حسام طايل

دولة رئيس وزرائنا الأفخم..القاضي العادل والقانوني الملهم..ذائع الصيت ومرعب الدول,لايخشى الجن ولا العفاريت في إحقاق الحق وزلزلة الباطل..لذا أخترت وغدوت من المشاهير في أكبر محفل دولي في العالم (محكمة العدل الدولية)وهذا مصدر فخر لنا قبل أن يكون لك ..رغم تحفظنا على إنتقائيتها بالبطش بالضعيف وعقابها العنيف لدولالعالم الثالث (كالسودان وبشيرها)وتطنيش ما  فعلته وتفعله دول الأستعمار والإستكبار كأمريكا (وبوشها وعصابته في العراق)وحليفتها الجروة المدللة (إسرائيل) في فلسطين  يا دولة وزيرنا الأكبر..سررنا بالتغيير ياقاضينا الشهير ,لأنك بخبرتك بالقانون ستصبح الرقم الصعب المثير في العدل والإنصاف,لتوقعنا بأنك ستكون سيف المواطن ألذي سيبطش بالظالم ويعطي المظلوم حقه وزيادة.
يعلم الله أننا فرحنا وهللنا وربما البعض منا إستعد للتكبير والهتاف الله وأكبريحيالعدل (كما في الأفلام المصرية)لثقتنا بك رغم أن الكثير تحفظ وثرثر عن دورك الكبير في إتفاقية العار (وادي عربه)لكننا طنشنا والتمسنا العذر لك على أمل أن تمسك اللجام وتكبح جماح وحش الفساد المتغول في دولتنا العتيدة.
دولة الرئيس :في بداية مشوارك الميمون ,جاءنا البشير بالخبر المثيربالقبض على قرن الإستشعار الكبير (الذهبي)وهاهو الآن في بيت خالته,وبقدر فرحتنا بإعتقاله كان إستيائنا لأننا إكتشفنا أن صاحب أهم منصب أمني في بلدنا وحاميها..هو للأسف حراميها.وكان قد سبقه لبيت الخالة إياه أمين عمان المشكوك في أمانته (المعاني)ومع أنه تكفل لكننا إعتبرناه إنجازا لحكومتك وتفائلنا وقلنا أول الغيث قطرة.
يا وزيرنا الأول..رغم أن الكثير من الأقلام والمحدثين في المجالس والمعلقين إتهموك بالتباطؤ والإنتقائية في فتح ملفات فساد الهوامير والحيتان الكبار ..إلاأن الكثير من شعبنا وأنا منهم ,دافعنا عنك ونافحنا وقلنا أعطوا الرجل فرصة وطولوا بالكوا عليه..لأن الأمل كان معقودا عليك لعل وعسى أن تفتح ملفات مهمة (كموارد والميناء وأمنية وسكن كريم)وغيرها..وبقي الأمل بك والتفاؤل قائما  إلى أن جاءت الطامة الكبرى في فضيحة التصويت على خصخصة الفوسفات في مجلس نوابنا المخزي,ألتي أحس شعبنا المظلوم بعدها بأن هناك تواطؤا ولعبة بين الحكومة ومجلس نوابنا المطية.
دولة الرئيس: قبل أن تتسلم سلطاتك كان رأي شعبنا معروف بمجلس العار(111)فهو لايمثلنا فكلنا يعلم بأنه جاء با لتزوير بإعترافات مسئولين كبار ولم نكن نتوقع منه أكثر مما جاء منه...أما أنت يا صاحب الولاية ويا من عقدنا عليك الرجاء في أن تكون فارس الهيجاء ألذي عقدنا له ألراية في الحرب على الفساد,وبنينا عليك الآمال في أن تغل أيادي لصوص الوطن وتحقق للمواطن ما يصبوا له في دولة ألعدل والقانون ألتي ستعيد لنا ثروات الوطن ومقدراته ألمنهوبة وتحاسب سارقيها.
لكن ألذي حدث يا دولة الرئيس ,خيب آمالنا وأحبط رجائنا..وما زادنا مرارة تلك الخطوات ألتي إتخذتها حكومتكم من رفع للأسعار وإعتقال للنشطاء ألمطالبين بالإصلاح وكأنا بكم كحكومة تنحازون لجانب ألشيطان ألمتمثل بالفاسدين ومن يدور في فلكهم ضد أهلكم ومواطنيكم..ولتعلم يا سيدي أنت ومن أوحى لك بهذه الأفعال بأنك لن ترعب الشعب المطالب بحقه ,بل ستزيد الشارع المأزوم تأزما والمواطن المطحون ألما  ومعاناة..لذا لن يسكت ويستكين على من سرق قوت عياله وأفقره.
حريا بك يابن البلد ويا منتنتمي جينيا إلى تراب هذه الأرض,في هذا الظرف الصعب ألذي يمر به ألوطن أن تكون حكيما كيسا ولا تدع الموتورين ألمتهورين ألذين يتتسبون إلى هذا ألوطن إضطرارا لأن القدر شاء بأن القى بهم على شواظئه فاضطر إلى الإنتساب له إسما وليس إنتماءا ولا يهمه مصيره .. وأنا لا أعمم (فالكثير منهم أضحوا أكثر حبا وإخلاصا وإنتمائا للأردن بل عن القلة أصحاب الإجندة )..لاتدع أحدا من هذا الصنف وبعضهم أضحى للأسف من أصحاب القرار ألمتحكمين في رقابنا وما أكثرهم,أن يتخذوا القرارات الغبية أو المقصودة  كا لإعتقالات ألعشوائية لبعض أهلك في الطفيلة أو الإصغاء لمن يريدون خراب هذا الوطن باللجوء لما أسموه ألقبضة الحديدية و إعلان حالة الطوارئ وهي حيلة العاجز في محاولة منهم لإسكات الحراك ألمنادي بالإصلاح ومحاكمة الفاسدين وهوحق كفله لهم الدستور والشرائع السماوية..لأنك لو تركتهم يتمادون على المواطن فستفجر بركان غضب تبدو أدخنته وإهتزازاته واضحة للعيان إنتظارا لقرار أحمق من مسؤول أرعن يتخذه فيفجر ذلك البركان,ليحرق الأخضر واليابس لتلحق بلدنا بمن سبقها من بعض بلدان الربيع العربي ألذي أضحى خريفا أسقط أوراق الخيروغدا شرا مس كل جوانب الحياة ليحولها إلى جحيم في تلك البلدان ..فقهر الاردني الأشم صاحب الأنفة سيحوله إلى تنين يحرق من قهروه وسرقوه ومن يشد على أيديهم ..وسوريا وليبيا واليمن وغيرها أمثلة ليست بعيدة عنا لاقدر الله.
رسالتي إليك سيدي وأخي ,وأنا المواطن البسيط الخائف الوجل على وطنه, أبن جندي أردني دافع عن هذه الأرض وعن فلسطين وأصيب وجرح على أرضها ,وروى بدموعه تلك الأرض وهو يلملم أشلاء الشهداء من زملائه ألذين كان لهم شرف الشهادة هناك وشاء الله أن يحرمه ذاك الشرف..عاش ومات وهو يعشق هذا التراب وأورثني بعد موته عشقه رباني ككل الأردنيين أن نحب هذا الوطن وأن نقدم حياتنا رخيصة فداء لكل ذرة من ترابه الطهور وذودا عن إرثه ومكتسباته من كل طامع وحقود أوغل فتكا وفسادا فيه فكان لزاما علي وأنا الكهل              في أواخر الخمسينات من عمري أن أمضي في تلك المهمة النبيلة إلى آخر المشوار.
أنا الكهل ياسيدي المبتلى بعشق وحب هذا التراب هجرت من أحب بسبب الفقر والفاقة تحن رئتاي لرائحة شيحه وقيصومه وتتوق عيناي الدامعتان لربيعه الأخضر ودحنونه وإلى بتلات زنبقته السوداء ألتي أسميتموها زنبقة الأردن ..وحنيني لهذه الأرض أظن أنك جربته في غربتك في لاهاي رغم أن أوروبا جنة البرجوازيين وقبلتهم.
أنا يا دولة الرئيس لست مسيسا,ولا أفهم في السياسة بقدر فهم راعي غنم في تكنولوجيا النانو,لاأنا من النخبة ولم أنتمي لحزب لست برجوازي ولا حتى مثقف..تعلم أبنائي من عرقي وشقائي ,لم أتوانى يوما عن دفع ضرائبي ألمستحقة علي كل عام  ولم أزل أدفع كل يوم ضريبة  القهر (المبيعات )ألتي أشار بها صندوق النقد المشئوم في برامجه الإقتصادية وأستغلها الفاسدون من  ساستكم لإفقار المواطن ,ندفعها على ماناكل ونلبس ونستعمل ,ندفعها حتى على عبوة الشيبس ألتي يقرمشها حفيدي .
عندي قوت يومي وسقف يأويني أعالج وعائلتي على نفقتي مع أن هذا حقي ,لاأطمح إلى وظيفة أومغنم أو شرهة من مسئول ,كل مشكلتي أنني أعشق هذا الوطن وترابه ,وبما أني ككل الأردنيين الشرفاء ألذين يساورهم القلق على هذا الحمى ,فبأسمهم وبأسم أولادهم وأحفادهم وهوية الوطن ألمهددة,بأسم الآباء والأجداد الذين ضحوا بدمائهم ذودا عن تراب هذا الوطن واختلط برفاتهم ..نناشدك الله أن تكون شجاعا جسورا وفيا لتراب هذه الأرض ألتي نحب وتعلن على الملأببسالة ابن البلد الأشم  بمؤتمر صحفي بأنك جاد في الإصلاح ومحاربة الفساد,واضعا برنامجا زمنيا لالبس فيه,تبين فيه على التوالي موعد نقاش كل قضية فساد مهما كان وزن وإسم بطلها مهما كان حجمه ومركزه,لتطفئ جذوة الغضب ألتي تشتعل في قلب كل مواطن شريف ..بعدها أؤكد لك بأنك ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه,مسطرا إسمك بأحرف من نور في لوحة الشرف ألتي تضم الخيرة الخيره من أبناء هذا الوطن كهزاع ووصفي وغيرهم من الشرفاء ألذين كان همهم الأول الأردن فاستشهدوا لأجله.
أما إذا شعرت بأن شجاعتك ستخونك وستعجز عن هذا الفعل..فبأسم الوطن والمواطن من ينتظر منك الإجابة ومن هو تحت ثرى هذه الأرض ..نطلب منك أن تترجل..فأرحام الأردنيات أللواتي ولدن الشرفاء من أبناء الوطن لابد وأنهن ولدن من هو يملك الشجاعة لفعل ذلك.
وأخر الكلام يا دولة الرئيس,أريد أن أرى وطني العليل على يد الفاسدين أن يخرج سليما معافى كطائر الفينيق ينبعث من الرماد ,لذا التمس منك العذر لجرأتي في البوح بما في قلبي وقلب كل مواطن غيور على هذا التراب,إذا إعتبرت طلبي منك تطاولا على مقامكم الكريم..اما إذا إعتبرت إعتذاري ياسيدي ضعفا,فلا.. فأنا بمواطنتي ألتي أفخر بها لاأخشى إلا الله وماأقدمه لقاء ذلك لن يكون إلا قدرحبة خردل قياسا للدماء ألتي قدمها الأجداد دفاعا عن هذا الحمى.وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه خير هذا الوطن.

clickhussam@hotmail.com