أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


حملة للتوعية بمرض التوحد عند الأطفال

بقلم : احمد جميل شاكر
24-06-2020 03:54 AM

يبدو ان الآباء والامهات مطالبون هذه الايام بمراقبة نمو اطفالهم ، ومتابعة اي امور غير طبيعية واخذها بصورة جدية ، حتى يتم معالجتها في وقت مبكر ، اذ لا يجوز ان تبقى بعض حالات الاعاقة ، او الاضطرابات النطقية او اللغوية على انها من الامور العادية والتي يعتقد بأن الزمن كفيل بحلها اذا ما كبر الطفل ، وتجاوز سن الطفولة.
خبراء التعليم ، والاجتماع والصحة ، يتحدثون هذه الايام عن انتشار اعاقة بين الاطفال يقال لها التوحد.
وللذين لا يعرفون شيئا عن هذا التوحد نقول لهم انه عبارة عن اعاقة نمائية متداخلة ومعقدة تظهر خلال السنوات الثلاث الاولى من عمر الطفل ، ويقدر عدد الاطفال الذين يصابون بالتوحد والاضطرابات السلوكية المرتبطة به بحوالي طفلين لكل الف طفل ، وذلك نتيجة لاضطراب عصبي يؤثر في عمل الدماغ، ويزيد معدل انتشار التوحد بين الاطفال الذكور ، اربع مرات عنه بين الاناث ، كما ان الاصابة بالتوحد ليس لها علاقة بأية خصائص ثقافية ، او عرقية ، او اجتماعية او بدخل الاسرة او نمط المعيشة ، او المستويات التعليمية.
المصابون بالتوحد يعانون من قصور التواصل مع الآخرين والتفاعل مع محيطهم الاجتماعي ، وبالتالي يجعل من الصعب عليهم التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي وممارسة انشطة اللعب ، او استغلال أوقات الفراغ.
ولمزيد من التفاصيل فإن الاطباء يؤكدون بأن من علامات اطفال التوحد انهم يظهرون حركات جسدية متكررة ، او سلوكات عدائية ، او استجابات ايذاء الذات.
الارقام تشير الى وجود نصف مليون شخص في الولايات المتحدة الامريكية مصاب بأحد انواع التوحد ، وبذلك يصبح واحدا من اكثر الاعاقات النمائية شيوعا ، وأكثرها انتشارا ، إلا ان الغالبية العظمى في الاردن والدول العربية الاخرى من المواطنين بما في ذلك العديد من المختصين في المجالات الطبية والتربوية والمهنية لا زالوا يجهلون تأثير التوحد وكيفية التعامل معه على نحو فعال.
ويتحدث خبراء التربية والطفولة ، والصحة ايضا عن ظاهرة جديدة تنتشر بين اوساط الاطفال والتلاميذ الصغار في الصفوف الابتدائية ، وهي صعوبات التعليم او ما يطلق عليه بإعاقات التعلم والتي تشير الى وجود مجموعات من الاطفال لا يكتسبون المعلومات ، او لا يستخدمونها بفعالية بسبب درجة ما من العجز في الادراك او تكوين المفاهيم او اللغة ، او الذاكرة او الانتباه ، وانه لا يخلو صف دراسي من عدد من التلاميذ الذين يعانون بدرجة او اخرى من صعوبة او أكثر في تعلمهم.
هذا الموضوع نطرحه ولا نعتقد انه موضوع متخصص لا يعني الا فئة معينة ، لكننا نطالب بأن تقوم الوزارات المعنية وفي مقدمتها التربية والتعليم والصحة ، والتنمية الاجتماعية ، والجامعات بتشكيل مراكز للقيام بعمليات مسح شامل لاطفال التوحد ، وللاطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم لان اكتشاف هذه الحالات في وقت مبكر قد يوفر لها العلاج المناسب ، والشفاء التام في حالات كثيرة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012