أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


اليوم العالمي لحرية الصحافة.. (غزة) في صدارة المشهد

بقلم : عدنان نصار
05-05-2024 04:59 AM

عن جدارة، وإقتدار، وعزة وإفتخار ..تتقدم غزة إلى مستوى الصدارة، وتصبح منذ السابع من أكتوبر المجيد قبلة الساسة والصحافة والشعوب..، وتتحول (غزة) منذ ذلك التاريخ عنوان بارز في مسار صراع الحق مع الباطل ، إلى نجمة سطوعها آخاذ، لتكشف المخبوئين وراء نجوم من ورق ..فغزة، رئة المقاومة الفلسطينية، وعامودها الفقري، وخاصرتها، والعقل المنحاز الى الحق والمنطق والوطن، ومن اجله كان الشهداء..وسال كل هذا الدم.
صحفيو غزة ، يستحقون في مجملهم جائزة اليوم العالمي لحرية الصحافة..،ويستحقون عن جدارة وإقتدار جائزة الثبات، فهم كما قال الثائر الأممي ارنستو تشي غيفارا: “لا تكن محايدا في حب بلادك ، كن متطرفا حتى الموت..”

صحفيو غزة ، جسدوا هذه المقولة بثبات لا يعرف التردد ، وتطرف يلازمه الحق ، لا يعترف بهزلية وصول العدو إلى تخوم المدينة .! فكل ما فعلته آلة العدوان الاسرائيلي الهمجي في قطاع غزة ، هو القتل ، والدمار ، والحرق ، حتى المستشفيات لم تسلم من هذا الغل الصهيوني ..ولا نوارس البحر الأبيض سلمت ..حتى نوارس البحر ظلت ممسكة برغوة ماء النجاة من همجية العدوان .
عندما يصل المرء، إلى مرحلة تتراكم فيها المتناقضات ، وتتسع فيها عقد النجاة، وتغلق كل الطرقات ..عندها يكون المرء أمام خيار واحد (المقاومة) بكل السبل والأسلحة المشروعة ، وأن كان العدو مثل مجلس الحرب الاحتلالي ، يحق للمرء ان يستخدم كل الأسلحة المتاحة دون أدنى شفقة او رحمه بعدو يتلذذ بمشاهدة جثث اطفال متناثرة ، ونساء يلطمن على الخدود حزنا على المفقود ..هنا ، وقف الصحفيون في غزة ، واستنهضوا جوهر المهنة ، وسلاح الكلمة ، وقوة الصورة التوثيقية للخبر، عبر مسار التحدي والمعاناة رغم خطورة الموقف.
في اتون المعاناة ، وفي قلب العاصفة، ومن فوق الركام، وغبار المعركة، ودخان القذائف ، نقلت الصورة ..ونقل الخبر على مدى 212 يوما دون توقف لآلة حرب قذرة استهدفت كل متحرك في غزة.
جائزة الصحافة العالمية ، في اليوم العالمي لحرية الصحافة التي منحتها اليونسكو لصحفيي غزة، تعد واحدة من انتصارات الفعل المقاوم ، وواحدة من دحر المتناقضات عند عدو يعيش في دوامة الورطة ، وهو اي – العدو الصهيوني – غير قادر على الفكاك من ورطة غزة ..، ولعل خسائر العدو المعلن عنها دليل على ذلك، وما خفي أعظم.
عرفنا كصحفيين عرب وعالميين ، اسماء جدد من الزملاء الصحفيين الاشاوس المقاتلين بالكلمة والكاميرا لنقل فظائع الاحتلال الاسرائيلي الهمجي إلى العالم بأسره ..أسماء ودماء جديدة ، ظهرت بشكل قوي وشجاع ، رغم معاناتهم منذ ما بعد السابع من أكتوبر المجيد إلى اللحظة الراهنة .
المجتمع العربي والعالمي ، يعرف ويقدر دور الصحفيين الطلائعيين ، وما يقدموه من واجبات في ظروف شديدة التعقيد ، وعدوان شديد الهجمة ..وتقدير المجتمعات العربية والغربية لدور الصحفيين في غزة ، يجيء في سياق المعركة والفعل المقاوم لشراسة الاحتلال الذي أقدم على قتل أكثر من (140) من الصحفيين والاعلاميبن في غزة منذ بدء العدوان ، وإصابات خطرة لنحو (40) وفقدان صحفي ، ناهيك عن عمليات بتر الأطراف ، أو استهداف أسر الصحفيين في قطاع غزة، كنوع من الإنتقام او السعي إلى إسكات أصواتهم..رغم ذلك ظلت غزة في صدارة المشهد ..والقلم والكلمة والصورة جزء كبير من الفعل المقاوم الفاضح لهمجية الاحتلال ووساخته.!!
يقول تولستوي الفيلسوف الروسي ذائع الصيت: «الصحافة نفير السلام وصوت الأمة وسيف الحق القاطع ومُجيرة المظلومين وشكيمة الظالم، فهي تهزُّ عروش القياصرة وتخلخل معاقل الظالمين.»

كاتب وصحفي اردني..رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012