أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الحرب الروسية الاوكرانية تنذر بتغيير شكل النظام الدولي

بقلم : د . هايل ودعان الدعجة
15-03-2022 04:59 PM

التحالف الاميركي الاوروبي الغربي ضد روسيا بسبب حربها على اوكرانيا ، والذي اتسع ليشمل عدة دول في المنظومة الدولية ، ليتخذ شكل الحصار وفرض العقوبات العالمية بشتى انواعها وصولا الى الرياضة ، انما ينذر باحتمالية ان تشهد هذه المنظومة تطورات وتغيرات مستقبلية قريبة بمجرد ان تضع الحرب اوزارها على شكل تغيير لشكل النظام الدولي الاحادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة ، وذلك على وقع الرسالة الخطيرة التي يبعثها هذا التحالف الى اطراف دولية اخرى كالصين مثلا ، وحتى الدول المشمولة به من خلال جعل العالم تحت رحمة الولايات المتحدة. ولأن الصين تعتبر في دائرة الاستهداف الاميركي اصلا بدخولها على خط المنافسة العالمية في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية والعسكرية وغيرها، فيتوقع ان تكون من اكثر دول العالم التقاطا لهذه الرسالة، خاصة بعد ان تم ادراجها كأولوية على اجندات الاستراتيجية الاميركية الجديدة التي تحولت من منطقة الشرق الاوسط الى شرق اسيا. مما قد يدفعها للتفكير الجدي بالتحالف ورمي ثقلها الى جانب روسيا التي تمثل قوة عسكرية ونووية منافسة للولايات المتحدة على تقاسم مناطق النفوذ في العالم، مستغلة محاولتها لاعادة امجادها واحياء فكرة الاتحاد السوفيتي واستعادة نفوذها كدولة عظمى، بحيث يشهد العالم تحالفا روسيا صينيا مقابلا للتحالف الاميركي الاوروبي تحديدا ، يجمع القدرات والامكانات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية والبشرية الهائلة جدا التي يمتلكها البلدان ، والكفيلة بتغيير خارطة المنظومة الدولية وتحويلها من الاحادية الى الثنائية او ربما المتعددة الاقطاب على اعتبار ان القاسم المشترك بين الصين ورسيا يتمثل في كونهما مستهدفتين من اميركا في ظل ما تملكانه من عناصر قوة وقدرات تنافسية لها على الزعامة العالمية.

ومما قد يساعد على ذلك ان البيئة الدولية مهيأة اصلا لتقبل اي فكرة جديدة تستهدف تغيير تركيبة النظام الدولي، بما في ذلك الدول الاوروبية نفسها، وعدم جعله تحت رحمة ادارات الولايات المتحدة المتعاقبة وسياساتها وقراراتها المتقلبة والمتغيرة والصادمة احيانا، كما حصل في عهد ادارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترمب، التي شكلت كابوسا عالميا، لم تسلم من الخوف والانزعاج منه اغلب دول العالم، عندما انقلبت على المنظومة الدولية، وعمل على زعزعة اركان النظام الدولي وقواعده وهدده بالانفلات والانهيار، عندما انسحبت بلاده من بعض الاتفاقيات ( مثل اتفاقية باريس للمناخ واتفاقية الشراكة عبر الهادي واتفاقية التبادل الحر وغيرها ) والمنظمات الدولية (مثل مجلس حقوق الانسان واليونسكو وغيرهما ) ، وافتعل الازمات والصراعات مع اطراف دولية اخرى ، كما هو الحال في الحرب التجارية مع الصين وبعض الاقطار الاوروبية والاسيوية ، ووصل به الحد ان يضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط ، وهو ينحاز للكيان الاسرائيلي بشكل فاضح ومكشوف على حساب الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره واقامة دولته وفقا لللقرارات والمرجعيات الدولية.

الامر الذي سيجعل الكثير من الاطراف الدولية مستعدة للتفكير باعادة ترتيب حساباتها واولوياتها وتحالفاتها، بشكل قد تكون له تداعياته المستقبلية على خارطة المنظومة الدولية وتحويلها من الاحادية القطبية الى الثنائية القطبية او المتعددة الاقطاب وتحريرها من قبضة الولايات المتحدة وسيطرتها ونفوذها، بعيدا عن المخاطر والتهديدات التي قد تسببها للعالم في سبيل تحقيق مصالحها.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012