتلونه بها ويبقى المواطن يكن الويلات
فمن جاء يخدم الوطن ويهمه سمعته وديمومته فالا فانهم مفسدين لا يعرفون الوطنية بل يجتبثون بالمصالح والمنافع الضيقة والكراسي المتحركه والمناصب الزائله
فتجد ان الفساد خفي واعماله دائما ما تكون مجهولة العمل بفاعلها لكن الفساد الادراي من قبل زمره المتنفذين واضح وجلي وعليه يجب أن تكون عقوبة الفساد مماثلة لعقوبة الإرهاب، لأن الاستهانة بحياة الناس واحدة، لا بل إن الإرهابي يحاول إلغاء حاضر الاردن، بينما المرتشي والمفسد يلغي الحاضر والمستقبل معاً
وليبقى الوطن فوق الجميع ولا عصمة لفاسد

www.abometlb@maktoob.com