حسن عجاج عبيدات
انعقد يوم الجمعة الموافق 24/2/2012 مؤتمر أصدقاء أمريكا وعملائها في تونس، وحضر المؤتمر نفس الأشخاص الذين تعودنا على إطلالاتهم على شاشات القنوات الفضائية، من حمد، إلى سعود، إلى كلينتون إلى المرزوقي. وشاهدنا ملامح وجوههم الكالحة وهم يتداولون خطاباتهم، في حين اصطف الكورس من الدول التابعة، لا ليتحدثوا وإنما ليكملوا العدد، ويدّعوا أن غالبية الدول حضرت مؤتمر أعداء الشعب السوري. جاء انعقاد هذه الجلسة لأعداء الأمة بعد الفشل الذي لحق بهم في مجلس الأمن في أعقاب صدور الفيتو المزدوج الروسي- الصيني، وفي أعقاب استنكار الجماهير العربية للمواقف الخانعة الذليلة لأمين الجامعة اللاعربي واللانبيل. وجاء في أعقاب الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وقوى حفظ الأمن على عصابات القتل والإرهاب ، حيث تم تطهير معظم المناطق منها، وملاحقتها التي تجري في بعض المناطق الشمالية؛ بعد أن أصيبوا بحالة من اليأس والقنوط من قياداتهم المتواجدة في فنادق باريس واسطنبول ولندن وواشنطن، مستغلة دمهم ودم أبناء الشعب للكسب والمتاجرة.
 

لقد كانت الكلمات التي أُلقيت في الجلسة العلنية تدل على مدى الإحباط الذي وصل إليه المؤتمرون؛ فلم تعطِ خطاباتهم أي مضمون حقيقي أو واقعي لما يجري على الأرض؛ وكل ما جاء بها تمنيات، يعبر عن حالة الإفلاس التي وصلوا إليها فلا الممرات الآمنة، ولا مناطق الحظر التي طالبوا بها يمكن أن تتحقق، ووصل بهم الأمر أخيرا ً عندما قالوا في مؤتمرهم الصحفي إن الموقف لا يتعدى موقفا ً  تضامنياً. ووجدوا في تعيين كوفي عنان ممثلا ً للأمم المتحدة بسوريا مخرجا ً ينزع عنهم الحرج والعجز الذي أصيبوا به.
 

-    لقد استقبلت الجماهير العربية في تونس المؤتمرين بالمظاهرات والاحتجاجات الساخطة التي تعبر عن مشاعرهم العربية، حيث كانت هتافاتهم؛ أي العرب، تتهمهم بالعمالة والخيانة وتصفهم بالقتلة الذين قتلوا ألاف المواطنين العرب في العراق وليبيا وغزة. كما كانت تطالب بمحاكمتهم وطردهم من أرض تونس. إن هذا الموقف البطولي للشعب العربي التونسي دليل واضح على يقظة الأمة، ومبشر خير بصحوتها، ومستقبلها برغم التضليل والتعمية التي مارستها أجهزة الإعلام العميلة طيلة المرحلة السابقة.
 

-    لقد دلت نتائج المؤتمر على هزيمة المؤتمرين، وضعفهم، وعدم قدرتهم على التأثير، لأنهم خارجون على قانون الشرعية الدولية، كما دلت على التباين الكبير بينهم في المواقف، وذلك بسبب تخبطهم وعدم قدرتهم على اتخاذ القرارات التي كانوا يبشرون بها قبل انعقاد مؤتمرهم الخائب.
 

-    نتج عن المؤتمر بمجرد انفضاضه، انقسام واضح في صفوف المعارضة العميلة، وخيبتها من المؤتمر وقد اتضح أن ا لغرب والصهاينة يستغلون المعارضة كجسر يصلون من خلاله لتخريب سوريا.
 

-    أما الخائب المعتل سعود الفيصل غير السوي؛ فقد ظهرت علامات التوتر والخيبة بإسقاط النظام كرها ً أو طوعا ً وأنه على استعداد لتسليح المعارضة !!.
 

-    إن هذا الموقف المشين للأمير الشاذ، يدل على صفاقة ووقاحة، ويدل على أنه فاق الصهاينة والغرب بعدائه للشعب العربي السوري، ويعبر بموقفه هذا عن عصبية تكاد تحرق أعصابه ، فليت ذلك يستمر له ولأمثاله من الخونة والعملاء العرب.
 

-    لقد رفضت روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية حضور مؤتمر تونس لأنه يخالف الشرعية الدولية، وينحاز لطرف ضد الطرف الشرعي، ويفتح الباب للتدخل العسكري الخارجي. كما أعلن الطرفان أنهما ضد أي تغيير للشرعية السورية، ومع الإصلاح والتطوير، وعقد مؤتمر للحوار الوطني يضم كل القوى الموالية والمعارضة على قاعدة بناء مستقبل سوريا وفق رؤيا مشتركة. ويرى الطرفان أن الخط الاستراتيجي الأمريكي بالتعاون مع دول مجلس الخليج يرتكز عمليا ً على تفكيك سيادة الدول، وهذا يشكل تحديا ً لمنظمة الأمم المتحدة ، ولا يجوز الإطاحة بالأنظمة كيفما يشاء الغرب ومتى يشاء. وتتفق روسيا والصين بتقديم موقف موحد إزاء القضايا المتعددة في العالم.
 

-        إن الموقف الروسي الصيني لن يتغير كما يظن الآخرون، وسيعارضان أي قرار يسمح بالتدخل العسكري، لقد أُشيع أن دول الخليج قدمت لروسيا مبلغا ً خياليا ً مقداره "150" مئة وخمسون مليار دولار لشراء أسلحة روسية على مدى عشر سنوات، مقابل تغير موقفها من الأحداث في سوريا .
 

-        ويمكن بعد هذا الفشل الذي لحق بمؤتمر تونس، والذي سيلحق بمؤتمر اسطنبول وغيرها من المؤتمرات، أن تلجأ هذه الدول إلى ممارسة الضغوط الاقتصادية لاستنزاف سوريا، وتسليح العصابات المسلحة التي تقوم بتدمير وتخريب ممنهج، قائم على تفكيك سوريا، ومحاولة إيقاع الحرب الأهلية بين شعبها.
 

-        لكن الهتافات التي ترددت في ردهات قصر المؤتمرين كانت الرد الحاسم على المؤتمرين من خونة وعملاء وأسيادهم الغرب، فالمرأة التونسية التي وقفت أمام عدسات التصوير العالمية تهتف "لا للسعودية، لا لقطر،  نعم لسوريا" وتصرخ " الشعب يريد إسقاط العملاء". كانت خير رد على المؤتمرين. فسوريا أيها الأغبياء هي قلب العروبة النابض، وهي دولة المقاومة وهي صاحبة القرار السيادي.
 

-        لقد رد الشعب العربي السوري على مؤتمر الخزي والعار، على المؤتمر الصهيوني في 26/2/2012 م، عندما نزل إلى صناديق الاستفتاء على الدستور الجديد، بحشود هائلة تهتف لسوريا وقائدها وجيشها، وتعلن أنها مع الإصلاح والتغيير، والدستور الذي سيؤسس لمجتمع التعدد السياسي، ويرسخ الديمقراطية، ويشيع الأمن والاستقرار، ويبني دولة القانون والعدالة الاجتماعية.
 

-        لقد كان رد الجماهير العربية في الأردن والعراق ولبنان ومصر وغيرها، واضحا ً حين نزلت لدمشق بوفودها الكبيرة للمشاركة في الاستفتاء، لأن سوريا هي بلد العرب جميعا ً، ومأوى الأحرار. كما عبر وفد من مجلس النواب الأردني خير تعبير عن إرادة الشعب العربي الأردني، حين شارك في الاستفتاء وأعلن عن موقفه المنحاز لسوريا وقائدها.
 

-        إن هذه المواقف التاريخية، تؤكد على أن العرب أمة واحدة، برغم ما يحيكه لها أعداؤها، وبأن الانتصار سيكون حتميا ً على الأعداء، فسوريا ومعها أحرار العرب لن تقبل إلاّ بالنصر والصمود. فهي الآن تملك الأرض وتبسط سيطرتها عليها، فالواقع أقوى من الإعلام، وسوريا على الأرض أقوى من إعلامهم ، كما قال الرئيس الدكتور بشار الأسد، قائد المرحلة التاريخية.
 

-        فهنيئا ً لسوريا وهي تصنع مستقبلها وديمقراطيتها بنفسها. ومبروك لها الدستور الجديد الذي جاء نتيجة نضالات البعث الخالد.
 

E-mail: hasan.ajaj1@yahoo.com