أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الى من يهمه الامر

بقلم : حازم عواد المجالي
19-05-2012 10:30 AM
في خضم ما نمر به من احداث في الاونة الاخيرة , وبين هذه التغيرات التي عصفت بالمنطقة من حولنا وهبت رياحها حتى لامست اشرعتنا التي كنا ( وما زلنا بتواضع ) نركن عليها ونعتمد للسير الى بر امان , لفت انتباهي في واقعنا الحالي امر في غاية الاهمية , بل اراه هو الاهمية كلها , ناقوس خطر يجب دقه الى هذه الحالة التي اصبحت في طريقها الى التفشي بيننا , حالة اقول لا ظاهرة , علينا علاجها والتروي بالتعامل معها بالسرعة القصوى.
ان الاجيال الصاعدة الى الظهور على واجهة الاحداث والقيادة ( بعيدا عن مبدأ التوريث ) اصبحت مكشوفة الظهر , هذه الاجيال ليست كأجيالنا ولا الاجيال التي سبقتنا , ما عادت تعطى المطعوم اللازم والتلقيح الضروري لحمايتها وزرع الولاء والانتماء في دمائها , وان كانت هناك محاولات لتطعيمها فبكل الاسف غير مجدية لا تنفع ولا تكفي لحمايتها .

اطفال بعمر الورود يتحدثون عن الوضع الداخلي في الاردن , لديهم من الافكار والتصورات الكثير , يتحدثون بلغة الهم والغم والحزن , لعلهم يرددون ما يسمعون لا بأس , لكن البأس الشديد انهم تركوا لوحدهم دون توجيه او ارشاد , يتحدثون بكلمات ان بدت كبيرة على عمرهم الا انها تختلط بدمائهم كالفيروس المؤذي القاتل , جيل المستقبل لا يكفيه اغنيات لكثرة تكرارها ملوها بل وكرهوها , مستقبل الاردن الان في مهب الريح .
التذمر والتصريح الشديد عن الاوضاع الحالية التي نمر بها جعل من هؤلاء الاطفال شركاء في المجالس و مشاركون في التعبير , وعلى النت ادخل في نقاشات عديدة حول الوضع والحال اكتشف لاحقا انني اناقش ابن العاشرة او الخمسة عشر ربيعا , حين احاول سبر غور محبتهم لوطنهم وقدرتهم على الايمان بالتضحية من اجله اراهم يجلدون ذاتهم حد القسوة و الافراط , مكتئبون دون ان يحملوا المسؤولية , فكيف ان باشروا .

ان الاصلاح العام الشامل الذي نتحدث عنه امره كشأن كل موضوع لا بد له من اخطاء وعثرات وانحرافات , ولكن ان يكون بناة المستقبل هم احداها وهم وحدهم الضحية , فهذا دليل قطعي لا اختلاف عليه ان الضحية في النهاية الوطن , فهم الوطن ولا سواهم , فمسؤولية من هذه ؟؟, اهي الدولة بنظامها السياسي والقيادي ؟ ام هي منظومة الشعب و الاهل ؟؟ ام كلاهما وان اختلفوا كثيرا , اليس عليهم في هذه المحورية بالذات ان يتفقوا ويلتقوا ؟؟.
ما زلت اتذكر تلك المهرجانات العامة الضخمة التي كنا نشارك بها ايام المدرسة , عيد الاستقلال او الجيش ...الخ , كانت لحظات عاشت معنا الى الخلود , الاهل والحارة والعائلة كلها تشارك وتنتظرها , تنافس منقطع النظير , كم كان يحزنون حين لا يطلب منهم المشاركة او يمنعوا لاسباب مختلفة , كنا نغني راياتك تخفق في القمة يا رافع يا صانع امجاد الامة...,من يحفظها اليوم ومن لديه الرغبة بتردادها دون الاجبار اثناء الطابور الصباحي, تمهلوا وانظروا الى المستقبل بكل اطفال الوطن وليس بأطفالكم انتم وحدكم ... ان كنت ترى ابنك لا تغير عليه فجرب ان تناقشه وتحاوره , جرب ان تساله عن زملائه وكيف يفكرون.
في البيت في الباص في الحارة في الشارع ,, حتى على التلفاز و النت ,, كيف لي ان اتحكم بما يسمعه اولادي , كيف لي ان اتابع كل ما يخزنونه في ذاكرتهم للمستقبل , من ينكر ان مستواهم في تطور مستمر , لديهم من القدرة على التميز بين المحاولات الجدية وبين التخدير , هم يبنون الان رؤيتهم لكيف سيكونون في المستقبل , لا يقبلون بكل سهولة ولا يرضون بسرعة , اليست هذه بحق من اصعب التحولات التي قد يواجهها الاردن في العشرة اعوام القادمة , بل اشد واقسى من العشرة الاعوام الفائتة.

الدولة شعبا وقيادة و فوقهما المستقبل باستمراره , ان كنت تضمن يا سيدي انك في المستقبل ستتحكم بكل اركانه فلا باس عليك , ولكن من عاش في الماضي لا يتحكم بالمستقبل الا بما يؤسس له , فنحن في المستقبل مجرد ذكرى , هذه قدرتنا الوحيدة ان نتحكم بنوعية الذكرى , قد لا يهم ان نلعن او نحمد بقدر ما علينا الاهتمام بمن سيعيشون فيه من فلذات اكبادنا وكيف سيعيشون .
معه و به ان ماضون..فلتشهد يا شجر الزيتون...ما زالت محفورة في الوجدان , وتلك الصورة اثناء سقي الزيتونة على ظهر صرح الشهيد ,, تلك المناعة التي اكتسبناها وزرعت في دماءنا وتكونت مع جيناتنا , ومع ذلك هزت يدنا القابضة على جمرة الولاء والانتماء وارتعشت , فكيف بمن لم يعد ولم يجهز لزمن قادم مع الايام , زمن من الان اصبح ابن العاشرة يفكر كيف سيعيش ويأكل ويشرب ويلبس ويؤسس , كيف لنا ان نحميه ونزرع فيه حب الولاء ورفع مستوى التحمل بحملة الجمرة مع الاصرار على العمل والاستمرار بحب الاردن.
الاصلاح سادتي ليس فقط لما كان ماضيا من الافساد , بل ان لم يكن الاصلاح حاميا ضامنا للمستقبل فنحن حينها ندور في حلقة مفرغة , نصلح ما فات ليأتي المستقبل فيصلحون فيه حاضرنا الان , صدقت العرب حين قالت : درهم وقاية خير من قنطار علاج .

Hazmaj1@gmail.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-05-2012 11:43 AM

ولماذا نسمي الحاله التي وصفت فيروسا.. لما لا تكون شفاءاً من فيروس وحصانه من الحالة المرضيه التي أوصلتنا للمكان الذي نقف فيه اليوم ونطلب لها علاجا. هي حالة صحيه فلا تكتئب.. ذاك كان زماننا وهذا الزمان زمانهم.

2) تعليق بواسطة :
19-05-2012 02:07 PM

اخالف صبر ايوب واقول ان الوطن لنا والمستقبل لابنائنا , انا مع اشراكهم برايهم بما يعرفون ولكن ليس عليهم التحكم لان خبرتهم معدومة, الكاتب تحدث عن فئة عمرية دون 15 , يعني ما يعتمد عليهم , فعلا انا معه خطر كبير

3) تعليق بواسطة :
20-05-2012 08:24 AM

لأول مره أعلم وأسمع أن تنشئة وتربية الاجيال على حب الوطن والاخلاص والتضحيه والولاء والانتماء وغرس الحس والروح الوطنيه لديهم هو( فايروس وحاله مرضيه كما يصف احد المعلقين سامحه الله)..ولا يعلم الاخ ان هذه التنشئه التي ذكرت هي المقدمه الاولى والاهم لبناء الوطن والامه ليكون في الذرى والقمه والكرامة والعزه وبغير ذلك هدمه واندثاره....وحيا الله الكاتب الوطني على دقه ناقوس الخطر للتذكير في هذا الموضوع الاهم والاخطر..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012