أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024


المعلم داخل المؤامرة..!!
30-01-2012 08:41 AM
كل الاردن -

alt

فارس ذينات

انتفاضة المعلمين على الواقع الهزيل من افقار وتهميش , والذي أوصلته إليه الدولة انطلق من ثوابت ومباديء في مقدمتها الوطن , انتفض المعلم لحماية الوطن ولكرامته , فسعى بكل طاقاته لايجاد المظلة التي تعبر عن الارادة الجمعية للمعلمين في التعبير عن مخاوفهم على العملية التعليمية وما يشوبها من مخاطر وبالتالي مخاطرها على الأجيال والوطن .
انطلق هذا الايمان من الفكرة الجمعية لغالبية المعلمين ومن خلال حراكهم في تحدي وطني للعملية المشبوهة التي كانت تنتهجها وزارة التربية والتعليم والقائمين عليها بالتوجه نحو خصخصة أهم ثلاث مديريات , تعتبر العمود الفقري لعملية التعليم في الأردن وهي مديريات التدريب والمناهج والامتحانات , فكان الايمان لدى ناشطي الحراك أن هذه المديريات هي خطوط حمراء لا يجوز الاقتراب منها , فإن غادرت وزارة التربية فما الذي يتبقى لأبناء الوطن , ومن هذا المنطلق كان الصراع بين وزارة التربية والحكومة وبين المعلمين حول النقابة حتى لا يكون للمعلمين كلمة أو رأي جمعي لما لها من قوة الوقع على نوايا الحكومة في بيع مستقبل الأجيال القادمة و وضع مصير بنية الانسان الأردني بيد شركات على الأغلب تكون أجنبية لا تعرف لرأسمالها سوى الربح وجمع المال .
هذا المستقبل القاتم لأبنائنا الذي تأخذنا إليه الحكومات جعل المعلمين أكثر اصراراً ة وتمسكاً في انتزاع نقابتهم من خلف الخطوط الحمراء , وإن حدّت الحكومة من خلال القانون من قدرة النقابة على التدخل في تصويب العملية التعليمية , وبالتالي فإن المعركة لم تنتهي , وإنما قد بدأت حقاً فتلجأ الحكومة بين الفينة والأخرى إلى وسائلها في تغيير اهتمام المعلمين عن القضية الأساس إلى قضايا جانبية وإن كانت تمس حياة المعلم ومعيشته .
حراك المعلمين ومنذ بدايته , أوجد لجنة وطنية ممثلة لمعظم المعلمين وفي كافة أرجاء الوطن , فعمدت الحكومة بدورها إلى ايجاد لجنة من صُلبها , جعلت لها كل الامكانيات لتعطيها القدرة على الحركة لترفض النقابة , وكأنها الناطق باسم الحكومة , فأغدقت عليها المؤتمرات المدفوعة , وعند المقارنة بين لجان الحكومة وحراك المعلمين الحقيقي ولجنتهم نجد أن ليس هناك من أحد قد عوقب بأي وسيلة كانت أو طـُلب إلى الجهات الأمنية .
الحكومة لا زالت تمارس عُهرها ومحاولتها لإسقاط الاسم الذي استطاع أن يهزمها في أكثر من موقعة في معركتهم منذ انطلاق حراك المعلمين الذي يسعى للحفاظ على ما تبقى من الوطن , هذا الاسم الذي يمثل السواد الأعظم من المعلمين , تيار واسع يؤمن بالوطن ومصلحته ومستقبل أبناءه , فتزج الحكومة بلجنتها وعملائها بين الفينة والأخرى إلى واجهة الحدث علها تغير من مسارات المعركة لصالحها , وما تسعى له الحكومة هو عدم وصول اللجنة الوطنية بأغلبيتها إلى الهيئة المركزية وبالتالي مجلس النقابة , وبعدها , تسيد وتميد بعنجهيتها واكمال تنفيذ مخططها في افراغ التعليم من جوهره وتحييد المعلم عن دوره الطبيعي وبالتالي تعطيل النقابة عن دورها الوطني المرتقب .
نعم هي المؤامرة على الوطن , من جميع جوانبها , ليس فقط بيع مقدرات ومؤسسات الوطن , لأن الحكومة مستمرة في نهجها واستراتيجيتها بخنق فضاء المعلم الممتد فوق الوطن , تريد للمعلم أن يلهث خلف لقمة العيش ورغيف الخبز , تاركاً لها المساحة التي تريد لإكمال مخططها الذي بدأته منذ سنين في تفكيك الدولة , وعزل النظام عن الشارع , فبدأته في التشريعات التي تعزز الحماية والنفوذ لأشخاص شكلوا إطار كمبرادوري تبنوا النهج النيوليبرالي , فباعوا مقدرات الوطن من مؤسسات وشركات استراتيجية , وهاهم مستمرون في نهجهم بالتمادي على الوطن , وسيمرون في التعليم و وصولاً إلى الصحة  , وبعدها , ماذا يتبقى لنا من الوطن غير الإسم..؟!! ليتحول إلى شركة كبرى تتحكم في جميع نواحي حياة المواطن .
في فترة الإضرابات الآخيرة , سهلت الحكومة المهمة للمعلمين من دخول مراكز التصحيح والاعتصام في داخلها , وهذا مخالف في القانون والعرف لأثره على مصداقية ونزاهة وأمان التصحيح وبالتالي ربط حجج الحكومة في الخصخصة بأن التعليم يجب أن لا يكون مرهوناً بمزاجية المعلم ومصالحه الشخصية , وبالتالي لا بد وضع حد لذلك من خلال الخصخصة , ومن الاشارات على ذلك أن وزارة التربية قد سعت منذ فترة طويلة إلى ادخال صف التمهيدي إلى المرحلة الأساسية الالزامية لإخراج الصف العاشر خارجها والحاقه بالثانوية وبالتالي تصبح المرحلة التي يتم خصخصتها ثلاث سنوات حيث تكون مجدية مادياً , والشركات التي تريد أن تدخل هذه العملية تحتاج إلى خصخصة مديريات هي الامتحانات والمناهج لتكون تحت وصايتها كمدخلات أساسية وضرورية , وعلى الأغلب ستكون شركات أجنبية ذات أجندة مرتبطة بالمؤامرة الكبرى على الوطن في توجيه الأجيال القادمة نحو الذوبان في أعراف بعيدة عن مفهوم الهوية الوطنية الأردنية ونزع ارتباطهم بالوطن ومن ثم استبدال الانتماء للوطن بالانتماء للأشخاص والمصالح , وهي مرحلة مرافقة لعملية اختطاف الوطن من أهله ليكون جزء من مرحلة التسوية النهائية في المنطقة , وبالتالي التخلص من فكرة الوطن المحتل والشعب الباحث عن تقرير المصير , بنزعها من الأجيال القادمة وزرع بدلاً منها ارتباط المصالح والدخول في شراكات استراتيجية على مستوى المنطقة مع الكيان الصهيوني وبالتالي الارتباط العضوي مع هذا الكيان والحفاظ على أمنه وديمومته .
الهيكلة ظلمت المعلمين كما ظـُلموا بإجراءات حكومية سابقة أدت إلى تهميشهم والمساس بكرامتهم , ولكن الحكومة تسعى جاهدة إلى نقل المعركة لتصبح بين المعلمين والمجتمع المحلي, لتبدأ الحكومة ومن خلال آلتها الاعلامية القادرة على توجيه الرأي العام نحو المطالبة بابعاد التعليم ومصداقيته وأمانه عن المعلم ومصالحه .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-01-2012 07:39 PM

اتمنى على الحكومة ان تنتظر حتى يضرب المعلمون ثم تنفذ مطالبهم المشروعة كما فعلت الممرضين يجب ان تكوم على قدر المسؤولية وتتخذ القرار قبل الاضراب لا ادري لماذا دائما تنتظر حتى تجبر على العمل هل الحكومة دائما في مواجهة الشعب وتصارعه اما يصرعها او تصرعه

2) تعليق بواسطة :
31-01-2012 07:15 AM

مع أن هذا المقال يعتبر دعاية انتخابية للكاتب ولكنها دعاية سيئة كما اعتقد لأن الكاتب قد استخدم مصطلح المؤامرة الذي استخدمته وما زالت تستخدمه الأنظمة التي سقطت أو الآيلة للسقوط

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012