أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 17 حزيران/يونيو 2025
شريط الاخبار
مستو: انخفاض أعداد المسافرين 51% بسبب التوترات الإقليمية التربية: امتحان الثانوية العامة يوم 26 حزيران في موعده ترامب: نعرف مخبأ خامنئي ولن نقتله في الوقت الحالي إيران توجه رشقة صاروخية جديدة باتجاه الاراضي المحتلة 3.3 مليار دينار الإيرادات المحلية خلال الثلث الأول 2025 عطلة رسميَّة في السَّادس والعشرين من حزيران بمناسبة رأس السنة الهجريَّة الملك يعود إلى أرض الوطن الحياري: مخزون آمن لدى المصفاة والشركة تنفذ خطة تشغيلية متكاملة لضمان أمن التزود بالمشتقات النفطية الأمن العام يعلن انتهاء فترات الإنذار وبدعو للالتزام بالإرشادات حفاظاً على السلامة الملك يؤكد لرئيسة البرلمان الأوروبي ضرورة التحرك الفوري لخفض التصعيد الخطير في المنطقة أمانة عمان تنفذ المرحلة الثانية من مشروع توسعة منطقة المحطة الفراية: عودة أكثر من 80 ألف لاجئ سوري طوعيا حسان يتفقد أربعة مواقع في لواء ناعور مقتل ثلاثيني برصاص شقيقه في مأدبا الملك يلقي خطابا أمام البرلمان الأوروبي
بحث
الثلاثاء , 17 حزيران/يونيو 2025


الاستعمار الناعم: الوجه الجديد للاستعمار التقليدي

بقلم : د ٠ خليف الطراونة
17-05-2023 05:24 AM

مَنْ منا لم تهزه ذكريات الاستعمار الأليمة التي عاصرها أو سمع أو قرأ عنها من احتلال للأوطان ومن جرائم قتل وتشريد ونهب لخيرات البلاد واستعباد لأهلها بأبشع ما عرفته البشرية وتاريخها المظلم؟. مَنْ منا لم يتذكر شهداءنا الأبرار، رحمات الله وسلامه عليهم، وهم يذودون عن أوطانهم بالغالي والنفيس حتى أصبح لا يخلو بيت من شهيد أو جريح أو مشرد؟.

مَنْ منا لم يسترجع ذكريات تضحيات آبائنا وأجدادنا في التصدي لمخططات الاستعمار على امتداد وطننا العربي الكبير؟ مَنْ منا-نحن العرب والمسلمين- ينسى أن الاستعمار قد جاء ليلغي تاريخنا الخاص بنا كأمم وشعوب، ليحوله إلى تاريخ إذلال واستبداد وتاريخ أسود يتحكم فيه من عقر دارنا.

يا لها من فترة مُرّة صعبة، تركتُها ثقيلة على حاضرنا ومستقبلنا، ومواريثها مؤلمة بغيضة، وتداعياتها ما زال يتردد صداها: قهراً؛ وألماً؛ وحزناً بين وطن مجزأ الى دول مقسمة يفرّ أهله من موت إلى موت، يتناحرون فيما بينهم وكأنهم أعداء وليسوا أخوة يستظلون تحت سقف وطن واحد، وتجمعهم لغة واحدة وعادات وقيم مشتركة، لكنهم مسلوبو الإرادة، وبين وطن أُغتصب عنوة، وشرد أهله بحجة دينية وتاريخية زائفة، جيء بمغتصبيه شتاتاً ولفيفاً من أقاصي الأرض، ليستوطنوا أرضاً غير أرضهم.

أما اليوم؛ فقد غابت صورة هذا الاستعمار البشعة المتمثلة في جيوش تغزو بلداننا وتنهب ثرواتنا، بعد أن أدرك صناعه مدى خطورته عليهم وتعاظم خسائره وتزايد كلفته. لتحل مكانها صورة تبدو وردية في ظاهرها وحشية في باطنها، تزينها شعارات برّاقة ومسميات منمقة، مثل: حقوق الإنسان؛ والعولمة؛ وحقوق المرأة والطفل، غايتها ارتهان الشعوب والدول لإرادتها وقرارتها، وطمس الهوية الوطنية، وتشويه المعتقد والدين، ونشر الرذيلة والقيم التي لا يقرها شرع أو دين أو خلق، وتقسيم دولنا، وتمزيق نسيجنا الوطني والاجتماعي، وتفكيك أواصر علاقتنا، وزرع أسباب الفتنة الطائفية والمذهبية لنصبح- من خلال ما يمتلكونه من تقنيات ووسائل إعلامية وأدوات تكنولوجية حديثة، دعاة لقيمهم وثقافتهم، نردد ما يقولونه لنا دون تمحيص أو دراية. وبخلاف ذلك يجب محاربتك وحصارك حتى في قوت عيشك ومصدر رزقك؛ لأنك منغلق ومتخلف وغير متحرر.

إنهم يعيدون صوْغ أفكارنا ومعتقداتنا وأخلاقنا وفق منظومتهم التي يسمونها حضارية، وتكريس مفهوم الاستعمار بحلته الجديدة، وليس بالمفهوم الذي كرسوه في الماضي بالحديد والنار.

الاستعمار «الناعم» أشد فداحة وفتكاً بنا وبأوطاننا من استعمار «القتل والاحتلال والخراب».

لكننا نؤمن أن شمس حضارتنا كما أشرقت في الماضي: إنسانية؛ وعدلاً، ومحبة، ستنير يوماً درب السائرين على خطاها، وإن كان الثمن غالياً. اللهم لا تحرمنا نعمة العيش في ظلال ذاك اليوم.

(الراي)


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012