أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


لأول مرة منذ 1967م

بقلم : محمد سلامة
29-08-2021 05:27 AM

تشهد مستعمرات الضفة الغربية ولأول مرة منذ 1967م،هجرة عكسية، تعود في جوانبها إلى أسباب أمنية ودينية وسياسية،وفي هذه الزاوية نؤشر على المعطيات والأرقام الجديدة التي اوردها مكتب الإحصاء المركزي الاسرائيلي.
في الضفة الغربية يوجد (46) مستعمرة كبرى بينها أربعة مستعمرات هي الأكبر وتشمل «موديعين عليت، وابتيار عليت،ومعاليه ادوميم، وارئيل»، يسكنها نحو 88 %من المستوطنين اليهود المتدينين وممن لا يجيدون الأعمال الفنية وليس لديهم عمالة مدربة وماهرة، وهناك (82) مستعمرة نائية يسكنها نحو 12 % من اليهود المتطرفين، وهؤلاء يمثلون غلاة التطرف وممن يزعمون أنهم أحفاد التلمود الاورشليمي.
الجنرال شاؤول ارئييلي كشف عن هجرة عكسية لجميع مستعمرات الضفة إلى إسرائيل رغم الامتيازات الممنوحة لهم ماليا والاعفاءات التي يحصلون عليها،ففي المستعمرات الأكبر شهد 2020م،وفق بيانات الإحصاء المركزي في إسرائيل أن نحو أربعة آلاف يهودي غادروها من بينهم أكثر من ألف مستعمر كانوا يعيشون في المستعمرات الأربعة الكبرى، وأن هناك ما يزيد عن نصف سكان المستعمرات قاموا بشراء بيوت لهم في إسرائيل، وباتوا يبيتون في مستعمرات الضفة بعض الليالي وباقي الأيام يعيشون في إسرائيل مما يعني أنهم يرغبون في الحصول على الامتيازات والاعفاءات دون الرغبة في العيش بالمستعمرات المنتشرة بالضفة الغربية.
وعن أسباب الهجرة المعاكسة كما يؤشر الجنرال في مقاله بصحيفة هارتس يعود إلى تكرار الحوادث الأمنية، والخوف من المبيت والتنقل على الطرقات ليلا ونهارا بين المستعمرات ومدن وقرى الضفة الغربية، كما أن بعض المستعمرين يروّن في حياتهم بالمستعمرات وكأنه سكن مؤقت وأن الدولة الإسرائيلية قد تبيعهم أو أنهم محل مقايضة مع السلطة الفلسطينية حال الوصول إلى السلام، وهناك أسباب مرتبطة بالرغبة في العيش بين اليهود ضمن المدن والبلدات الإسرائيلية (أسباب دينية)، والبعض يطالب بزيادة الامتيازات والاعفاءات لكل مستعمر بالضفة، وأن الاستقرار النفسي غير موجود.
الجنرال شاؤول يقول أن مناحيم بيغن وضع خطة الحكم المحلي (روابط القرى) عام 1978م ،لكي يسيطر على المناطق الأقل سكنا في الضفة ومشروعه فشل، وأن الحكومات المتعاقبة طورت خطته إلى الحكم الذاتي ضمن سلطة سياسية، لكنها فشلت في تطويع الشعب الفلسطيني وسلطته، وفي عهد نتنياهو حاول تسويق خطة سلام أمريكية (صفقة القرن) لتصفية القضية الفلسطينية كلها لكنه فشل، وهذا دفع بالاجيال المتعاقبة في مستعمرات الصفة إلى اليأس من إمكانية البقاء والعيش طويلا فيها.
الجنرال يتحدث عن هجرة سلبية للمستعمرين إلى إسرائيل، وعن مواليد وزيادة طبيعية للفلسطينيين في الضفة الغربية وهو ما يعني عدم القدرة على ابتلاع المناطق غير الماهولة سكانا، كما أن الإعتراف الأممي بفلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة، يشكل حالة سياسية تفرض على قادة إسرائيل التفكير بصورة واقعية لإنهاء الاحتلال وتجاوز مشاريعهم التصفوية، وأن المؤشرات في2030م، سوف تكون لصالح الفلسطينين مهما حاولت الحكومات الإسرائيلية وضع خطط ومشاريع تقوض انسحابها من مناطق (ج) بالضفة الغربية.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012