أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


مثلث القوى ومصير الامة
07-03-2012 08:53 AM
كل الاردن -

alt

د. رضا مومني

هناك شريحة واسعة ممن يُحسَبون على أصحاب الفكر والثقافة يستخسرون على الامة ان يكون فيها ومنها أناس شرفاء يحملون أعباء الهم الوطني وطموح الامة المشروع في تحرير الارض والانسان وارساء قواعد العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والمساواة أمام القانون في الحقوق والواجبات ,أناس يحملون راية الفكر والصبر والعمل الدؤوب في مواجهة الاستبداد والفساد والانقياد لاعداء الامة,يرفعون عاليا راية الاصلاح و محاربة الفقر والبطالة والظلم الطبقي وفقدان الهوية  باسلوب غاية في السلمية بعيد عن العنف وآلة القتل واراقة الدماء. هذة الشريحة التغريبية لا تريد ان تصدق باننا لسنا امة من العبيد وانما نحن  كغيرنا من الامم لنا الحق في ان نملك ناصية أمرنا ومقود ركبنا ورؤى طريقنا وملامح مبتغانا وهدفنا.أنها شريحة لا تؤمن الا اننا اما ان نكون مع الغرباء غربا أومع الغرباء  شرقا واننا لايمكن ان نكون مع انفسنا ارضا وانسانا ,تاريخا وحضارة ,حاضرا ومستقبلا نحلم بوطن عربي موحد تسودة مبادىء الكفاية والعدل والتعددية البناءه ويقوم على أسس الشورى والديموقراطية واحترام الانسان لكونة انسان بغض النظر عن لونه وعرقه ومعتقده.   ما من عاقل يستطيع ان ينكر باننا وقبل انطلاق الانتفاضة العربية الكبرى(الربيع العربي) لم تكن أقطارنا ترفل في أثواب العزة والمنعة والكرامة والرخاء بل  كنا أسرى الاستبداد والفساد والانقياد لمعسكر امريكا الذي هو بالضرورة معسكر اسرائيل وان اقطارنا العربية جميعها  بدون استثناء كانت ولا زالت غارقة في مستنقع الفساد على كافة الصعد ومكبلة باغلال القمع وتكميم الافواة وشتى انواع الظلم المعيشي والفقر القاسي والبطالة المستفحلة بين الشباب الذين هم عماد الامة ومستقبلها. هذة الاوضاع لم يكن لها ان تستمر طويلا وكل عاقل ولة بصيرة كان يعرف ان الامور لابد لها إلا ان تؤول الى الانفجار عند أول فرصة وهذا ماحدث بالضبط حسب السنن الكونية الفيزيائية والكيميائية وعلوم الاقتصاد السياسي المجتمعي ولم يكن للصهيونية والاستعمار دور في بدء  تفجيرها وانما كانوا    بجانب الانظمة القمعية العربية سببا في نشوء الاسباب التي أوجبت والعدالة تفجيرالانتفاضة العربية الكبرى التي كان وقودها  قوة أصحاب المصلحة في التغيير من الشباب الوطني الذي انتفض من اجل الانعتاق من الظلم والفقر والبطالة وتكسير قيود الاضطهاد الطبقي والتهميش الانساني فكرا وقولا وممارسة وتحطيم الشعور بالمهانة والدونية في كافة المجالات الفردية والجمعية على كافة الصعد القطرية والقومية.هذة كانت قوة الامةكلها من تونس الى البحرين مرورا بالمغرب ومصر والاردن( وهذا على الهامش رد دامغ على كل من ينكر ان أمة العرب هي أمة واحدة),وقد نهضت الامة جميعها وبشكل متسارع لم يشهد له التاريخ مثيلا,كانت انتفاضة عفوية ولكنها كانت ضرورة,لم تكن لها رؤوس ولم تكن لها مرجعيات مؤطرة فكريا او اديولوجيا  مما دفع البعض لغمزها ولمزها ,نعم لم تكن لها رؤوس ,وهل تركت الانظمة القمعية في الامة  من رؤوس الا وقطعتها وداستها وأفنتها في السجون والمعتقلات أو دفعتها للموت في بلاد الهجرة والاغتراب ,نعم ولم تكن لها مرجعيات فكرية وقد عملت الانظمة الثورية  صاحبة الفكر الشعارات على  افراغ كل المضامين الثورية المتمثلة بالوحدة والحرية العدالة الاجتماعية من محتواها                                                                                                                                           
 وفي خضم هذة الانتفاضة برزت القوة الثانية ولكن في الاتجاة المضاد وهي قوة الشد العكسي الممثلة بمراكز الفساد والافساد التي حاولت ولا تزال وبكل ما أوتيت من قوة ونفوذ افشال الانتفاضة والابقاء على ما استولت علية من قوت الشعب ومقدرات الناس مستخدمة الاساليب المبتكرة في بث الدعاية المضادة وخلط الاوراق والتجييش متعدد الوجوة والاسماء من بلطجية وبلاطجة وشبيحة وزعران والاستقواء بالوسائل الامنية والمواقع المتنفذة واستخدام المال السحت والوعود البراقة واشاعة الفوضى والادعاآت الباطلة بان اي جهد للاصلاح انما يصب في مصلحة اسرائيل والغرب الاستعماري وأن محاربة الفساد انما هو سلاح اسرائيلي امريكي هدفة تدمير مقدرات الامة وكياناتها وكأن هذة الامة قد بقي لها على ايديهم الآثمة أية مقدرات وكيانات.                                                                           
وبشكل مواز لما حدث ويحدث وهو ما يدركة كل عاقل أخذت اسرائيل وأمريكا  ومعها الغرب بعد صدمة المفاجئة في تونس ومصر أخذت هذة القوى تحاول الامساك بزمام المبادرة حفاظا على مصالحها اولا وأخيرا  للتحكم عن بعد حينا وباشكال مباشرة أحيانا بمسار انتفاضة الامة وتحويلها عن مسارها وقيادتها على النحو الذي تريد مستخدمة الوسائل المحلية لذر الرماد في العيون فكانت ان أخذت بتدجين بعض القوى السياسية الفاعلة على الساحات العربية ومدها بالوسائل اللوجستية اللازمة للسيطرة على الشارع ودفعها بشكل يخدم مصالحها , وها هي تعمل على  اعادة انتاج ومونتاج الانظمة القديمة على صورة ولباس جديدين ولكن بنفس المضامين والوظائف السابقة و كانت ان استخدمت الاعلام الخليجي بما يملك من خبرات فنية وقدرات مالية حصان طروادة لتحويل مسار الانتفاضة العربية المباركة عن سلميتها وأهدافها النبيلة في الديموقراطية و الحرية والكرامة الوطنية والعدل الاجتماعي الى نوع من الفوضى والاقتتال الداخلي وتدمير الذات فكان تدمير ليبيا ويجري الآن تدمير سوريا ليس كنظام وانما كدولة , وهنا لا بد من الاشارة الى عامل شديد الاهمية  ساعد ويساعد اسرائيل والغرب الى جانب أحتواء القوى السياسية الفاعلة في الشارع العربي والاعلام الخليجي لتحويل الانتفاضة العربية عن طريق البناء والاصلاح الى طريق الفوضى والتدمير الذاتي ,هذا العامل  هو العقلية القمعية والاسلوب الدموي اللذان تعاملت بهما الانظمة الاستبدادية في كل من ليبيا وسوريا واليمن  والبحرين في مواجهة شعوبها حيث كان بامكان هذة الانظمة ومنذ اولى اللحظات ان تستوعب ضرورة التغيير وحتميتة وان تتعاطى الاساليب السياسية الخلاقة للتحول الديموقراطي السلس والسلمي والآمن من تدخل اعداء الامة اسرائيل والغرب وتحييد ايران ذات النوايا غير الحسنة تجاة المشروع التحرري العربي وابعاد روسياوالصين بما تحملان من علاقة تقوم على المصالح الذاتية البحتة والحسابات الدولية مع الغرب                                                    

reda.qm@gmail.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012