أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


يا مجلس العار النيابي...صكوك الغفران لن تنفعهم! أسدلت الستارة....
10-03-2012 07:38 AM
كل الاردن -

alt


جمال الدويري

...لم يسبق للأردن أن امتلك الكثيرمن مجالس نيابية نزيهة وتمثل بأدنى الحدود الشعب الذين يدعون تمثيله, ولم يسبق أن فرح الأردنيون بعرس ديموقراطي تدعيه حكوماتنا حتى منذ لم يكن لدينا لا أعراس ولا ديموقراطية, ولم ينهي مجلسا نيابيا أردنيا واحدا فترته الدستورية دونما فضائح "بجلالجل"
أما السادس عشر, فهو "حدوتة" أخرى لم يتخيل من فكر بقصص ألف ليلة وليلة مثلها, ولم ترد حتى على بال كتاب الدراما وأفلام الرعب الخيالية, لا في التاريخ ولا في الحاضر.
المجلس السادس عشر منح أكبر رؤوس الفساد والمورثين وتجار الأوطان ثقة غير مسبوقة أجزم أنه ما كان الفاروق العادل عمر رضي الله عنه ليحصل عليها لو قدر له أن يمثل أمام نوابنا الأكارم. الرفاعي الثالث, الذي باع أو أهدى أو أجر ربع الوطن لدبي كابيتال وفروعها الأخطبوطية دون رمشة عين, ورهن الكثير الآخر لمن يحبه قلبه, ووزر في حكومتيه من مسامير الصحن في الشركة التي جاء من رحمها إلى الدوار الرابع وحكم الأردن, حصل على 111 نعم, ونعم ونص, ونعم وثلاثة أرباع, حتى أنه لو جمعنا تلك الكسور مع أل 111 لحصلنا على عدد من الأصوات الذي يتخطى أل 120 نائبا, هم عدد نواب السادس عشر ناقص واحد, والذي توفاه الله قبيل التصويت المشؤوم.
بعد أقل من 45 يوما يرى الملك أن حكومة سمير الثاني غير جديرة بحكم البلاد ولا هي أهلا لثقته الملكية, فيقيلها. ولكن السادس عشر الذي منحها "صك الغفران" بأغلبية الأنبياء, بقي على كاهل الأردنيين عبئا ثقيلا ورجسا على من يقترب منه دفع الكفارة والتوبة وصلاة نفل, وإطعام ستة ملايين أردني مسكين.
كم من مسؤول رفيع, في حينه, أكد تزوير انتخابات المجلس المذكور, وكم من إثباتات على عميلة التزوير زعزعت ثقة الأردنيين بديموقراطيتهم ونية الحكومات المتعاقبة بالإصلاح ومحاربة الفساد المستشري, منها ما رآه الشعب بالعين المجردة ومنها ما احتاج لبعض البحث والتمحيص والتدقيق لكشف المستور وتعرية الكذب والتزوير.
ورغم هذا وغيره, بقي المجلس ولم يلحق بحكومته, حكومة السماء, حكومة سمير. لماذا؟
بعد الوقائع وما أصبح بحكم المؤكد, فلا بد أن هناك صفقة قد عقدت مع نواب السادس عشر الذي مد الله والملك بعمره بعض الشئ رغم أن غالبية الشعب الأردني ترفضه وتمقته وتتمسخر عليه.
برلمان أل 111 , مجلس المخلوطة, وتسميات وألقاب على المقاس لا يستقيم معها حال ولا يستوي بها مقال. نواب نيام في الجلسات المصيرية, نائبات يتصفحن "المنيو" قبيل طلب الغداء, وغيرهن نيام أيضا, مجموعات تتغيب حسب الطلب وتحضر حسب الطلب ونصاب متأرجح بين رغبة الحكومة وكرم النائب وجشعه واستعداده لبيع الضمير والوطن وثقة المواطن ببعض السحت والقليل من المزايا.
وأخيرا وليس آخرا, مسرحيات تحقيق فاسدة لم يكن لها هدفا إلا ذر الرماد في العيون والضحك على ذقون الشعب الذي فقد الثقة ولم تعد تنطلي عليه الحيل. الكازينو, الفوسفات وما بينهما. لجان تكلف بالتحقق والتحقيق, وتتعب وتبذل الجهد والوقت والأعصاب, وتأتي بما يقترب من الحقيقة الواضحة الصريحة, ثم تحبط وترمى تقاريرها وتوصياتها في سلة المهملات.
بكل صلف وسخف وجحود للوطن وشعبه, يدافع نواب الحكومة والامتيازات ومشاريع قوانين التقاعد النيابي عن باسم ومعروف ووليد وغيرهم من أبطال الفوسفات ويصوتون بأغلبية لحمايتهم ومنحهم "صكوك الغفران" على حساب الشعب والوطن وجوع وضياع الاثنين.
كم هو مؤسف ومحزن ومؤلم أن ينقلب من اؤتمن على مصالح الوطن والمواطنين على تلك المصالح من أجل سواد عيون أشهر معدودات من عمر كرسي النيابة, ويدفعون لذلك ثقة الناس الغالية والتي لن يكسبونها مجددا بكنافة الدنيا ومناسفه كلها, ولا يكذب وديباجة الوطنية والغيرة على الأردن ومصالحه العليا, تارة شعرا وتارة نثرا وتارة مستعينين بمفوهين مدفوعي الأجر ويافطات لا تساوي قيمة حبرها وقماشها.
كم أثار اشمئزازي في الأمس تنطع بعض نوابنا في جلسة الفوسفات وهم يدافعون عمن أسموهم "شرفاء الوطن" الذين لا يشق لهم غبار ولا يجوز اغتيال شخصياتهم. وكالعادة أوفى المجلس الموقر بالتزاماته, ولك ليس تجاه الشعب الذي "لا يمثله" أصلا, ولكن تجاه الفساد الذي اشترى وباع وبدد الوطن كما يحلو له.
حضر من حضر وتغيب من تغيب, كل شيء بحساب, وتحرك الجميع على خشبة المسرح "الديموقراطي" مع الاعتذار الشديد لأقل يوناني قديم شارك بصنع مصطلح "ديموكراثيا" الذي نضحك على أنفسنا بالتمسح به ولبس عباءته. نعم تحركوا كالدمى تشدها خيوط من أطرافها الأربع إلى يد محرك الدمى وصانع حركاتها الهزلية, وكانت الحبكة والقفلة الدرامية المطلوبة.
من غاب من النواب أجرم بحق الوطن وكان مدلسا ذئبا جبانا متنطعا قابضا, ومن حضر وبصم على صكوك الغفران البرلمانية لبائعي الوطن وثرواته أجرم بحق الوطن وكان رخيصا فاسدا مشاركا بالبيع والشراء, أما من بكى على الوطن وصوت ضد الفساد والمفسدين, فهم الرجال الرجال الذين يشكرهم معنا الوطن, مع تحفظي الشديد على من شارك منهم بمهزلة أل 111
جميع هؤلاء سيسجلهم التاريخ وتتحدث عنهم الأجيال والمستقبل, كل في خانة, بعضهم ستكتب أسمائهم "بالسخام" أي "شحبار الطناجر, وسوف يسقطون بسرعة البرق ولن تحميهم من غضبة الشعب قوة, وسيلقون عند ربهم سوء عذاب, وبعضهم ستكتب أسمائهم بنقش الحنا وثقة الأردنيين وتراويد وحداء الأهل والعشيرة وسيلقون عند الله خير الجزاء.
أما أنتم معشر الفاسدين, وكلكم شيلوك عصره ومرابيه, وكلكم تاجر البندقية وسمسار وطن, وكلكم السحت والحرام بعينه, وكلكم الخائن لوطنه وأهله وناسه, فلا تفرحوا كثيرا. إنه المسمار الأخير في نعشكم, وإنها الجولة الأخيرة على الحلبة, سترتدون من الحبال أمام أقدام الشعب الصابر المرابط الشجاع فيدوسكم كما زواحف الأرض الضالة وهوامها الضارة. لن نرحمكم ولن نطلب عندها محاكمتكم كما أردناها اليوم, ولن نترك للقانون مجرى ولا سلطان.
عندما يغضب الشعب ويثور لكرامته, فلا يعرف إلا قانونه وشرعيته وشرعته, ولا يشفي غليله إلا قولة الحجاج المشهورة: إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها, وإني لصاحبها.
وعندها لن ينفع الندم ولن يحميكم الهرب أو بعد المسافات, فيد الشعب طولى وصبره اقترب من النفاذ.
كل يوم تستطيع سيارات الدفع الرباعي بما تحمل من "أعداء" الشعب الأردني السادس عشر دخول باحة مجلس النواب للبصم على المهزلة ومسرح الدمى, لهو يوم أسود وعار ما بعده عار, نتحمل وزره جميعا.
لتسقط كل المجالس التي تتآمر على الوطن, وليحيا الوطن

 ordunnannews@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-03-2012 06:36 AM

احسنت كثيرا : انت صريح وجريء وموضوعي ,وماذا تنتظر من مجلس نيابي مزور وغير شرعي , هي فترة مظلمة من تاريخ الاردن مرت بطيئة ولكن عسانا ان نكون قد اتعظنا منها للمرات القادمة لكي نميز بين الخبيث والطيب ونعرف الصالح من الطالح والله الموفق .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012