محمد مطلب المجالي
 
 قيل ان الشيخ الزاهد مالك بن دينار جلس في المسجد يوماً يقرأ القرأن والحديث
و يعظ . لدرجة انهم كانوا خاشعون و يبكون في مجلسه وخرج لقضاء حاجه ولما عاد تفقد مصحفه اذي كان يضعه في محراب المسجد فلم يجده ،فسال الحضور عن المصحف فلم يجيبوه و استمروا فى خشوعهم وكلما سالهم ازدادوا خشوعاً و بكاء..فقال كلمته الشهيرة (ويحكم كلكم يبكى فمن سرق المصحف؟
 
 في غمرة ما نحن فيه نسأل ونعيد سؤال الشيخ ابن دينار رحمه الله لكل من تسلم المواقع العامه من الوزراء ورؤوساء ومجالس الادارات في الشركات والامناء العامين
 وابطال الخصخصه وكل من باعونا الوطنيات واوهمونا باننا قادمون على مستقبل واعد ولكل اصحاب التصريحات والتصحيحات الاقتصاديه ولكل من باع واشترى وخصخص ولصلص وحفر ونفر نسأل السؤال ونعيد التسأؤل لمن باع تراب الوطن وشركاته وماءه وكهربائه
 واستقدم كل اموال الحرام وابناء الحرام واشياعهم وزبانيتهم وكل من سهل لهم وكل الخاشعين والبكائيين ومنظريهم ومن وعدونا بالسمن والعسل واوهمونا ان المستقبل مشرق واننا في امن وامان ورغد العيش وان بلدنا ستصبح مركز استقطاب ونحصد خيراً
 عميماً ونقضي على الفقر ونضرب البطاله الضربه القاضيه المميته ونحتفل
 بالمنجزات مع المسؤولين الساهرين على مصلحة الوطن والذين
 اشبعونا كلاماً احلى من العسل ولكن حصاده كان امر من العلقم خدعونا بخشوعهم و بكاءهم وها نحن لم نرى فى الوطن الا الجوع و العطش وضنك العيش ،و الحرمان والازمه تتلو الازمه .ولكل من يقول كلمة حق و لمن اعاروا ضمائرهم وليسمع المسؤولين فى بلادى كلمات الشاعر :
 وطنى يباع و يشترى ونصيح فليحيا الوطن
 لو كنت تبقى خيره لبذلت من دمك الثمن
 المسؤلون فى الوطن انقياء واتقياء وزهاد وازهد من ابن دينار ومتواضعون تستغفر لهم مواقعهم حين لا
 يبقوا لمن يخلفم شيئاً منطلقين من (الاناء يستغفر للاعقه) فاستبدلوا الاناء بالموقع لا يهمهم المال ولم يستغلوا المنصب اسوى استغلال همهم المواطن والارمله والمسكين و فى اللقاءات خطباء مفوهون ورمز للطهر ونقاء السريره ويجمع كل الفضائل ويحوي كل المكارم
 من الذى لهط الوطن..؟
 سؤال سأله ابن دينار قبل الف وثمائة سنة ونيف ؟ وسألني اياه طفلي الصغير وانا اشاهد واياه نشرة الاخيار وبعض الاحتجاجات والاعتصامات في مدن الوطن ، قال لي الصغير لماذا يحتج ويعتصم المعتصمون وما هي مطالبهم ؟ ولماذا يسجن الشرفاء وتفبرك ضدهم التهم ؟ واللصوص والفاسدين يصولون ويجولون فمن لهط الوطن
 
www.abometlb@maktoob.com