أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


الكيان يبحث عن حرب.

بقلم : كمال زكارنة
04-04-2023 11:44 AM

تكثف دولة الاحتلال خلال الايام الاخيرة اعتداءاتها الجوية والصاروخية ،على مواقع عسكرية ايرانية وسورية واخرى تابعة لحزب الله اللبناني، وكلها تقع في الاراضي السورية،تؤدي الى وقوع اصابات وخسائر مادية وبشرية.
ولا شك انها تسعى الى جر الجهات الثلاث الى حرب اوسع نطاقا من تبادل القصف والعمليات السرية الارضية والبحرية والجوية،لتكون واسعة ومباشرة ،وذلك لعدة اسباب ابرزها،ان دولة الكيان الغاصب ،قامت وتأسست على سفك الدماء والقتل والتدمير والتخريب والتهجير،ولا يمكن حسب عقيدتها ان تصبر طويلا بدون افتعال حروب دموية هنا وهناك،السبب الثاني ،محاولة الخروج من ازمتها الداخلية،والعمل على تهدئة الاحتجاجات والتظاهرات والصدامات في شوارع تل ابيب وحيفا ويافا والقدس والمناطق المحتلة الاخرى،بافتعال حرب مع اعداء الكيان الخارجيين،اما السبب الثالث فهو محاولة فرض المطالب الاسرائيلية على البرنامج النووي الايراني، مقابل وقف الحرب في حال اندلاعها،والسبب الاخر،ربما يكمن في ان دولة الاحتلال تلقت ضربات قاسية وموجعة لم يعلن عنها ،وتحاول الانتقام ،اضافة الى اسباب اخرى عديدة.
في المقابل ايران وحزب الله ،يبدو انهما لا يرغبان بخوض حرب تفرض دولة الاحتلال زمانها اي توقيتها ومكانها وساحاتها ومساحتها وحجمها،وان لا تكون هي صاحبة القرار والاختيار لاشعال هذه الحرب،وبالتالي منعها من تحقيق اي هدف من اهداف تلك الحرب لصالح الكيان.
لأن ايران تسابق الزمن من اجل الانتهاء من انتاج سلاحها النووي ودخول النادي النووي العالمي ،ومن جهة اخرى، الاستمرار في الاتفتاح على دول الخليج العربي ومصر وتركيا،وخلق حالة من الاستقرار السياسي معها، تميهدا لبناء علاقات اقتصادية وامنية مع هذه الدول ،قبل الدخول في الصراع المباشر مع الاحتلال،بحيث تستطيع ان تحقق حالة من التوازن والردع النووي والعسكري.
لم تكن دولة الاحتلال مأزومة داخليا بهذا الشكل، منذ قيامها غير الشرعي وغير القانوني قبل اكثر من خمسة وسبعين عاما على ارض فلسطين المغتصبة،وجميع الحروب السابقة التي خاضتها دولة الاحتلال ،لم تشكل خطورة على وجودها ،مثلما تشكل ازمتها الداخلية الحالية ،وارتفاع نسبة هذه الخطورة اذا استغلت الازمة الداخلية بشكل صحيح من الخارج،لذا فان تصدير هذه الازمة الى الخارج يعتبر هدفا استراتيجيا لحكومة الاحتلال حاليا،وهذ لايمكن الا بافتعال حرب مع الجيران او على ارض الجيران.
الاشهر القادمة قد تكون حبلى بالاحداث والمفاجآت، ليس فقط في شرق اوروبا وغربها وشمالها،وآسيا والولايات المتحدة،وانما ايضا في منطقة الشرق الاوسط المعرضة للتسخين اكثر واكثر الى حد الانفجار،حيث دخلت احداث وتطورات جديدة الى اجندات التسخين الى جانب الملف النووي الايراني،وهي التحالفات الناشئة ومحورها الصيم وروسيا مع دول المنطقة ،والتي بدأت تظهر بالتوافق على تخفيض الانتاج من النفط هذا العام.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012