08-03-2012 08:47 AM
كل الاردن -
د.سامح ابوشنب
في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً من يوم الثلاثاء تصفحت مواقع الانترنت ففوجئت بعنوان في موقع كل الاردن يقول: "تنفرد كل الاردن بنشر تقرير اللجنة النيابية حول خصخصة شركة الفوسفات " قراءت التقرير بعناية وكلما قرأت فقرةً من التقرير أتسأل في نفسي هل هذا يحصل في سيراليون ام في النيجر؟ أين هذا يحصل فاعود الى العنوان للتأكد من أن هذا يحصل في الاردن, أتأكد كل مرةٍ من أسماء ابطال الصفقة أنهم من أبناء وطننا, هل يعقل أن تباع الفوسفات بإقل من قيمتها السوقية من قبل اربع وزارات متتالية من عهد ابوالراغب مروراً بحكومة الفايز وبدران والبخيت وانتهاءً بالذهبي . اكثر من مئة وزيرشاركوا في الوزارات التي قوننت وسهلت واشرفت ونفذت وصفقت لاتمام الصفقة, اليس منهم رجلٌ رشيد ؟ بستنكر ويعترض ويستقيل احتجاجاً على بيع تراب الوطن الذي دافع عنه الاباء والاجداد بدمائهم لتذهب مواردنا كهدية وعربون صداقة لسلطنة بروناي التى تعد من اغنى دول العالم. ياريت القصة تقف عند ذلك حيث أن البيع تم لشركة لا تمت لبروناي بصلة حسب تقرير اللجنة والتي أشارت الى أن المشتري تم اضافة اسمه قبل يومين من توقيع الاتفاقية وشطب اسم وكالة بروناي للاستثمار وراسماله (10000) ديناراً فقط. وكما فهمت من التقرير أنهم لم يتوصلوا الى المالك الحقيقي للمشتري. هل يعقل أن هذا تم في الاردن ؟ ومن قبل ابناءه, ولمصلحة من يتم ذلك؟ ويتم دفع سبعماية الف دينار كحلوان لبنك اتش اس بى سي على اتمام الصفقة . اليس من الاجدى ان يتم استثمار هذا المبلغ فى الطفيلة مثلاً لتشغيل العاطلين عن العمل والمعتصمين على دوارها؟ لقد خسرت الخزينة الفارغة من الموارد نتيجة لهذة الصفقة مئات الملايين من الدولارات , هذا اذا اضفنا الى ذلك من ان ميزان المدفوعات زاد عجزه نتيجة لذلك بما يفوق المليار خلال تلك الفترة(2006-2011). والكارثة أن من بين من ورد ذكرهم فى تقرير اللجنة النيابية سالف الذكر هم من يتولون اليوم رئاسة السلطتيين النقدية(البنك المركزي) والمالية (وزارة المالية) والتي جائت بهما حكومتنا الاصلاحية. فيا للكارثة؟
والمشكلة أن هناك من يدافع عن الصفقة لغاية الان فقبل عدة شهور انبرى معالى وزير الصناعة للدفاع عن الصفقة أمام مجلس النواب فلا نعرف ماهو موقفه الآن , ليس هذا فحسب بل نجد أن كاتبا بحجم الدكتور فهد الفانك قد دافع عن الخصخصة بحماس واتهم من طالب بالتحقيق بالصفقة بأنهم طلاب شعبية. لابل انه أدعى من أن الشركة كانت تخسر باستمرار وانها كانت تدار من قبل وزراء كترضية لهم وان الصفقة قد تمت بإعلى من قيمتها السوقية , علما أن هذا مجافٍ للحقبقة ,فالتقرير اكد بيع السهم بسعر 4$ بينما سعر السهم السوقي كان اعلى من ذلك بكثير.
ربما أن المسئوليين لم يعوا لغاية الآن من أن الامور قد تغيرت مابين الامس واليوم وان العالم العربي يشهد اليوم صحوة غير مسبوقة في تاريخه وأن حاجز الرعب الذي سكن في قلوب الناس قد ذهب الى غير رجعة.
sameh_abushanab@yahoo.com