أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
قمة البحرين تدعو لنشر قوات حماية دولية في فلسطين لحين تنفيذ حل الدولتين أمانة عمان: كلفة رحلتي نقل من الزرقاء إلى عمّان وداخلها بسقف "دينار" التعليم العالي: تمديد فترة استكمال إجراءات الاستفادة من المنح والقروض الداخلية أجواء لطيفة في اغلب المناطق اليوم ودافئة غدًا وارتفاع ملموس الخميس هنية: اليوم التالي للحرب ستقرره حماس والفصائل الفلسطينية غالانت يشن هجوما حادا على نتنياهو:الحكم العسكري لغزة سيكون دمويا ومكلفا ويجب اتخاذ قرار صعب نكبات متتالية.. تهجير وشهداء وثكلى وآلام لم تنتهِ بعد مشروع لإعادة تأهيل مواقع حرجية في بني كنانة 4.8 مليون دينار قيمة إعفاءات الغرامات ببلدية إربد شركة "جورامكو" تعيّن هناء ابسيس بمنصب رئيس دائرة الموارد البشرية والأداء قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل الاردن يدين محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا السعودية: 100000 ريال غرامة الحج بلا تصريح الخريشة: الأردن سيشهد ولادة برلمان قائم على الكتل البرلمانية والحزبية أورنج الأردن تطلق دليل الشمول الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة
بحث
الخميس , 16 أيار/مايو 2024


الاصلاح : قدرنا الذي لا مفر منه!
07-03-2012 01:16 AM
كل الاردن -


 حسين الرواشدة

 
ينتابني – أكثر من أي وقت مضى – شعور بالخوف من القادم، وحين اسأل أي مواطن اعرفه او التقيه بالصدفة عن “أحواله” وكيف يرى أحوال البلد يتعزز داخلي هذا الشعور المفزع، فالاجابات التي اسمعها من الجميع تبدو متطابقة، والهواجس تشير الى ان أوضاعنا ليست على ما يرام.

أعرف ان المواطن يئن تحت ازمة اقتصادية طاحنة، وانه لم يعد قادراً على تحمل “ضربات” ارتفاع الاسعار المتصاعدة، وان ثقته بمؤسساته قد تراجعت كثيراً، وان ثمة اسباباً وجيهة تدعوه الى الاحتجاج والتعبير عن “الخيبة” من سياسات خاطئة افقرت البلد ومن مسؤولين لم يكونوا حريصين على المصلحة العامة.

أعرف ايضاً بأن ما يحدث حولنا يثير لدى الناس مزيجاً من الخوف والامل: الخوف من مشاهد الدم والفوضى والتغيير نحو المجهول والامل “بالاصلاح” الحقيقي الذي يمكن ان يعيد لنا العافية، لكن ما لا نعرفه هو اصرار البعض على اغلاق نوافذ “الحل” وعجزهم عن اخراجنا من هذه الازمة، ومنع دخولنا الى مرحلة جديدة تستقيم فيها موازين العدالة، وتتبدل فيها الوجوه التي ساهمت في الخطأ، ويتحرر فيها الناس من احساسهم بالظلم والغبن والاهانة.

من حقنا ان نسأل مثلا لماذا لم نشهد حتى الآن أية محاكمة “علنية” لرموز الفساد، لماذا تأخرنا في انجاز قانون الانتخاب، لماذا نتحايل على مضامين التشريعات “السياسية” لماذا نحاول الالتفاف على مطالب الناس بالاصلاح، لماذا نصر على رفع اسعار الكهرباء والمشتقات البترولية مع ان اوضاع الناس المعيشية تحت الصفر، لماذا لم نغير خطابنا السياسي تجاه اقناع الناس بأن العصر تغير وبأن ارادتهم هي الحاكمة، لماذا لم تتغير طبقة المسؤولين في بلادنا مع ان بعضهم جزء من المشكلة، لماذا سبقنا غيرنا الى “الثورة” من داخل النظام وتلكأنا كل هذا الوقت عن اشهارها استباقاً لما هو اخطر.

من حقنا ان نسأل ايضا ما الجديد الذي اضافته “الحكومات” المتعاقبة، وما الذي تغير، وما الانجازات التي قدمناها للناس لكي نعيد اليهم الهمة والامل، ونخرجهم من نفاد الصبر.

لماذا ما زال الناس يخرجون الى الشارع وتتصاعد “مطالبهم” وشعاراتهم، لماذا نريد ان نعزز داخل الناس الاحساس بالخطر، ولماذا نتعامل مع اصواتهم بالتهوين والاستهتار، لماذا نصر على ان لبلدنا خصوصية تجنبه من الاستغراق في دوامة الازمات والانفجارات، لماذا تتعطل لواقط المسؤول عن فهم هذه الحراكات والاصوات الغاضبة؟!

بعد اكثر من عام، والاسئلة هي الاسئلة، لا اجابات مقنعة ولا اختراقات جدية، ولا عناوين صحيحة يتوجه اليها نقاشنا العام، ولا حلول “توافقية” تطمئن الناس على بلدهم وتشعرهم بأن مطالبهم مقدرة، وبأن غداً سيكون افضل من الامس.

ما زلنا ننتظر اللحظة التي تدق فيها ساعة الحقيقة، ونسمع فيها كلاماً حازماً عن مرحلة انتهت واخرى قادمة، وافعالاً جدية تدخلنا في عصر “البناء” والمحاسبة والمراجعة.. حيث “صوت الناس” هو الذي يعلو على كل صوت، وحيث “الاصلاح الحقيقي” هو الذي ينتصر وحيث “الاردن” الجديد، الخالي من الفساد والظلم والخوف، هو النموذج الذي نقدمه لهذا الشعب الصابر.

بصراحة، جربنا على مدى عام كل وصفات “الاحتواء” والاستيعاب والتأجيل والتقسيط والامن الناعم والخشن، ولم يعد امامنا الا خيار واحد وهو “الاصلاح” العاجل، بحزمة واحدة وبقرار جريء وبوجوه موثوق بها وبمعادلات سياسية جديدة وبتوافقات وطنية عادلة.. وهو ليس خياراً فقط وانما قدر مفروض، لكن ارجو ان لا يقول لنا احد بأن لديه قدراً آخر سيدفعه به.. لأن هذا القدر معناه الهروب الى المجهول

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012