أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
آه، ما أشقى جيلنا!! د . حفظي حافظ اشتيه يكتب : ذكرى النكبة والنكسة ثم الصمود ليبرمان : حماس وزعيمها السنوار يديران الحرب من الأنفاق أفضل من نتنياهو بريطانيا : اجتياح رفح لن يوقف صادراتنا من الأسلحة إلى إسرائيل "حماس":تصريحات نتنياهو بمطالبتنا بالاستسلام سخيفة للاستهلاك المحلي وتعكس وضعه المأزوم القسام تكشف عن عملية مشتركة مع سرايا القدس حملة للحد من حرائق الصيف في طيبة إربد المغاوير/ 61 تنفذ تمرين "جبل 5" مع الجانب الفرنسي الصديق الحنيطي يودع وحدة الطائرات العامودية الأردنية الكونغو/1 الصفدي يلتقي وزراء خارجية في الاجتماع التحضيري للقمة العربية - صور الملك وولي العهد يعزيان بوفاة الوزير الأسبق السحيمات الخارجية: تسيير طائرة تابعة لسلاح الجو لنقل المواطنة الأردنية المصابة بغزة تشغيل مشروع الباص السريع بين عمان والزرقاء خلال يومين الملك من الزرقاء: الانتخابات النيابية محطة مهمة في عملية التحديث السياسي وتحتاج إلى جهود ومشاركة الجميع - صور وفاة طفل إثر سقوطه من باص ركوب صغير في لواء الطيبة بإربد العموش: دائرة الأحوال المدنية تعمل على تسهيل إجراءات تغيير مكان الإقامة للناخبين
بحث
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024


فاتورة الكهرباء المجنونة ..!!
26-02-2012 10:38 PM
كل الاردن -


حسين الرواشدة

 
يجب ان نقول للمسؤول بصراحة :ان المواطن الاردني لم يعد قادرا على ان يتحمل”تكاليف المعيشة” واعباءها الباهظة، وان احوال الناس وصلت الى درجة من البؤس لا يمكن تصورها،وان اسوأ ما يمكن ان نفعله هو الاصرار على “تزيين” الصورة او تبريرها بالذرائع والحجج التي لا تعني المواطن ولا تقنعه،ما دام انه ليس شريكا في القرارات الخاطئة ولا يستطيع ان يدفع ثمنها الان.

معهم حق هؤلاء الشباب الذين اطلقوا حملة”لمقاطعة”تسديد فواتير الكهرباء،فقد اكتشفنا جميعا ان قيمة هذه الفواتير بعد زيادة الاسعار لاكثر من مرة وصلت الى ارقام فلكية لاتصدق،وان المسألة لا تتعلق فقط بفئة ذوي الاستهلاك المرتفع الذين قدرتهم احصائيات الشركة بنحو8 بالمئة من المستهلكين وانما تشمل معظم فئات المجتمع ،وخاصة اصحاب الدخول المتواضعة والفقراء الذين “سرقت” الفاتورة اكثر من ربع دخلهم الشهري.

عند مناقشة الموازنة ربط بعض النواب (تصويتهم) بالتزام الحكومة بالعودة عن رفع اسعار الكهرباء،لكن –كالعادة- انتهت المناسبة وخرجنا من المولد بلا حمص، والمواطن بالطبع لم يعد يثق لا بالنواب ولا بالحكومات مادام ان احدا لا يريد ان يسمع”انينه” ولا ان يفهم معاناته او يشعر بما انتهى اليه من عوز وحاجة .

رفع فاتورة الكهرباء لا يتعلق باستهلاكات المنازل فقط وانما سينعكس على المواطن من خلال ارتفاع السلع بنحو 15 بالمئة على اقل التقديرات، ولنا ان نتصور في ضوء الظروف الاقتصادية الصعبة ما يترتب على المواطن ان يدفعه سواء على صعيد فاتورته المنزلية التي تضاعت قيمتها او على صعيد فاتورة مشترياته التي سترتفع لانه بالتالي هو من سيتحمل اي ارتفاع يطال قطاع التجارة او الصناعة او غيرهما من القطاعات.

للاسف اصبح المواطن “ملطشة”لقرارات واجراءات حكومية لا تنظر لمعاناته ولا تقيم وزنا لظروفه الصعبه،وكأنها تدفعه دفعا الى الاحتجاج والى الامتناع عن تسديد التزاماته،ولنا هنا ان نتصور ما يمكن ان يحدث لو امتنع الناس عن دفع فواتير الكهرباء،مع ان البعض لا يملك قيمتها اصلا.

للاسف ايضا ثمة نخب توجه النقاش العام الى قضايا سياسية لحساباتها ،دون ان تلفت الى معاناة الناس وهمومهم الحياتية،ومع الاحترام لكل سجالاتنا حول الاصلاح وضروراته الا ان من حق المواطن ان يجد من يدافع عن فقره وجوعه ومن يقف ضد هذا التغول على جيبه ودخله المتواضع الذي تآكل ولم يعد يكفي لتغطية احتياجاته الاساسية .

في ظل الاحتقانات التي تتغلغل في الشارع والاحباطات التي وصلت الى طريق مسدود من حقنا ان نسأل:الى اين يريد هؤلاء ان يأخذونا؟ ولماذا يتصورون ان اشغال المواطن بالمتطلبات الحياتية ودفعه الى اللهاث خلف فاتورة او اقساط مدرسة او اجرة بيت ..الخ سيمنعه من المطالبة بحقوقه السياسية ،او سيلهيه عن المطالبة بمحاسبة الفاسدين الذين كانوا وراء هذه الازمة المالية التي افسدت حياتنا واعجزت موازنتنا وحولتنا الى متسولين؟

لا ذنب للمواطن الاردني فيما حدث من اخطاء،ولا جدوى من اقناعه بالواجب الذي يفترض ان يدفعه بدل ان يدفعه من اخطأ ومن خصخص ومن نهب ،واذا كان المطلوب منه ان يترفع عن جراحه وان يطوي صفحة الامس فلا اقل من ان يحاسب الجميع وتعود الاموال وتصحح الاخطاء ويصبح الجميع شركاء في المغنم والمغرم معا.

فاتورة الكهرباء المجنونة ليست الطلقة الاخيرة ضد جيب المواطن،فثمة على الطريق قرارات اخرى تستهدف انتزاع ما تبقى في هذه الجيب الفقيرة،ابتداء من تحرير اسعار المشتقات النفطية ورفع الدعم عنها و عن السلع الأساسية الى رفع الاعفاءات عن بعض السلع الأخرى.. والحبل على الجرار ،ولا ضبط ولا رقابة على عامة اسعارالسلع حماية للمواطن .فأخشى ما اخشاه هو ان نفأجأ باعتصامات واضرابات اخرى،لا تشبه فقط ما فعله المعلمون والاطباء والعمال وانما تمتد الى اخرين كثر “زلزلتهم”فواتير الكهرباء وافقدتهم قدرتهم على الدفع والصبر ..وعلى انتظار الفرج السياسي ايضا ،هذا الذي تأخر اكثر مما يجب..!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012