روسيا تضم اربع مقاطعات اوكرانية.. ماذا بعد؟!

السبت , 27 نيسان/أبريل 2024

روسيا تضم اربع مقاطعات اوكرانية.. ماذا بعد؟!

بقلم : محمد سلامة
01-10-2022 11:45 PM

وأخيرا فعلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووقع على انضمام اربع مقاطعات اوكرانية (لوغانتسك ودونتيسك وخيرسون وزاباروجا) إلى روسيا، غير آبه بواشنطن ولندن والناتو معهما، في خطوة تصعيدية تتبعها خطوات أخرى إذا رفضت كييف وقف الحرب والتفاوض على منع انضمامها للناتو وحدودها الجديدة.. والسؤال ماذا بعد؟!.
الرئيس بوتين ذكر في خطابه التاريخي يوم 30/أيلول الشهر الماضي وقبيل توقيعه على ضم المقاطعات الاوكرانية ذكر اسم كاترين الثانية وهذه وراء بنت اوديسا، ولم يتوقف المحللون عندها كثيرا، فالحرب لن تتوقف وتتجه إلى التوسع والتصعيد في نوعية الأسلحة والمديات، وبالمناسبة فإن مساحة المقاطعات الأربع هو (108) آلاف كم متر مربع، وإذا اضفنا اليهما جزيرة القرم ومساحتها نحو (27)الف كم٢ فإن نحو مائة وخمسة وثلاثين ألف كم٢ جرى اضافتها لروسيا.. والسؤال ماذا بعد؟!.
نعم.. ماذا بعد ضم المقاطعات الاوكرانية الأربع لروسيا؟!، فالجواب نأخذه من لسان الرئيس بوتين ووزير خارجيته العجوز سيرغي لافروف في خطابه الأخير في الأمم المتحدة بأن استمرار الحرب سيؤدي إلى صعوبات في التفاوض، فيما الرئيس بوتين يذكر اسم كاترين في غفلة خطابه القوي أمام رجالات الدولة الروسية، وعلى الطرف الآخر الرئيس الاوكراني زيلنسكي يعلن رفضه التفاوض، ويصر على مواصلة الحرب ويوقع على طلب انضمام بلاده للناتو، فيأتيه الرد سريعا وعلى لسان امين عام الناتو ستولتنبرغ بأن الناتو ليس في حالة نزاع مع روسيا في أوكرانيا، والانضمام لن يتم في ليلة وضحاها، والأمر ليس كما يراه نظام كييف السياسي.
روسيا بوتين ستواصل الحرب بمستويات معينة من أسلحة نوعية تتماشى وتزويد الغرب اوكرانيا بالسلاح، وعينه على التوسع في ميكولايف واوديسا وربما خاركييف لاحقا، كي يطرحهما على طاولة التفاوض مجددا لوقف الحرب، وطبعا سوف ترفض كييف ذلك، وتتوسع معهما العمليات باسلحة فتاكة، ولن تجرؤ أوروبا وامريكا على التدخل، فليس عبثا أن يذكر بوتين كاترين وليس عبثا تهديداته بالنووي وليست عبثا اقوال لافروف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وربما مع منتصف العام القادم سوف نشهد احتفالات بموسكو شبيهة بما جرى امس الأول بضم ميكولايف واوديسا وخاركاييف إلى روسيا باستفتاءات مماثلة وبزعامات اوكرانية موالية لموسكو.

الرئيس زيلنسكي لم يقرأ التاريخ جيدا، فامبراطور اليابان وعندما وقع على وثيقة استسلام بلاده بعد تدمير هيروشيما وناغازاغكي بالقنابل الذرية الأمريكية، قال له احد الجنرالات الامريكيين، إقرأ وثيقة استسلام بلادك، فاجاب الإمبراطور.. المهزوم لا يقرأ.
الرئيس بوتين لن يتراجع وسيواصل تحقيق أحلامه في الهيمنة الكاملة على البحر الأسود وابعاد أمريكا عن حدوده، وسيواصل إهانة أوروبا واذلالها وتهديدها ليس بالطاقة وحدها بل بالتبعية لواشنطن، وقبل ايام صوت (447) نائبا ألمانيا على عدم توريد الأسلحة لاوكرانيا، بما يؤكد أن الحرب ستبقى محصورة بين روسيا واوكرانيا، فلن تضحي أمريكا ودول اوروبية بنفسها من أجل أحد، ولهذا فإن المهزوم عليه أن يختار اليوم قبل غد، قبول الواقع الجديد وانقاذ ما يمكن انقاذه أو مواصلة الحرب وخسارة كل شيء.
كاتب أردني
رأي اليوم