أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


موسى العدوان يكتب : نهاية حزينة في حياة نمر العدوان

بقلم : موسى العدوان
15-10-2022 09:22 PM

ضاقت الحال بنمر بعد وفاة وضحا، وراح ينظم الشعر الذي يدل على مدى تعلقه ووفائه لزوجته. وتحت إلحاح من رجال قبيلته، قرر نمر أن يتزوج من سيدة أرملة شرارية اسمها صيته يصاحبها ابنها الصغير. وكان هذا زواجا مفاجئا للقبيلة وللزوجة نفسها، التي فاضت الدموع من عينيها، وقالت : يا أبو اعقاب أنا ما أصلح خيِالة لأمير مثلك . . أنت ابن عدوان وأنا أرملة شرارية، ومن يخلصني من العدوانيات ؟ فقال لها : أنا أقول لهم أنك من بني صخر، ولا تهتمي فكلنا لآدم وآدم من تراب.
عاشت الزوجة الجديدة مع نمر عدة سنوات وأنجبت طفلين، لكنهما توفيا بعد فترة قصيرة. وعندما رأت صيته أن مكانتها قد عظمت عند نمر، خطر ببالها أن تمحو ذكر وضحا من قلبه، لأنه لا يكفّ عن ذكرها، فسألته : بالله عليك يا أبو اعقاب أنا ما اسدّ مسدّ وضحا ؟ فغضب نمر غضبا شديدا وكأنه قد أصيب بصاعقة، فأجابها : وضحا ما لها مثيل بالحريم، ولكن من الليلة تأخذين البيت الذي نحن فيه وتعيشين فيه مع ابنك، وكل ما تحتاجين له يصل اليكِ في البيت.
ثم تزوج نمر فيما بعد من فتاة من بني صخر اسمها ( الجازية )، حيث قضى معها ما بقي من عمره في عيشة بدوية سمحة واحترام متبادل، دون أن يكون في حياته شيء من البهجة واللهفة، التي كانت وضحا توقظها في قلبه وفي نفسه.
كان نمر يمتطي فرسه ( وثبا ) من غير أن يستعمل ركاب السرج. وكان العرب يسمون هذا الركوب ( الذبّ ). وعندما اشترى فرسه المسماة ب ( المخلدية ) أغنته عن الذبّ، لأنها كانت عندما يمسح غرتها، تثني قوائمها إلى أن يكاد بطنها يلامس الأرض، ليركب فارسها بلا عناء، فلقّبت بِ ( النوّاخة ) لأنها كانت تنوخ كالناقة ليركبها صاحبها، وهي طريقة لا تفعلها فرسه لكل راكب إلاّ لصاحبها.
مرض نمر مرضا شديدا، وكانت زوجته الجازية ترعاه في مرضه، وتحاول التخفيف عنه معاناته وحنينه لوضحا. وفي أحد الأيام وبعد أن خرج أحد أصدقائه من زيارته، أغفى نمر إغفاءة قصيرة، ولكنه هبّ من إغفاءته قائلا : وين هو مرسال وضحا ؟ فقالت له الجازية : الله يرحم روح وضحا، اسم الله حولك، ما شفت غير الزوار من العدوان، هذا حلم يا أبو اعقاب، فأنشد قائلا :
يا نمر وضحا أرسلت لك سلامين * * واحد صباح الخير وذاك العوافي
يا من ذكر لي طارشه هو غدا وين ؟ * * يا سامعين الصوت هو وين لافي ؟
لو اذكروه ابديرة الهند والصين * * لاصله على رجلي لو كنت حافي
وفي مناسبة أخرى خاطب نمر ابنه اعقاب قائلا :
قالوا لي يا نمر سافر على الحج * * يقضي لك الخلاق أفضل سبيلي
يا عقاب أنا لديرة الغور محتاج * *
ابغي أجاور صاحبي وخليلي
يا اعقاب أنا لزيارة القبر محتاج * *
أبغي أناجي فيه أشرف نزيلي
مجنون ليلى دوم سايح بالافجاج * *
ما اظن يشبهني أو لا هو مثيلي
وعندما أخذ أقاربه وأصدقاؤه يعودونه في مرضه للاطمئنان عليه، راح يتصفح حياته وما واجه من حقائد وأضغان، فتمر تلك الحوادث في مخيلته، والوضع الصحي الذي أصبح يعانيه، وكأنها تصور حبه الذي اغتاله القدر، فأوصى رفاقه بكيفية التعامل مع أصدقائه وأعدائه بالأبيات التالية :
إن ناشدك عني من الناس حساد * *
قل له : شديد الحيل ع المخلديه
وان ناشدك عني من الناس وداد * *
قل له : كفيت الشرّ حاله زريه
هذا هو نمر العدوان الفارس والشاعر، الذي عاش من عام 1745 وحتى عام 1823 ودفنن في قرية ياجوز شمال عمان. لقد خص نمر المرأة بالاحترام والتقدير والوفاء، وقام بثورة اجتماعية على التقاليد البالية في ذلك الزمان، والذي لم تكن فيه الزوجة إلاّ وسيلة للإنجاب، وخادمة أمينة، أقرب إلى الإماء منها إلى الأحرار من البشر.
وبهذا يكون الفارس والشاعر نمر العدوان، قد عرف قيمة المرأة ومكانتها العالية في المجتمع، قبل ان تطل علينا اتفاقية سيداو، وتطالب بحقوق المرأة المتحققة في هذه الأيام.
التاريخ : 15 / 10 / 2022


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012