أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


من بستان اذار
10-03-2012 07:49 AM
كل الاردن -

alt

خالد الزغول

آذار ينعشنا غيثه وزهره وموعدنا معه متجدد فهو الزائر الجميل الذي يترك عطره وفرحه وجماله في لوحة يسكنها الخير والكرامة والبهاء، وتنثر عطرها،ويسري باوصالها رحيق الحياة الذي يعيد الامل، ويغسل الايام من غبار التعب واليأس والخمول
وللثلج في آذار حكاية تسكن القلوب والارض، في وطن يعيش المجد كل فصوله ،ويزرع مع كل صباح غراس الكرامة ،التي غطت تراب الوطن وسقته من ينابيع البركة، فشرب منها الاطهار الصالحون،وسجلوا اسم الوطن مع الخالدين،  مبشرين  بالحرية والعدالة والتسامح والكرامة .

   جميل آذار يلبس ثياب الطهر والنقاء، ثلج آذار نقي وسخي وناصع ومنعش ،أنسانا ايام الجدب والضنك ،في آذار اجتمعنا على كلمة الشكر والأمل ايقظنا من سبات الشتاء الطويل أخذنا الى مواطن الجمال ،حيث لبست الارض ثوب زفافها، وتزينت ليلة عرسها، وزفتها السماء بنثيث الثلج والبرد والمطر ، تبث للسحاب وجدها ، ولأشجار البلوط  المتموجة الوديعة افكارها الحانية وعشقها للثلج والمطر
  حكى لنا ثلج آذار نقاء سيرتنا ،،وصفاء سريرتنا، اسكن الاردنيين معا في بيت الهاشميين الدافيء، وهمس في اذاننا طبتم فطاب مسكنكم ،في بيتكم اليوم في هذا الشتاء الطويل دفء وحب ، فباركوه بالمحبة واقرأو عليه صور الكتاب ،وناموا في ثوب الطهر الأبيض هانئين تهدهدكم اصوات المطر وموسيقى الثلج والشجر
آذار يزهو بالوطن والوطن يزهو بآذار، في تاريخه دروس للمجد ،وايامه صفحات للذاكرين والشاكرين والعاشقين ،واصحاب الاقلام والفنانين والشعراء الذين صاغوا هذه الحكاية الجميلة عملا وانتاجا وتضحية، وكتبوها باقلامهم ،وباحوا بها بأصواتهم الجميلة فترددت اصداؤها في أثير الوطن، وسافرت مع ابنائه في انحاء الدنيا، فكانت الاصدق والاقرب والازكى،.......... حكاية حملها أثير اذاعة الوطن ،اذاعة الاردنيين والعرب التي احتفلت بعيد تاسيسها مع الزائر الابيض الجميل، فجاء احتفالا عفويا صادقا،  التقيىنا فيه بالرواد المؤسسين الذين جعلوا من هذه الذكرى مناسبة للتدبر والتأمل ،ينعكس من ثنايا أرضنا المتدثرة بالطهر والثلج ،سيرة  لايمكن ان اختصرها في كلمات اومناسبة، ولكن هزني مشهد من هذا العطاء وانا استمع الى اذاعتنا وهي تكرم ابناءها بذكر سيرهم العطرة، وهالني مشهد من مدير الاذاعة وأحد الرواد والفرسان الاستاذ صلاح ابوزيد الذي استذكر قصة المذيع عبدالغني حين كان يعد ويقدم برنامجا صباحيا في الاذاعة ،واستذكر الاستاذ صلاح  في احد الفترات الصباحية وقد فرغ مقدم البرنامج عبدالغني من تقديم فترته الصباحية وكان الاستاذ صلاح يراقب ويتابع عن كثب كل صغيرة وكبيرة في البرنامج ، وهاله سماع صوت ارتطام في موقع قريب من مكتبه، فهرع الى المكان، وتفاجا بسقوط المرحوم عبدالغني ارضا مغمى عليه، فطلب ان ينقل الى مكتبه، وبعد ان اجريت له الاسعافات اللازمة، بادر مدير الاذاعة بسؤال المذيع عن أسباب هذا التعب والذي تسبب بالاغماء عليه ، فتردد المذيع في الاجابة على سؤاله ،وبعد الالحاح عليه اجاب،...... انه في ذلك اليوم الذي اعتاد فيه المذيع أن يستيقظ باكرا مع صلاة الفجر في بيت كان يقيم فيه وحيدا مع والدته ،وبعد أن صليا الفجر معا، لاحظ بعض التعب عليها، وطلبت منه كأسا من الماء، وعلى عجل أسرع لاحضار كأس الماء، ولكنه في تللك اللحظة تفاجأ أنها لاتجيب  وفارقت الحياة ،وكان أمام التزام وخيار صعب، ففي تلك اللحظة كانت الحافلة التي تقله تنتظر امام المنزل ،فغطى والدته وهرع الى الاذاعة وقدم فترته الصباحية ،والتقى بالمستمعين عبر الاثير، وكانت فترة مميزة، وبعد انتهاء فترته وخروجه من الاستوديو تذكر والدته فاغمي عليه، وسقط ارضا،........... حكاية قصها مدير الاذاعة الى جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، الذي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة في الاذاعة،فخصص رحمه الله زيارته الى الاذاعة  والتقى بالمذيع المرحوم عبدالغني وربت على كتفه  قائلا “لاأجد شيئا أعبر لك به عن شكري ومحبتي”  …............ بهذه الروح وهذا الانتماء الصادق نعيش آذا نقيا فوق التصور وطاهرا من دماء الشهداء ،وجميلا كعطاء الوط، اكتملت فرحة الاردنيين فيه بالخير والزرع  والفروسية العربية الاصيلة  التي اعتادت عليها الارض الاردنية ،وجاء تصميم المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه ان يظل الجيش عربيا للعرب، واردنيا بقيادة الضباط الارنيين الاطهار ،ومصطفويا يدافع عن هوية الامة وتاريخها المشرق ، فجاء قرار تعريب قيادة  الجيش العربي في الاول من آذار ليزيد جمال آذار جمالا، وليكون الحصاد وافرا في كل المواسم.
 
           ومع الكرامة في آذار يغني شجر الدفلى على النهر، وتصهل خيل الفرسان لتؤكد ان الجيش العربي لايعرف غير طريق الشهادة والانتصار، فلا الغطرسة ولاالتجبر الا عناوين باهتة امام الارادة الصلبة والتضحية التي صاغها الابطال في ميادين الكرامة، واهدوها  انتصارا  للامة في اذار، وانتشلوها من مستنقع اليأس والهزيمة بعد نكسة حزيران
نحن أيها الاعزاء مشحونون بطقس آذار الذي يمتعنا وينعشنا، وينمو معنا، مع شمسه ودفئه، فهنيئا لنا بآذار والوعد بيننا أن نغرس  كل شبر على الارض العربية بزرع آذار الذي أصبح هويتننا وعنواننا الكبير.

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012