أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة على مدرجه لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق خبير عسكري : الهندسة العكسية إستراتيجية المقاومة لاستخدام ذخيرة الاحتلال ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح مسؤولون إسرائيليون:نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائيل مصرع 3 جنود صهاينة واصابة آخرين بكمين في غزة بلينكن سيزور الأردن بعد السعودية الأوقاف: استخدام تأشيرات غير مخصصة للحج إجراء غير قانوني 5 وفيات و 33 إصابة بإعصار قوي ضرب جنوب الصين 825 ألف دينار قروض لاستغلال الأراضي الزراعية 1749 عقد عمل للإناث ضمن البرنامج الوطني للتشغيل المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية محمد عبده يوقف أنشطته الفنية لأجل غير مسمى واشنطن: الرصيف العائم قبالة غزة يجهز خلال أسبوعين أو ثلاثة الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية
بحث
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


تركيا: الطفل المدلّل في أسرة الناتو والعلاقة مع سوريا!

بقلم :
29-05-2012 11:29 AM
المحامي محمد احمد الروسان
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*


لقد مرّ أكثر من ستين عاما على عضوية تركيا في الناتو، وتفاقم الدور التركي بعمق في حلف شمال الأطلسي، بشكل متصاعد مع التهديدات الأمنية الجديدة والتحديات الإقليمية، مع الأقرار بموقف تركي مفاجىء في التدخل في المسألة الليبية في وقته، رغم الرفض الأرودوغاني الصريح في بداية الأمر، والموقف التركي المساند لنشر نظام الدفاع الصاروخي، ومن المفيد الأشارة الى أنّ تزايد أهمية الدور التركي في الحلف، ناتج عن توافق المصالح التركية الاستراتيجية مع مصالح الدول الأعضاء الأخرى، حيث يشير الآنف ذكره بمجمله، الى أهمية الدور التركي ضمن الناتو، بالرغم من التناقض بوجود رأي عام تركي يتعاطى مع الغرب بسلبية مفرطة.

هذا واستمرت أنقرة في لعب دور هام في التعاون الأوروبي الأطلسي، ومنذ لحظة انضمامها الى حلف الناتو في شباط من عام 1952، وخلال الحرب الباردة لعبت الجغرافيا التركية دور الجناح الجنوبي في سياسة الناتو في مواجهة الاتحاد السوفيتي، ونلاحظ أنّه منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وانضمام بلدان سوفيتية سابقة إلى الحلف الأطلسي، أصبحت الجغرافيا التركية موضع تساؤل من الناحية الاستراتيجية.

ولكن بعد هجمات 11 أيلول لعام 2001 م وتبني الناتو لسياسة جديدة، أدت إلى تدخل الناتو في أماكن بعيدة جغرافيا عن أوروبا والأطلسي، استعادت تركيا بعض من تلك الاهمية نتيجة تدخل الناتو في تلك المناطق، حيث ساعدت الأوروبيين وسهلت غزو افغانستان، و قامت أيضا بإرسال قوات تركية وإدارة معسكر قوات التحالف في كابول عامي 2002 و2005.
وهنا لا بدّ من التأشير الى أنّه، بلغ عدد الجنود الأتراك الذين شاركوا في عمليات الناتو المختلفة أكثر من أربعة آلاف جندي، منهم ألفي جندي عاملون مع قوات التحالف في أفغانستان، كما أرسلت أكثر من ألف عنصر كجزء من التحالف الذي أنجز عمليات الناتو في ليبيا، والمتبقي متواجد في آماكن وبؤر نزاع دولي واقليمي أخرى، مع مجموعات استخبارية ومخابراتية مترافقة، مع جلّ الكتلة البشرية العسكرية التركية المتشاركة مع الناتو ازاء بؤر النزاع المختلفة.

وتشير المعلومات، ومع عملية إعادة هيكلة الناتو ولا نقول هندرة الناتو، حيث الأخيرة غير الأولى، سيتم تخفيض عدد مقرات قيادة قوات الناتو العاملة في الخارج، من ثلاثة عشر قاعدة إلى ثمانية أو سبعة من القواعد العسكرية، وليس 'القواعد' بمعنى النساء اللواتي لا يرجنّ نكاحاً، ونتيجة لذلك سيتم استبدال قاعدة القيادة الجوية الواقع في إزمير، لتصبح قاعدة قيادة جديدة للقوات البرية النيتويّة، وبذلك ستستضيف تركيا إحدى أكبر مقرات القيادة للناتو على أراضيها في القريب العاجل، مع تصعيدات لعمليات العصابات المسلحة في الداخل السوري وعلى أطراف حدوده، ان لجهة تركيا، وان لجهة لبنان، مع وجود استراتيجيات للعصابات العاملة المسلحة في الداخل السوري، بايعاز قطري – سعودي – أمريكي مشترك، لتسخين الحدود المشتركة مع الأردن، لتوريطات مدروسة بالموضوع السوري، رغم رفضه المطلق وعمله على أرض الواقع على هذا الرفض، للتدخل بالشان السوري رغم تفاقم الضغوط عليه، والتساؤل هنا يلح علينا مع استضافة أنقرة لقوات بريّة من الناتو في قاعدة ازمير التركية، هل لذلك علاقة بالحدث الأحتجاجي السوري؟
وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يرى، انّ استراتيجية الناتو قد تطور ت في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وتطورت معها النظرة الاستراتيجية التركية، وتركيا تطمح إلى لعب دور إقليمي أكبر، في مشاكل القوقاز والبلقان والشرق الأوسط، ان لجهة ايران، وان لجهة سوريا ولبنان، وان لجهة ملف الصراع العربي – الأسرائيلي وارتباطاته، لكن من ناحية أخرى يهيمن التوتر على علاقة حزب العدالة والتنمية الحاكم مع بلدان كإرمينيا وقبرص، كما تشير معلومات الى وجود قيادات وكوادر من الصفوف الثانية والثالثة، وخاصةً في جهاز الأستخبارات العسكرية التركية رافضة وبقوة، وغير راضية عن موقف الحزب الحاكم ازاء الحدث الأحتجاجي السوري، وتضم تشكيلة متنوعة من العلماني الى القومي التركي المتطرف الى الأسلامي الى المستقل، في عناصر المورد البشري الأستخباري التركي، ولجهة جهاز المخابرات المدني الداخلي، وتؤكد المعلومات أنّ هناك فجوة عميقة بين الأستخبارات العسكرية التركية، وجهاز المخابرات التركي بسبب الموقف من سوريا وما يجري فيها.
مع أنّ ساحات الدولة التركية الداخلية المختلفة، وبسبب ظروفها وتأثرها بتداعيات الحدث الأحتجاجي السوري، مهيأة لمستويات عالية من العنف والعنف المضاد، أكثر من لبنان نفسه، فهل ننتظر حركة عسكرية انقلابية في تركيا مثلا؟ كما يتوقع البعض التركي والبعض العربي والبعض الغربي!


يشير مجموعة من الخبراء الدوليين، أن شعبية الغرب والناتو عند الرأي العام التركي تناقصت، وبالرغم من ذلك بالإضافة إلى اختلاف وجهات النظر مع الناتو في العديد من الحالات، استمرت السياسة التركية بالتماهي مع سياسات الحلف الأطلسي، وقد بدا ذلك واضحا في مسألتي التدخل في ليبيا والدرع الصاروخي وحسب الشرح التالي:

منذ انطلاق ما يسمى بالربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عارضت تركيا مرارا وتكرارا أي تدخل في ليبيا، وذلك على لسان رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان على شاكلة تساؤله:- 'ما شأن الناتو وليبيا؟ تدخل الناتو في ليبيا أمر مستحيل ونحن نعارض هذا التدخل'، لكنه سرعان ما تراجع بعد قرار مجلس الأمن وبدعم من الجامعة العربية، حيث الأخيرة شرّعت احتلال ليبيا حينما كان مرشح الرئاسة المصرية الخاسر عمرو موسى أميناً عاماً لها، فقرر أرودوغان المساهمة في ذلك التدخل وشاركت تركيا بغواصات وسفن حربية وجنود كثر وخبراء استخبارات ومخابرات.

لذلك تصاعد الدور الإقليمي التركي، يجعل من أنقرة حليفا استراتيجيا في حلف الشمال الأطلسي ولها مكانة 'الطفل المدلل' داخل الأسرة النيتويّة، والتي تعيش هذه العائلة الحربية الأممية حالة فريدة من ممارسة الجنس الجماعي، وخاصة بعد التحولات الدراماتيكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبالرغم من موقع تركيا الهام لكن العلاقات مع الناتو ستشهد نوعا من التأقلم المتبادل، ومواجهة تحديات أمنية جديدة وتحول في الحقائق الجيوسياسية، ومسألة متانة العلاقات التركية مع الناتو وجهوزيتهما في مواجهة التحديات، فالإجابة على هذا السؤال ستبقى للمستقبل.
كما يرى خبراء دوليين من جهة ما، أن الدور التركي في المنطقة، أمر حيوي للاستراتيجية الجديدة والشراكة المستقبلية للناتو وخاصةً بعد قمته في شيكاغو، ليس فقط نتيجة حجم تركيا وموقعها، بل أيضا نتيجة الثقافة التركية وخبرتها التاريخية مع دول الجوار (نقصد بذلك قترة الحكم العثماني)، ومن جهة ثانية يرى وزير الدفاع التركي أن مميزات تركيا تسمح لها بتقديم النموذج للعديد من البلدان في المنطقة، وقال في كلمة له (الناتو، 2012) 'من خلال التعاون يمكننا إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط'.... مهمة تحققت في ليبيا!

ولحلف شمال الأطلسي مصالح فوق استراتيجية نستولوجيّة، لجهة ما وراء المستقبل الفضائي للناتو في العالم، ما بعد بعد ما يسمّى بالربيع العربي، والربيع موسم يذهب وسرعان ما يعود، وذلك عبر توظيفات للدور التركي في حلف الناتو، هو دور هام للمصالح الاستراتيجية للحلف الساعية إلى تطوير الدرع الصاروخي وحماية الأراضي الأوروبية من تهديد الصواريخ البالستية.
هذا وقد اتفق أعضاء الحلف في قمة لشبونة عام 2010 على تبني الدرع الصاروخي، وهي مبادرة أمريكية للدفاع المشترك مع أوروبا، موجهة ضد الصواريخ البالستية الإيرانية وغيرها، وقد وافقت تركيا على إنشاء محطة على أراضيها، وقد تم فعلا بناء رادار إنذار مبكر في مدينة مالاتيا جنوب شرقي أنقرة وهي الخطوة الأولى لبناء الدرع الصاروخي.


www.roussanlegal.0pi.com
mohd_ahamd2003@yahoo.com




التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-05-2012 12:07 PM

1-طرح التأثير التركي الحالي على المنطقة من خلال تراثه التحالفي مع الغرب فيه من عدم الموضوعية الكثير وخصوصا عندما يتم توظيفه لصالح خدمة الرؤية الايديولوجية الخاصة بك و التي تميل الى رواية المؤامرة الكونية ضد نظام بشار المسالم في مواجهة الشعب "القاعدي" الشرير تحت خطة "المايسمى" بالربيع العربي , اذ ان تركيا التي تقيم 44 رادارا تجسسيا امريكيا من 1972 الى عام 1982 لرصد الاتحاد السوفييتي هي تركيا نفسها التي ورثها اردوغان الان فاصبحت تغاير و تنافس في التاثير بدلا من ان تكون محتواة او دولة خدمات كما كانت ايام حكم العسكر , ولنقل ان الحلف السوري التركي الايراني لعام 2004 الى 2011 كان يسير على قدم وساق وخصوصا بعد اتفاقيات التجارة الحرة البينية بين هذه الدول و دول الهلال الخصيب كالاردن و العراق و لبنان وهذا ما كان ليتم لولا الاختلاف و الانقلاب اللذي قاده اردوغان على مستوى العلاقات الاقليمية الاقتصادية و السياسية و التازيم الذي حصل مع اسرائيل و فرنسا و المناكفة مع السياسة الامريكية ايضا و لاتنسى ان الساسة السوريين و اللبنانيين سبق وان وصفو اردوغان و الدور التركي الحديث بانه دور الاخ المقاوم .يا سيدي لا تقييم الدول بناءا على دورها السياسي المناكف لدولة انت وبضعة اشخاص يؤمنون بانها "مقاومة ممانعة " فلذا نراك تلجأ للتراث السياسي تارة و لتبعات وارهاصات هذا التراث تارة اخرى .
2- نعم ان الناتو موجود في تركيا و تركيا اكبر مساهم فيه لكن كما قلت فان الدور التركي في الناتو هو ناتج من تراث تبعي من ايام الحكم العسكري و للقوى العلمانية القومية الاخرى و التي ترفض الان التدخل في سوريا من حيث المناكفة السياسية فقط وليس من اجل خاطر عيون بشار الاسد يعني لو كانو موجودين في الحكم لرأيت الجيش التركي "يهش و ينش" المشاوي في (كسب) الآن, و لاتنسى ان الاستخبارات و قادتها العلمانيين القوميين هم انفسهم اللذين سحبو لواء الاسكندرون من تحت "زقم" الخالد البائد حافظ الاسد وهو يضحك ومبتسم !!!
3- نعم ان الموقف التركي من الثورة الليبية كان مرتبكا و مرتجفا , لكن البداية التركية للموقف كان تناكفيا مع الغرب و لتذكر ان خطاب اردوغان كان واضحا في بدايات الثورة الليبية حيث قال ان هم تركيا ليس النفط (وهذه اشارة غير مباشرة للغرب) بل استقرار الدولة الليبية وسلامة شعبها , يعني هو اتخذ كلاسيكيات الدولة الحيادية في الموقف من الثورة الليبية لكن عندما زاد القذافي المقبور عيار القتل و التدمير كزعيمك المقاوم الممانع بشار ارتفعت وتيرة الخطاب التركي , لذا نعم بدايات التفاعل التركي مع الحدث الليبي كانت مخطئة .
4-(ما يسمى الربيع العربي) .. عادة هذه الجملة "ما يسمى" تفيد الانكار او التهكم , انا لا اعرف هل انتم في التيارات "اليسارية الشعبية"!!! ماذا يدرسونكم او يلقون في روعكم هؤلاء الكلاسيك العفن من شيوخ السبعينات و الستينات ؟؟!!! ان الشعوب هي الاساس لكن المصير بيد النظام !!!! يعني تستخدمون الشعوب كوسيلة ديماغوجية لمآرب سياسية هدفها الابقاء على "شلة" الحكم , لذا نرى هذا الانقلاب على المفاهيم الشعبية اليسارية فاصبحتم يمينا متطرفاً !!!! بمجرد خروج الشعوب على القوى الانقلابية العسكرية التي جاءت اصلا مغتصبة لارادة الشعوب ؟؟!! طيب اذا كانت نقطتي هذه خاطئة , فما هو تصنيفك السياسي للنظام السوري ؟؟
5- فلنقل ان الاتراك شياطين وان نقاطي السابقة هي خاطئة !! ما هو البديل العربي للخروج من مؤامرة "الما يسمى الربيع العربي" ؟؟!! اليست الشعوب التي قامت بالمايسمى بالربيع ؟؟!!! يعني اليس البديل شعبياً يا "شعبيون" !!!!

2) تعليق بواسطة :
29-05-2012 01:52 PM

الى العدوان السكر- لست يساريّاً هذا ونقطة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012