أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور انخفاض احتجاجات عمال الأردن إلى النصف في عام 2023 استئناف مفاوضات هدنة غزة في القاهرة نحو 2 مليار دينار حجم تداول سوق العقار الاردني في الثلث الاول من 2024 بعثة تجارية مصرية تزور الأردن السبت المقبل تنظيم الاتصـالات تطلق سلسلة من حملات التوعية الشهرية إلغاء فائدة التقسيط للمنشآت المدينة للضمان
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


حلف العقبة : تحديات كبيرة في إفريقيا ! محمد البدارين

بقلم : محمد البدارين
02-03-2021 10:24 PM


بادر الأردن منذ عام ٢٠١٥ ببذل جهود مع بعض الدول الإفريقية ، للتنسيق والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب ، وكان ان تطورت هذه الجهود الى ما أصبح يعرف ب 'مبادرة اجتماعات العقبة ' التي باتت تضم العديد من الدول ، حيث يرى الأردن أن من الضروري لمصلحة مختلف دول العالم ، أن تتم مواجهة الإرهاب بشكل شمولي مخطط له وعلى مستوى عالمي متكامل ، و كان آخر اجتماع للشركاء في هذه المبادرة قد انعقد في أيلول الماضي ، عبر تقنية الإتصال المرئي برئاسة جلالة الملك عبدالله الثاني ، وبمشاركة قادة دول : نيجيريا ، الفليبين ، كينيا ، بلغاريا ، كندا ، ألبانيا ، إضافة الى الأمين العام للأمم المتحدة ، و أمين عام منظمة الانتربول ، و نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ، و الرئيس التنفيذي لمنتدى الانترنت العالمي لمكافحة الإرهاب.

ومن المتوقع ، أن تكون لدى هذا التجمع او ما يمكن تسميته 'حلف العقبة' أدوات ملائمة وفعالة ، لمتابعة أهدافه في مجال مكافحة الإرهاب ، خاصة في ما يتعلق بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي تشهد نشاطاته حاليًا تطورات هامة في أنحاء مختلفة من العالم ، و بشكل خاص في القارة الإفريقية،
ففي العامين الأخيرين ، وعلى اثر هزيمة (داعش) في سوريا والعراق ، تمكن التنظيم من نقل مركز ثقله الى إفريقيا ، و بات يبسط نفوذه على مناطق واسعة في عدد من الدول الإفريقية ، حيث يستغل بشكل ناجح الأوضاع المضطربة في تلك الدول ، وقد تمكن بالفعل من استقطاب جماعات اسلامية محلية متطرفة مناوئة لحكوماتها ، و قام بنشر فكره و دعايته هناك ، و نجح في اجتذاب عناصر جديدة لصفوفه في مناطق ذات أغلبيات مسلمة يسود فيها الفقر والتمرد و المعرفة السطحية بالدين الإسلامي ، واصبح التنظيم ، يشكل فعليا قوةً صاعدة عبر الصحراء الكبرى وفي الدول الأفريفية جنوب الصحراء ، وأصبحت نشاطاته وعملياته تشمل مناطق في كل من : النيجر ، نيجيريا ، مالي ، الكاميرون ، سيراليون ، بوركينا فاسو ، موزمبيق.

و في موزمبيق خصوصاً تصاعدت قوة التنظيم خلال الشهور الأخيرة ، و أصبح يبسط سيطرته و نفوذه في شمالي البلاد حيث تعيش نسبة كبيرة من المسلمين ، و من هناك كان بوسعه أن يشن هجوماً ناجحاً على جزر البرادايس في المحيط الهندي ، و تمكن من السيطرة عليها ، و يكتسب هذا التطور الكبير في موزمبيق أهمية خاصة ، نظراً لأن المناطق التي أصبحت تحت سيطرة التنظيم تعتبر غنية بالموارد الطبيعية و بالتحديد الغاز والياقوت ، إضافة لوجود استثمارات أجنبية كبيرة فيها ، كما صار بوسع التنظيم ان يشن انطلاقا من شمال موزمبيق هجمات نوعية وناجحة ضد اهداف في الكونغو الديمقراطية وتنزانيا.

و على ضوء ملاحظة هذه الطفرات التنظيمية في نشاط هذا التنظيم الإرهابي ، فإنه من الممكن القول ، أن المواجهة معه باتت تفرض مجددا تحديات اكبر واكثر تنوعاً ، تستدعي جهودًا عالمية أكثر فعالية واكثر شمولية ، حيث تشير المعطيات بأن التنظيم بالإضافة الى طفرته الإفريقية ، ظهرت خلايا نشطة تابعة له في جنوب شرق آسيا ايضاً ، بحيث يمكن الاستنتاج أن لدى هذه المنظمة الإرهابية إمكانيات كبيرة وقدرات فائقة على الانتشار على المستوى العالمي.

و من الواضح ، أيضا ، ان التنظيم لم يستسلم للهزيمة التي لحقت به في سوريا والعراق ، فهو بالإضافة لطفراته في إفريقيا و جنوب شرق آسيا ، فقد أثبت بانه لا يزال قادراً على تجديد نشاطاته وعملياته حتى في ساحات هزيمته في سوريا و العراق ، بشكل يدل على صلابة بنيته الداخلية و قدرته على التكيف مع أحوال الهزيمة ، رغم مقتل العديد من قياداته ، و من المثير للاهتمام ان التنظيم لم يتضرر كثيرا من مقتل قائده ابوبكر البغدادي ، فقد تمكن من اختيار قائد جديد له و حافظ عل استمراريته وعلى بنيته الأساسية الداخلية القوية.

وتفرض كل هذه المعطيات ، بدون شك ، المزيد من التحديات والضغوطات على البلدان المعرضة للتهديدات المباشرة ، وكذلك على باقي البلدان التي قد تظن انها بعيدة عن الخطر ، مما يعطي مزيداً من الأهمية لمبادرة اجتماعات العقبة ، ويستدعي بذل مجهودات اكبر على المستوى العالمي لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الامن والسلام العالميين ، بشكل جدي ومأساوي ، وقد يحمل هذا الخطر في بعض جوانبه المخفية مفاجأت خارج نطاق كل الاحتمالات المتوقعة ، وربما جاءت التعزيزات العسكرية الأردنية الكبيرة على الجبهتين الشمالية والشرقية ، ضمن استعدادات اردنية استباقية لمواجهة اية مخاطر بناء على مختلف الاحتمالات والتوقعات.

محمد البدارين لواء سابق في المخابرات العامة الأردنية

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012