أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


نحن بخير .. اطمئنوا وطمئنونا

بقلم : حسين الرواشدة
31-05-2012 12:43 AM
كل ما يحدث في بلدنا يدعو الى الاطمئنان، لا داعي –ابدا- للقلق، فمشروع الإصلاح اقترب من نهايته، وورشات العمل تعمل بمهارة لوضع آخر اللمسات عليه، نحن في مرحلة “التشطيب” وبوسعنا ان “نصبر” قليلا حتى نستلم المفاتيح.

في الشارع ثمة احساس بان حراكات “الجمع” استنفدت اغراضها، وان استمرارها جزء من “الفلكلور” الاصلاحي المطلوب، وحتى الاحتجاجات الليلية التي شهدناها مؤخرا في الشمال ليست اكثر من “بروفات” لتذكير المسؤولين في بلادنا بان “الأوضاع على ما يرام” وبان فصل الصيف اقترب وبدأت مواسم “النزهات” التي تتيح للناس الخروج من بيوتهم لكي يستنشقوا ما يلزم من هواء.

لا تقل –ابدا- ان الناس “يرفضون” رفع الاسعار ويهددون الحكومة من مغبّة ذلك، هذه مجرد “مزحة” ومن حقنا ان نتنازل قليلا عن “الجدّ” الذي الفناه، ونطرد “الكشرة” التي اتهمنا بها فالجميع يعرف بأن “الموازنة” محملة بالديون، والعجوزات، وبأن “جيب الحكومة اصبح فارغا، ومن غير المعقول ان يترددوا عن “التبرع” لها او اسعافها با يلزم من “اموال” حتى لو كان على حساب بطونهم الجائعة.

لا تقل لي –ايضا- بان قانون الانتخاب الذي تتصارع النخب على حصصها فيه “يهمّ” الناس هذا ترف سياسي لا طائل منه، فقد ثبت بان قانون “الصوت الواحد” هو الحل، وبأن “مرشح العشيرة” هو القادر على “خدمة” الناس، وبأن افضل برلمان عرفه الاردنيون هو هذا الاخير الذي اتقن معظم اعضائه السباحة ضد التيار لدرجة “الغرق” دفاعا عن الشعب.

اطمئنوا تماما، فقد قارب الربيع العربي على النهاية ونحن عبرناه نحو “الصيف” بنجاح، ولا داعي لمزيد من “ الاستعباط”: انظروا حولكم واعتبروا، هل تريدون ان تستلهموا النموذج الليبي او السوري او التونسي والمصري؟ الم تسمعوا ما يقوله الناس هناك؟ انهم يتمنون ان تعود بهم عقارب الساعة الى الوراء، وان يكون ما حدث مجرد “حلم” او كابوس فهذه اوضاعهم ساءت اكثر، وهذه “الديمقراطية” التي توهموها تحولت الى خيارات سيئة.. وهؤلاء القادمون الجدد ليسوا افضل ممن سبقهم.

لا تذهبوا بعيدا في احلامكم، ما تحقق في عام يكفي وهو اكثر مما تحقق في العقدين الماضيين: ملفات الفساد فتحت وتبين ان معظمها مجرد اخطاء “مطبعية”، التشريعات انجزت وهي تضاهي في حداثتها افضل الموجود في العالم، ماذا تريدون اكثر؟ تخرجون للشارع وتدبون الصوت، تعلنون الاضراب عن العمل، تنتقدون الحكومات وتطالبون برحيلها؟ الا تكفي هذه “الحرية” لاقناعكم بان “الإصلاح” تحقق تماما وبان ما تطالبون به مجرد “مناكفات” لا معنى لها؟

اطمئنوا.. وطمئنونا.. لا داعي لان تتردد الحكومة في “اشهار” قراراتها الاقتصادية، لا داعي لان “تقلق” من امتداد المسيرات الاحتجاجية، لا داعي لان تسيء الظن بالمواطن المستعد دائما لتقديم ما عليه من واجب تجاه “خزينة” بلده حتى لو “تكرش” الفاسدون.

لا ينقصنا سوى ان نتابع نشرات اخبار الطقس لكي نستعد لقضاء عطلة آخر الاسبوع في اي مكان تختاره لنا الحكومة.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-05-2012 08:56 AM

ونسيت ان تقول اخي الكاتب اننا في الاردن نعيش كل ليالينا في قمره وربيع وان حكومتنابدأت بتحويل مياه البحر الميت الى عسل مصفى وانها بصدد بناء فيلا وصرف سيارتين الى كل مواطن وزيادة راتبه الى عشرة اضعاف راتبه الحالي ,كل هذا سيتم بعد ان تسترد الاموال المنهوبة من الفاسدين ذوي الشان الكبير جدا جدا .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012