17-03-2012 07:51 AM
كل الاردن -
ايه المجالي
عندما صعدت في الباص اليوم سمعت احاديث كثيره وثرثرات كثيره من كل الاعمار
من الشاب العشريني الذي يتحدث مع صديقه عن مباراة اليوم المهمه وعن مباراة الغد الاهم
والذي يتحدث عن السيارات
ومن الفتاة العشرينية التي تتحدث عن الملابس التي رأتها بالسوق
وعن الحذاء الذي تحلم بأن تقتنيه لكنه ( غالي الثمن ) قليلا
وهناك من يتحدث عن ( كومنتات ) الفيس البوك وتلك المرأة التي تتحدث مع جارتها ( ام خالد ) وما انفكت ان تذكر اسمها بصوت عالي
لتطلب منها ان تساعدها بأختيار طبق مميز لوليمة عشاء
سمعت الكثير الكثير
لكن كان هناك رجل عجوز ينظر من النافذه يسكنه الصمت
يعلو وجه نظره حزن وعيونه مليئه بدموع مخزنه بألاحداق
اكاد اجزم اني لو حدثته عن ذكرى وطن ضائع لصرخ وبكى بأعلى صوته
ترى .. بما كان يفكر ؟؟
كل ماكنت اريد معرفته هو معرفة الى اي مدى قد عاد به الزمن
أعاد به الى الزمن الجميل ؟ الزمن الذي كان يسهر به مع ( ابو محمد ) مثلا
ويتحدثون مطولا ويلعبون الزهر ويتحدثون عن المستقبل المشرق والزاهر لوطن كان لنا
ويتحدثون عن انجازات رجال رحلوا
رجال العز انذاك
رجال شرفاء خلت الديار بعدهم وافتقدهم الاردن ... الغالي
رجال ليسوا كأي رجال رجال شرفاء شرفاء
ام انه حن لأرضه التي ما عاد يعرف لمن اصبحت الان او ما المصنع او الشركه الخاصه التي بنيت عليها
؟؟؟؟
ام انه يتأمل الحال التي وصلنا اليها الان .. اجزم انه ليس سعيد ... ومن هو الاردني السعيد بكل هذا الوجع الوطني الذي نعاني منه الان . ؟؟؟؟
ما الذي يتمناه
؟؟
اتمنى انا الفتاه العشرينيه ان اقرأ افكاره او ان اسأله ما الذي يتمناه لكني اخشى ان ارى رجلا عجوز يعاني من نوبه بكاء ولا قدرة لي ان ارى رجلا يبكي امامي
فكيف لو كان يملك تجاعيد بوجنتيه تتكلم عن تاريخ جميل ....
حقا مالذي يتمناه الاردني الان ...
توقف الباص فجأه وترجل منه الرجل فصدمت انه قد اخرج من جيبه فاتورة كهرباء قد طوتها يداه المتعبتان بأكثر من طيه
وتوجه لمكتب الدفع
واستمر بنا الباص في المسير ....
وانا اراقب من خلف نظارتي السوداء لأراقب من المترجل التالي