10-03-2012 07:21 AM
كل الاردن -
معتصم محمد يعقوب
وطني علمني أن أنساه, وعلمني أيضن أن لا أتذكره ولا حتى ألقاه وبدون كرامة بقيت وبدون أصل, فكيف يكون لي أصلا ووطني ضاع وضاع كل من حاكاه ..... بهذا الكلمات ابدأ و بها اختم. فقولي محصور بين هاتين الجملتين وكلي أمل في أن تلاقي صدا بمعانيها وترحيبا بكلامها وإلا فلن تكون مفهومة ممن لا يقدر قيمة وطنه ومن لا يجل بلاده العربية من مشرقها لمغربها ومن شمالها لجنوبها .
فبدايتي تتحدث عن واقعنا المرير, الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن بغير حول منا ولا قوة ,وكيف تكون لنا قوة بعد ما تفتتنا عن بعضنا البعض وبعد ما قسمت الأمة شيعا و أحزاب كل حزب بما لديهم فرحون, فبعد ما كنا وطن واحد أصبحنا أوطان وبعد ما كنا امة أصبحنا أمم وجماعات .
أليس هذا غريب ! فمن منا راض عن حالنا اليوم . ومن من راض عن ما يحصل لنا من قتل وترهيب. من ذبح وتعذيب. أنظر للقدس وأنت تعرف ماذا أصابنا فهاهم اليهود الأنجاس يحاولون اقتحام الأقصى كل يوم وعلى مرآة من العالم اجمع دونما يتحرك منا ساكن ودونما يتقدم احد وينقض الأقصى من براثن اليهود او أن يبرر موقفه المتخاذل تجاه المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريف .
وانظر للشام وما حصل بها فمأساة الشام دون عن كل المآسي, يا حسرة على شعب ذاق الأمرين مقابل الحصول على شيء من الكرامة ضحى بحياته من اجل حياة الآخرين وحقوقهم المسلوبة في زمان ليس به سوى الجور الذي أذاقنا من كأسه ألوانا ومن العذاب أشكالا, لم نرى يوما ابيض معه, وليس بمقدورنا شيء سوى كبت هذا الحقد على بعضنا البعض وانتظار اليوم الذي نقوم بتفجيره في وجه كل من عادانا ووقف أمامنا طيلة هذا السنين .
فأوطاننا أمست خراباَ , وديارنا أمست سراباَ, واليوم الذي سنرجع به إليها سنقر أعيننا بالدمار الذي أصابها من بعد ما كانت مزدهرة وعامرة. أصبحت الآن مدينة أشباح ليس بها شيء ... فأن المروج الخضراء من الشام, والمياه العذبة من دجلة, وكروم العنب من الخليل ذهبوا وذهب معهم كل من تذكرهم .
لم يبقى من تلك الأيام سوى تاريخها المجيد. وأتمنى من الله أن لا يتلاشى هذا التاريخ وان يبقى ذكره متمسكين به في حين الحاجة إليه .....
motasemyahcob@yahoo.com