أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


في مسألة الاضراب والمحروقات..ليست رمانة ابدا

بقلم : د . عبدالمهدي القطامين
14-12-2022 11:19 PM

بعيدا عن نظام الفزعة بالقطعة التي تقوم بها مؤسسات الدولة كلما دق الكوز في الجرة ونحو تفسير هادىء ومنطقي للاضراب في وسائل النقل العام وبعيدا عن العاطفة والعنتريات المعتادة دعونا نبدأ من حيث قام الاضراب الذي لم يقم على مطلب سياسي ولا على مطلب نخبوي ولا على مطلب ترفي بل قام على مطلب واحد لا غير هو مسألة المحروقات وهي مسألة تمس اغلب مكونات المجتمع الاردني بعد ان تم الاطاحة بالطبقة المتوسطة لتصل الحضيض في ظل تشوهات هيكلية بنيوية في الاقتصاد الوطني ومن المؤكد ان هذه الفئات التي تكتوي بنيران اسعار لا منطقية ولا معقولة وغير مبررة على كافة الوجوه لم تساهم في هذه الاختلالات البنيوية بل ساهمت فيها النخب والقيادات التي امتلكت القرار طويلا في الوطن وظلت بمنأى عن نيران الاسعار التي تعد الاعلى عالميا مقارنة بالدخل المتآكل .
حل الاضراب وردم الهوة الواسعة بين الناس وحكوماتهم لا يتم من خلال لجان لا تمتلك من امرها شيئا ولا من خلال تصريحات تلفزيونية تطل على المكتوين بنار الاسعار من برج عاجي تدعوهم للصبر والفزعة الوطنية والقفز في خندق الوطن الذي لم يعرف له ساس من راس الحل يكون بالعودة الى اسعار النفط العالمية وعكسها على السوق المحلي والغاء كافة الضرائب والرسوم المفروضة على المحروقات بكافة اشكالها فاحجية تسعير المحروقات لم تعد تنطلي على احد خاصة الناس الاكثر فقرا في الوطن وهم حاليا من يقل دخلهم عن الف دينار فهولاء غير قادرين على تزويد سياراتهم بالبنزين ولا قادرين على تدفأة عائلاتهم بالكاز والديزل ومثله شوفيرية الشاحنات الذين لا يتقنون سوى هذه المهنة التي اكلت من عمرهم طويلا فباتوا على الحديدة وعلى الطوى .
ad
اضراب النقل العام لن يكون الاول ولن يكون الاخير والناس المتلهفة للعيش بات عيشها صعبا في ظل دخل لم يعد يسمن ولا يغني عن جوع والحلول المؤقتة التي تقوم بها هذه الحكومة او تلك هي حلول تخديرية مؤقة باهتة لا تناقش عمق المسألة ولا تقدم ولا تؤخر….. المفروض بصناع القرار الان الغاء كافة اشكال الضرائب على المحروقات والعودة للسعر العالمي فاذا ارتفع ليكن وان انخفض فليكن ايضا فقد باتت اسعار المحروقات تأكل الاخضر واليابس وليس بوسع الشعب ان يعيش في ظل هذه المعادلة الجائرة التي تلفح وجههه ووجوه ابنائه نهاية كل شهر .
دائما وابدا منع الكسر هو اولى من الجبر بعد الكسر وعلى مجسات الدولة كلها ان تدرك اليوم قبل الغد ان الوضع في الخانة الحرجة وان الكيل طفح ما لم تتدارك ما يمكن تداركه فرضى الناس ليس لي ذراع كما يقول البعض ولكنه اولى خطوات بناء الثقة بين الناس ودولتهم وفي غياب الثقة فان النهايات تظل مفتوحة على كل الاحتمالات وهذا الوطن القائم على المحبة والصبر لم يعد في جعبته الكثير من الصبر في ظل غياب الالتفات الى واقع الناس الذي يقف على فوهة بركان اقتصادي .
كاتب اردني ' رأي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012