أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
السلطة الفلسطينية طلبت من اميركا واسرائيل عدم الإفراج عن البطل مروان البرغوثي من سجون الاحتلال في القمة الاسلامية:تونس مع دولة فلسطينية على كامل فلسطين وعاصمتها القدس وتتحفظ على حدود 4 حزيران جيش الاحتلال يعلن مصرع 3 من جنوده في قصف طال قاعدة عسكرية قرب كرم أبو سالم مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة طقس العرب: المنخفض سيبدأ فجر الإثنين محافظة: إعداد منهاج يمزج التربية المهنية ومهارات الحياة لـ3 صفوف بلدية برقش تنفذ حملة بيئية في مناطقها السياحية الفنان محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان تقديم آذان المغرب 4 دقائق بالمساجد .. و"الافتاء" للصائمين: اقضوا الخميس الملكة: استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة اكبر تهديد للنظام العالمي انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


قصة خلف
12-01-2012 01:02 PM
كل الاردن -



د.م حكمت القطاونه  
قصة طريفة من الموروث الأردني الظريف، تقول في محاولة لوضع الإصبع على الجرح في نقد المحسوبية والواسطة في كل شيء، وفي محاولة احتجاج على قاعدة (محمد يرث ومحمد ما يرث) ففي أحد الأيام توجه خلف وبعد أن جلس مع نفسه وحاورها، ففكر وقدر فتدبر ثم نظر، ودرس مؤهلاته كأردني أردني ممن يلفظون كلمة بصلة بطريقة مختلفة فيزيد حرف الألف والهمزة المكسورة قبلها أو يضع الشدة فوق الباء ويفتحها ليمتلئ الشدق بها مع الصاد،... المستوى التعليمي تمام التمام، وكما هو مطلوب في حالته، رابع ابتدائي  إعادة ثلاث سنوات في نفس الصف رابع جيم، والسنة الأخيرة بأربعة (إكمالات) والطول طول نخله ونمرة قدمه أكثر من أربع وأربعين، فلماذا لا يلتحق بالقوات المسلحة، ويلبس في الجيش بدلاً من أن يبقى شالحاً من كل شيء، ففي ذلك الزمان وكما الآن لم يكن للأردنيين أية فرصة فرج إلا الجيش، فلا تنمية ولا مشاريع ولا استثمارات ولا زراعة مع قحط الطبيعة وقحط السلطات،.... فأعد خلف العدة وقبل أهل عمان  صباحاً كان أمام المكتب في القيادة العامة لإجراء المقابلة والامتحان الظروري لكي يلبس في الجيش بعد عري السنين.
دخل خلف مرتجفاً خائفا وجلا من أن تضيع أحلامه، فلقد حلم في الليلة السابقة انه بنا غرفتين وحوش وتزوج نساءً كثيرات... واحدة !....أثنتين!...ثلاثة!؟....ألمهم انه حلم، وطوال الليل كان يولي البيض تقبيلا...ولم يفق من حلمه إلا حينما دخل على لجنة الضباط  ويبدو أن المؤهلات لن تُسعف خلف، فالعدد المطلوب محدود والمتقدمون من الأطراف كُثر، وما كان من أحد الضباط إلا أن بدأ يسأل خلف: إذا يا خلف جاءك جندي عدو فماذا تصنع به؟ سيدي أقتله برصاصة من (الميم ون)، تجهم الضابط  اعترافا بصحة الجواب وكدرا كونه يُريد تجنيد فلان ويترك خلف يعود إلى فقره من حيث أتى، فقال الضابط: وإذا كان عددهم اثنين؟ ففكر خلف وقال: برصاصتين يا سيدي من (هالذراع!)، فخاف الضابط أن تضيع فرصة ابن عم صاحبه وصديقه الذي أرسل له ( تنكه سمن بلدي) قبل أيام...فأراد أن يزيد الأمر صعوبة أمام خلف وأخذ يزيد عدد المهاجمين حتى عشرة ...عشرين....!؟ فأجاب خلف: أرميهم بقنبلة ....بقذيفة هاون ...بقذيفة مدفع ....بقذيفة دبابه....حتى فقد الضابط صبره فسأل: فإذا هاجمتك كتيبة فماذا تفعل يا خلف؟؟؟ فصمت خلف قليلا يُفكر ويتدبر، فأحس الضابط أنه فاز بالسمن والإبل وأخيرا انتصر على خلف، وخلف ما زال يُفكر ويبحث عن جواب حتى أجاب فجأة وقال متسائلاً: سيدي!... (هو الجيش... ما فيه غير خلف)؟!.
أوردت القصة ردة فعل على كل من يُحادثني من كل الاتجاهات تلفونيا وشفوياً ويطلب أن أتبنى قضيته أو قضية من يهمه أمره،....هذا يُريدني أن أتبنى قضية خصخصة الفوسفات وعمالها وذاك يُريد أن اكتب حول المُطلقات وثالث يحثني على مناصرة عمال المياومة في مديريات الزراعة وغلاء أسعار الأعلاف والكاز والكهرباء والسكر والرز والطحين  وشوارع مؤتة والمزار والكرك المُحطمة وموظفين البوتاس  وأراضي الدولة وجامعة مؤتة وموظفين الجامعات وحرمانهم من الزيادات وسلم الرواتب والفساد والخراب وقائمة طويلة لا تقف عند حد حتى أنني تذكرت وذكرتهم بقصة خلف!.
خلف هو الوطن الموجوع المصلوب بفعل أسخريوطي هذا الوطن ...خلف هو مأساة مواطنة وهوية، هو الوجع، هو الوطن المنحور من الوريد وحتى الخصيان، خلف هو توجان فيصل هو ليث شبيلات ورياض النوايسه، خلف.... راكان المجالي وشاعر الوطن ماجد، خلف هو عُدي أبو عيسى، خلف هو المنتحرين في لواء المزار الجنوبي خلال الأسبوع الماضي، خلف هو المُنتحر اشتعالا في حي نزال اليوم الخميس، خلف هو أبن الكرك ابن المطارنة الذي أحرق نفسه جوعا واحتجاجا، ليلحق بالرفيق الأعلى ويحل على (بو عزيزي) ضيفا، فهلا لأسخريوطي الوطن أن يحل ضيفا على بن علي، خلف هو قصة الوطن التائه، خلف هو (بيتر سنو)، خلف هو المرضى في مستشفيات الكرك العسكري والحكومي، يلهث أحدهم وراء (حبة أسبروا) من مكتب إلى مكتب  ومن شباك إلى شباك، كأنه محكوم بالأشغال الشاقة على شكواه من الوجع....لماذا تتوجع يا خلف؟ ألم تعلم بأن الوجع ممنوع يا خلف وبعد أن صرفوك دولارات في أرصدتهم صرت ممنوعاً من الصرف؟.
أعرف احدهم، عقيد متقاعد بتقاعد عميد ( فقدنا معرفة المسميات والرتب!) كان كلما يراني يبدأ بكيل التهم للحراك ويسب لجان المتقاعدين والمتحركين من أجله، يتهمهم بالخيانة والثبور، وبعد أن رشحت بعض التسريبات عن كيفية إنصاف المتقاعدين العسكرين، أشترى آلة حاسبة بنصف دينار من إحدى البسطات، ودائما يُخرجها من جيبه بجوار قلبه ويبدأ بإجراء العمليات الحسابية والجبر والهندسة حتى أنه تذكر نظرية فيثاغورس وحلول المعادلات المرتبطة التي استعصت عليه قبل خمسين عام في المدرسة، ليحسب بالفلس و(التعريفة) كم سيُصبح راتبه؟! وحينما تسأله لماذا لا تقوم وتعتصم مع زملاءك المتقاعدين يقول : (هؤلاء كذابون...حلو عنا يا أخي!).
الكل يُريد من يُقَدَم له التغيير على طبق من ذهب وينتظر المكاسب دون أن يُقدم شيء يُذكر،  قليلون هم الذين يتحركون ويحركون الأمور وعلى قاعدة أول من يُقدم أو يُضحي وآخر من يكسب،... عظم الله اجر أهل خلف وغداء (المجبرين) لثلاثة أيام على التوالي فقط عند وزير الخارجية ومدير هيئة الطاقة الذرية ومدير عام شركة الفوسفات التائهةِ، كون الأخير يتقاضى راتباً دسماً.
              
 hekmatqat@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-01-2012 03:25 PM

يتبع---أيها الفهاء المحترمين!
ان هنا مضنة التعريف مما يورث شبهة فترتفع هنا الحدود والرسوم للتعريفات، فاختلت المانعية هنا "ألحد والرسم" فانتفى أن يكون التعريف جامعاً مانعاً، وثمة ما يُعضدُ رأينا هذا ما أفتى به شيخ الفقهاء العلامة يوسف القرضاوي في حادثة الشهيد بو عزيزي،....فما هو رأي (فقهاء السلاطين)باستشهاد دلال المغربي في عمليتها ألفدائية ألمعروفة في فلسطين ألمحتلة حينما كانت تقاتل ألصهاينة وقد بدت حاسرة ألرأس؟....
هذا ما قاله فقيه ألأراضي الغير صالحة للزراعة (فقيه ألكاسيت)فما هو قولكم يا فقهاء الأراض المُفتلح ؟؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
12-01-2012 05:53 PM

اخي الدكتور حكمت..دام صوتك مدويا ودام صداه مجلجلا يتردد في شتى بقاع الوطن ليكون ناقوسا كالصور يوقظ النائمين بل ويبعث ويحيي من توقف قلبه عن حب وطنه عن غباء او جهل او تملق كصاحبنا عقيد الجاهلين وما اكثرهم بين ظهرانينا الذين لايهمهم من الوطن الا ما يملؤ جيوبهم وبطونهم.
امتعتنا واضحكتنا في هذا الزمن الكئيب حين اضحت الابتسامه عملة نادرة لايمارسها
الا اصحاب الانفس المتكلسة وما اشبههم بالانعام بل الانعام ارقى واسمى لانها تنفع البشر في حين انهم سبب مصائبنا.

3) تعليق بواسطة :
12-01-2012 08:50 PM

خلف بعد ان تقاعد اصبح مشكلة اجتماعية ,خلف بقي هو خلف واصبح من عصر ما قبل (البنتيوم ) والمشكلة ان خلف محمل بـ(ديب فريز ) خلف ان لم يتطور سينقرض ,خلف ليس هنا ,نريد خلف في موقعه مزارعا ناجحا بعد ان ادى دوره محاربا شهما هذا هو موقعه الحقيقي او عملا في مصنع ,خلف لا يحتمل الدور الاجتماعي خلف لا يتقن المناورات السياسية خلف (حدي) لا يقبل القسمه خلف يحمل السلم بالعرض ولا نحتمله نحن ,خلف لا يصلح رئيس بلدية ولا رئيس حزب سياسي غالبا الا اذا (طورنا )خلف !!

4) تعليق بواسطة :
12-01-2012 11:45 PM

لماذا لا تقوم وتعتصم مع زملاءك المتقاعدين يقول : (هؤلاء كذابون...حلو عنا يا أخي!). This is true!

5) تعليق بواسطة :
13-01-2012 08:27 AM

ابو عمر العزيز تحياتي
الصراع سابقا كان بين صاحب الحق المخلص لوطنه المتثل بخلف وبين الفساد الذي كان فردي وشخصي والمتمثل بالضابط الذي اجرى المقابله ( ابو التنكه ) والان الفساد ( تمأسس ) اصبح له مؤسسات تديره حتى انه كثير من امثال خلف تم تديجنهم وفهموا الامر ان اقصر طرق للوصول او الصعود هو تحضير تنكات السمن ابتداء وقبل المقابله ولكن بعدد اعضاء اللجنه , لكن بالحراك الشعبي سوف يكشف ويكشف تنكات السمن وعددهم ومن استلمهم وسوف تتمخض الامور عن جبااال من التنك

6) تعليق بواسطة :
13-01-2012 04:42 PM

ابدعت يادكتور كا العادة ولكن اعتقد قليلون من يفهم هذا الكلام مع احترام للجميع متمنينا لك التوفيق

7) تعليق بواسطة :
13-01-2012 05:51 PM

المرحوم المطارنة ايها الكاتب الذي احترم, كان حالة افضل من الكثيرين من ابناء هذا الوطن. يأخذ تقاعدا و اخذ مكافاة نهاية الخدمة و هذا حال الكثيرين من ابناء هذا الحمى الغالي. رحمة اللة علية راجيا المولى ان يخفف علية و يتجاوز عن سئياتة....

8) تعليق بواسطة :
13-01-2012 10:38 PM

الخوف من ان خلف غير اسمه واصبح جوني
تحياتي دكتور حكمت

9) تعليق بواسطة :
14-01-2012 06:55 PM

وين تعليق عضيان يا محرر

10) تعليق بواسطة :
14-01-2012 06:59 PM

احسنت ...........بس خلف غيروا له اسمه لهاني منداري داني لانهم بقولوا هيك اموره بتمشي احسن ....الكبار اللي هم نفسهم الصغار بحاولوا يطمسوا كل ما هو اردني والموضة موضة التبديل والبديل ....الله يخلف علينا وعليك

11) تعليق بواسطة :
14-01-2012 10:16 PM

مقال جميل . أحسنت

12) تعليق بواسطة :
15-01-2012 06:39 AM

نعم الان اكثر من ضابط على شاكلة لجنة خلف متربعه على الكراسي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012