أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


اليسار الأردني : نهضة ومعضلات ذاتية

بقلم : ناهض حتر
25-05-2012 11:30 PM
طوال عقدي الموات الطويلين من 1990 إلى ,2010 تراجع حجم اليسار في الأردن, وانحسر دورأحزابه التقليدية الأساسية, بالانضواء في ما عُرف بـ تنسيقية المعارضة' مع القوميين وتحت قيادة الإخوان المسلمين. لكن, خلال السنوات الخمس الأخيرة, ولدت تيارات وتجمعات يسارية خارج هذا القيد, وبدأت تنزع إلى استحضار الدور اليساري الغائب في تجارب حزبية ومنبرية وفردية, لم تتبلور بعد. وربما تكون قد وقعت في أخطاء عديدة, لكنها تعبر عن أزمة نمو لا عن أزمة شيخوخة.
يتجه اليسار الأردني, اليوم, إلى نهضة جديدة لم يسبق أن توفرت فرصها الموضوعية منذ الخمسينيات. لكنه يواجه ثلاث معضلات ذاتية تعرقل صعوده الممكن والضروري معا. وهي:
أولا: الأثر المخرّب لـ' الفايروس الليبرالي ' ـ على حد تعبير سمير أمين ـ في بعض القسم المخضرم من الأوساط القيادية لليسار الأردني التقليدي. ويتجلى ذلك الأثر المخرّب في عرقلة تبلور الخطاب اليساري, وبالتالي عرقلة توطيد العلاقات مع القوى العمالية والشعبية, والإتجاه نحو الحوار والتحالف مع القوى الليبرالية والإسلامية , في مقابل القطيعة ـ العدائية أحيانا ـ مع أوساط اليسار الجديد.
ثانيا,غياب الكادر الوسيط بين شيوخ اليسار وشبابه. بسبب مرحلة الجدب في عقد التسعينيات. فالعناصر اليسارية الأردنية, إما أنها تعود إلى جيل الثمانينيات وما قبل, أو إلى جيل العشرية الأولى من الألفية الثالثة. وغياب الجيل الوسيط يؤدي إلى اختناقات في سيولة الحركة اليسارية ونقل الخبرات التنظيمية وتوفير القيادات الوسطى الخ. و يمكن تعويض هذه الفجوة, بمضاعفة جهود القيادات من الأجيال السابقة التي تحتاج, بدورها, إلى إعادة تأهيل تمكنها من قراءة المشهد الوطني الاجتماعي المستجد من جهة, وإلى انخراط الجيل اليساري الشاب في مدارس كادر يشكل تأسيسها ضرورة لا غنى عنها من جهة أخرى.
ثالثا: غياب الاتجاه السياسي العملي لدى كل الأطراف اليسارية, نحو بناء قطب موحد لليسار يستلهم ظهوره الممكن كقوة سياسية رئيسية في البلاد. ولا أتحدث هنا عن صيغ وحدة تنظيمية وفكرية الخ, وإنما عن الإنخراط في جبهة موحدة على أساس برنامج مشترك يلحظ الحد الأدنى من التوافقات, ويخوض الصراع السياسي من مركز يساري جبهوي.
ويعتمد بناء مركز كهذا على قدرة الأطراف اليسارية على اكتشاف المشترك السياسي العياني الذي يجمعها في الهنا والآن. ومن جهتي أرى ذلك المشترك في الآتي:
(1) الدفاع عن الدولة المدنية العلمانية وقيم التنوير والإنسانية والثقافة التقدمية, بوصفها الصيغة الوحيدة التي تكفل الحريات السياسية والمدنية والشخصية, وتمثّل الإطار الوحيد الممكن للديمقراطية. ويتطلب هذا الموقف القطيعة الفكرية والسياسية مع القوى الدينية.
(2) الدفاع عن المصالح المعيشية والاجتماعية للفئات الشعبية, وتنظيم المساندة الفعلية لكل أشكال الاحتجاج الاجتماعي, بغض النظر عن أبعادها السياسية,
(3) توحيد الجهود وتركيزها في دعم بناء اتحاد النقابات المستقلة, وتجديد الحركة العمالية, وتحويلها إلى كتلة اجتماعية ـ سياسية, يتمتع فيها اليسار, بكل تلاوينه, بالمواقع القيادية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-05-2012 11:50 PM

ازمة اليسار ليست محلية وشروط نهوضه ليست محليه , اليسار الاردني خلال عقد التسعينات كان خارج الاطار العام للحياة السياسية نتيجة الانتقال من مرحلة العمل السري او نصف العلني بدون اعداد بنى تنظيمية رغم توافر الادبيات الحالمة , توافر العوامل الموضوعية كلها الا ان العوامل الذاتية , الان وبعد نهوض اليسار العالمي في امريكا الجنوبية ربما يجد اليسار رافعة عالمية لان اليسار تيار عالمي كما ان الليبراليه قناع استعماري مهما قيل في مدحه هو الاخر يواجه صعوبات كبيرة وتراجع عالمي -نحن في شرقنا العربي دائما نبدأ بعد انتهاء الوقت المناسب .

2) تعليق بواسطة :
26-05-2012 01:40 AM

أعتقد أن اليسار لديه فرصه كبيرة وذلك بسبب خيارات الأخوان المسلمين في مصر والذين سال لعابهم على الرئاسه ومجلس الشعب ولم يتحلوا بحكمه حزب النهظه التونسي الذي أدرك أن الهيمنه على اللعبه السياسيه في تونس سيكون محرقه وأن على جميع التيارات السياسيه عليها تحمًل المسؤوليه في هذا الضرف الحساس ولذلك تم أختيار الليبرالي منصف المرزوقي لمنصب الرئيس .
التجربه المصريه ستكون مراقبه بشكل كبير والخيار الذي أخذة حزب العداله هناك بشَكل مقامرة كبيرة ,فلقد كان من السهل اكتساب الأصوات على خلفيه نقد الآخرين وأتهامهم في الخطب , أما الواقع العملي فهناك سياحه بحاجه لتنشيط وعاطلون عن العمل بحاجه لوظائف وديون هائله بحاجه للتعامل
معها وهو خيار يشبه الروليت الروسي فأن لم ينجح فستكون الصدمه بالأخوان مثل صدمه الحركه الناصريه التي لم تقم لها قائمه منذ ال 67

3) تعليق بواسطة :
26-05-2012 07:54 AM

(...) الدفاع عن الدولة المدنية العلمانية وقيم التنوير والإنسانية...)

انتهى الإقتباس.

***************

تدافع عن القيم الإنسانية وفي نفس الوقت تسحّج وتطبّل وتزمّر ليل نهار للنظام الوحشيّ الذي يرتكب المجازر في سوريا !!!

...

4) تعليق بواسطة :
26-05-2012 12:52 PM

*-اليسار الاردني كما هو اليسار العربي بشكل عام فشل فشلا ذريعا بتمثيل الصورة الفضلى و الاكمل لليسار الحقيقي , وهو ذاك اليسار اللذي يتماهى مع الشعب , اصلا منطلق فكر اليسار هو فكر المخالف للتطرف الفكري او العملي وهو لب ما تحتاجه الشعوب , وسبب شذوذ اليسار العربي عن فكر اليسار الاصيل هو انجراره بالتصرف و التجربة نحو اليمين المتطرف , كيف ؟
-عبد الناصر ومن تبعه لم يستطيعوا التماهي مع الشعوب بل خدروهم بالديماغوجية و عاملوهم بالقمعية و السجون (للعلم السجناء السياسيين في عهد عبد الناصر اكثر من عهد فاروق!!) و اتخذوا الحكم الشمولي المغلق و الديمقراطية الاجتماعية كاسلوب ادارة وكذا فعل حكم البعث في سوريا و العراق , اما القذافي فقد بلغ فيه الشطط ان اسس لنظام ديمقراطي اجتماعي في شكل "شعبيات" هي من اشد النظريات العملية تطرفا وغباءاً , و حكم الحبيب بورقيبة كان بناءاً لكن بلغة الدم و الانغلاق الديكتاتوري و اقتصادا ليبراليا بمسمى اشتراكي !!!
-اما الاحزاب و التيارات اليسارية الآن في الانظمة الملكية فقد انتقلت من السجون و القمع الى عب و ابط الانظمة الملكية واصبحت بالنسبة لها "ضامناً" و "شرعيا" وهذا يستلزم ان تكون كل انمطة الحكم الملكية من سياسات اقتصادية و اجتماعية تاخذ نفس الحكم !! لكن سبب انقلاب اليسار في المغرب و الاردن هو من اجل ضمان عدم وصول الغريم التقليدي الى الحكم , وبذا انقلب اليسار الي يمين متطرف , لا وابتعد الموضوع ليصل الى دعم انظمة القمع الدموي الفاشستي في سوريا و ليبيا ايضاً , فترى الان من يحملون فكر الشعوب "اليسار" هم اول جلادي الشعوب , فما الفرق ما بين مفكرين و كتاب من امثال الدكتورين (ناهض حتر) و (موفق محادين) و الظواهري و ابو قتادة ؟؟؟ الاولان يران ان ما يفعله النظام السوري هو واجب مقدس من اجل صد المؤامرة الكونية ضد العروبة و المقاومة , و الآخران يقومان بالواجب المقدس من أجل الاسلام و الدين , و الانظمة العربية القمعية هي اما صمام امان لهما او اعداء مرحليين . اهذا هو اليسار ؟؟؟؟!!!!!! للاسف هذا هو في ظل غياب اليسار الحقيقي اللذي يرفض الظلم ايا كان و لايخدر الناس بالديماغوجيات الكذابة ويستجيب لرغبة الشعوب لا بل يترجمها على ارض الواقع و لايزورها و لايتمطى على الدين و يختبئ خلف لحية وعباءة بل يظهر جليا كالشمس يكسر قيد الاستبداد ويطبق التحرر الفكري و العملي و التقدمية الحقيقية لا الظلامية الديكتاتورية الشمولية و الديمقراطية المزورة"الاجتماعية" و لا ظلامية الحليف الشيطاني صاحب ولاية الفقيه ...

5) تعليق بواسطة :
26-05-2012 01:22 PM

يا سيد عدوان انت تهرف بما لا تفهم اوتعرف

6) تعليق بواسطة :
26-05-2012 05:29 PM

ما احوجنا الى توحيد جهود كل اليساريين التقدميين في جبهة وطنية عريضه للوقوف ضد الاحزاب الدينيه الرجعيه

7) تعليق بواسطة :
26-05-2012 11:25 PM

أيها اليسار
الى الجحيم
فقد انقضى عهدك الى الابد
والاسلام قادم فلتجدوا لكم مكانا فيه

8) تعليق بواسطة :
28-05-2012 02:21 PM

ان اشكالية اليسار ليست فكريه, نظريه،ايديولوجيه. بل هي اشكاليه تنظيميه لان التنظيم في الاساس ليس ايديولوجيا فقط وهناك اتفاق شبه عام على ذلك وليس المهم اذا كان التنظيم جبهه او حزب او حركه . الموضوعي ناضج لمثل ذلك التنظيم ولكن الذاتي عند اليسار غير ناضج ناهيك عن ان ( الرسمي ) مازال يعيش في اجواء الحرب البارده و(الاحتواء) وهو بهذه العقليه والايديولوجيا لازال يتعامل مع اليسار كمهدد , ليس هناك قراءه لمايحصل في العالم من تغيرات عميقه والهزات الارتداديه الحاصله في غير مكان لم تصل لتفكير البعض الذي لازال ينظر لليسار بوصفه مهدد لاباعتباره احدى مكونات النسيج السياسي الوطني واحد الوان تنوع الطيف الفكري والتنظيمي والثقافي, وليس هناك اقرار بانه يعكس هذا التنوع في اطار ( الوحده) وعلى (الاخر) ان يرى اليسار ضمن هذا الاطار اضافة الى رؤيته كأداه (ناقده) للسياسات العامه بهدف تطويرها وتقديم البدائل , فلا تطوير او تحديث او اصلاح بدون (نقد). اليسار فكرا وسياسة وتنظيما جزء اصيل من النسيج الوطني وله مصلحه حقيقيه في اردن آمن منتج ومستقر وعصري ويحترم (الآخر)ومتحرر من الفساد والمديونيه.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012