أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


النبوءة

بقلم : كامل الشريف
15-07-2021 05:33 AM

المكان عاصمة آسيوية، والمناسبة ذات صفة دينية، تثير السمو الروحي، والمثل العليا.

أفسد الجو مجيء الكاهن الأكبر أو ممثل الدين، في سيارة فاخرة يسبقه موكب مهيب وسيارات الشرطة ذات المصابيح و»الزمامير».

قال زميلي في المؤتمر: غريب! هذا خليفة بوذا الذي مات شبه عار تحت الشجرة!.

قلت: رأيت المنظر نفسه من المفتي، في بعض عواصم الإسلام، وهو خليفة محمد الذي مات ودرعه مرهون عند يهودي.

ورأيت في الفاتيكان، وذكرت المسيح الذي دخل القدس على حمار!.

قلت كذلك، هذا دليل عظمة الأنبياء، والمصلحين.

داخل نفوسهم يقع العالم كله، ويتسع ورعهم وتواضعهم ليستوعب كل ما في الدنيا من زخرف، وخيلاء ومتاع.

كما يقول البوصري في حق محمد (صلى الله عليه وسلم):-

له معان كموج البحر في مدد وفوق جوهره في الحسن والقيم

فما تعد ولا تحصى عجائبها ولا تسام على الإكثار بالسام.

وكما قال توماس كارليل في يومياته لأحد تلاميذه: تسألني عن الفرق بين سقراط والمسيح؟ المسيح هذه النفس العظيمة والضمير الأعظم.

وعن بوذا قال «الجر» في أشعاره الآسيوية:

«بوذا هذا القائد لمدينة السلام التي ينفض سكانها عنهم أثواب الحزن واليأس».

يا زميلي حدود النبوة ليس لها نهاية، تتسع للأتباع، وتستوعب خيلاءهم وترفهم دون أن ينقص منها شيء، كما يقول البوصيري في رائعته:

وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قوم نيام تسلوا عنه بالحلم!.

بانكوك، ابريل 1990

*** من سلسلة مقالات «غير منشورة» للمرحوم كامل الشريف

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012