أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


هل حقاً السياسيون والبرلمانيون العرب يمثلون شعوبهم؟؟؟
28-02-2012 10:48 AM
كل الاردن -

alt
رامي الغف


بين فترة وأخرى تنقل الوسائل الإعلامية العربية بعض أخبار السياسين والبرلمانيون العرب والتي تجعل المواطن العربي يغوص في تفكيره وتأملاته، ويخرج بسؤال يصعب إجابته بسهولة، ألا وهو هل السياسيون والساسة والبرلمانيون العرب الذين يتصدون الميادين والساحات العربية الآن خرجوا من رحم شعوبهم وينتمون إليه ويعانون معاناتهم ويعيشون أحزانهم وهمومهم ؟ وهل فعلاً يريدون مصلحة وفلاح شعوبهم العليا؟؟؟
واقع الحياة السياسية في الأوطان العربية يعطي أجابات تناقض ما يصرح به المسؤولون والساسة والبرلمانيون العرب.
 قبل عدة شهور صوّت أعضاء برلمان عربي في إحدى الدول العربية على السيارات المصفحة التي يتناهز سعر الواحدة منها 125 ألف دولار لكل عضو برلمان بالإضافة الى زيادة رواتب الحماية حوالي13 مليون دولار, وتكلفة السيارات المصفحة وهذه الزيادة التي يطالب بها أعضاء البرلمان العربي هذا تساوي حوالي 72 مليون دولار من ميزانية الدولة , فتكاليف بهذا المستوى يطالب بها أعضاء البرلمان العربي من أجل زيادة رفاهيتهم وأموالهم، لأن أغلب أموال الحماية تذهب إلى جيوب عضو البرلمان العربي وتملأ كرشه المنتفخ, علما من الصعب بل المستحيل أن تجد إجتماع واحد للبرلمان العربي هذا بدون غيابات، وفي أغلب الأحيان يؤجل إقرار القوانيين بسبب عدم إكتمال النصاب القانوني لهذا البرلمان العربي.
لقد كان من الأجدر لأعضاء البرلمان العربي هذا أن يأنبوا أنفسهم بسبب تقاعسهم عن أداء واجبهم إتجاه شعبهم الذي إنتخبهم وهم يرون معظم القوانيين لم يصوّتوا عليها ولم يتم إقرارها, فهل المتقاعس في أداء واجبه يكرموه بهذه المبالغ الطائلة من أموال الشعب الذي هو في أشد الحاجة لها لما يمتلك بين فئاته عوائل لا تمتلك أسقف تؤويها من برد الشتاء أو تدفع عنها حر الصيف وتفترش الميادين وتلتحف السماء من قلة ما في اليد، بل هناك عوائل تنام فارغة البطون وملابسها التي ترتديها لم تبدلها من عشرات الأيام لأنها لا تمتلك غيرها, وأعضاء برلمانينا يسبحون بالنعيم والرفاه!!! فهل توجد نقطة وصل أو إلتقاء ما بين صورة الشعوب العربية وبرلمانينا؟؟ أما الحالة الأمنية فهي أسوء من الحالة المادية لأن الأرهاب قد أخذ مأخذاً من الحياة اليومية للفرد العربي, فقد أنهيت أيام وشهور كانت دامية جدا جدا بين شعوبنا العربية وبين قوات الأمن العربية، وبدأنا بأيام دامية جديدة والحكومات العربية ليس عندها إلا تحميل بعض الجهات المسؤولية, ولكن شعوبنا تريد من حكوماتنا الوسائل الفعالة التي توقف نزيف الدم المتدفق من جسد الجماهيرنا العربية لا التشخيص فقط, فما جدوى التشخيص والقتلة والمجرمون في كل يوم يهربون من السجون العربية بمختلف الطرق والأعذار التي تطرحها حكوماتنا بعد فرار القتلة من سجونهم , فما فائدة التشخيص وحكومتنا العربية ليس عندها القوة والجرأة في تنفيذ القوانيين الرادعة أتجاه القتلة والمجرمون, فما فائدة التشخيص وحكومتنا العربية بين فترة وأخرى تحاول أرجاع القتلة والمجرمون الى أوطانهم سالمين غانمين, وما فائدة التشخيص وحكومتنا العربية ليس بإمكانها إلقاء القبض على رؤساء شركات مالية ومؤسسات وبنوك ومدراء ووكالات وزارات مرتشون، أما الفساد الإداري في أوطاننا العربية فحدّث ولا حرج فإنه ينتشر في جميع مفاصل بلداننا  طبعاً بمستويات مختلفة والضحية في جميعها الشعوب، والتي تدفع الضريبة الحقيقة من الناحية المادية والمعنوية, فحياة سياسية بهذا المستوى فهل المتصدون فيها يعيشون هموم ومعانات المواطن العربي بشكل فعلي وواقعي وهل يضعون المصلحة العليا لشعوبهم الكادحة نصب أعينهم؟؟
ناشط ومفوض سياسي
كاتب وباحث صحفي
media33@windowslive.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012