أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


نكبة الشعب الفلسطيني نكبات متتالية

بقلم : شفيق عبيدات
18-05-2023 11:30 PM

مرت (75) عاما على نكبة الشعب الفلسطيني والتي بدأت في الخامس عشر من شهر ايار عام 1948 ,ولم تكن هذه النكبة الوحيدة التي تعرض لها هذا الشعب المناضل المرابط الذي لا يزال صامدا في ارضه ووطنه يقارع سياسة الفصل العنصري التي يطبقها ساسة الكيان الصهيوني وتعرضه للاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الصهيوني كل لحظة وكل يوم , في كل مناطق الضفة الغربية والعدوان المتواصل اليومي على قطاع غزة ولم يسلم من هذه السياسة العنصرية ابناء الشعب الفلسطيني من عرب ال (48 ) .

تمر ذكرى النكبة التي تم تهجير الفلسطينيين من ارضهم وبيوتهم من قبل الصهاينة بدعم من المستعمر البريطاني وبموجب وعد بلفور الذي اعطى اسرائيل كيانا في فلسطين هؤلاء الإسرائيليين الذين جاءوا من بقاع الدنيا لاغتصاب فلسطين.. ونحن اليوم نشهد وبهذه الذكرى انتفاضة فلسطينية في كل الاراضي الفلسطينية من بينها انتفاضة ومقاومة اهلنا الفلسطينيين في عام 1948 الذين يصارعون المحتل الاسرائيلي ونشهد ما تفعله المقاومة الفلسطينية التي تنتصر للقدس والشيخ جراح وكل الشعب الفلسطيني ببطولة فائقة وتمطر المدن والمستوطنات الصهيونية بصواريخ لم يشهد مثلها العدو الصهيوني ردا على قصف بيوت المواطنين في غزة وتتوعد المقاومة الفلسطينية في غزة العدو الصهيوني بضربات موجعة لم يعرفها هؤلاء الصهاينة من قبل.

لم تكن ذكرى النكبة الحالية الاولى في تاريخ القضية الفلسطينية، بل واجه الشعب الفلسطيني الشقيق العديد من النكبات من خلال ممارسات الكيان الصهيوني ضده, ابتداء من بناء المستوطنات الصهيونية في مختلف مناطق الضفة الغربية وقتل مئات الألوف وأسر عشرات الألوف من ابنائه, ومصادرة آلاف الدونمات من اراضي المواطنين واجراءات التعسف والتهجير ضد ابناء هذا الشعب الذي تكالبت وتآمرت عليه العديد من المنظمات الصهيونية والاميركية والدولية ومن بينها منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن اللذين اصبحا رهينة للإدارة الاميركية واليوم ازداد التآمر من بعض العرب الذين تركوا الشعب الفلسطيني يصارع آلة الحرب الصهيونية الاميركية وحيدا وامتنا تتفرج على اغتصاب الارض وقتل وذبح ابناء الشعب الفلسطيني, بعضها يستنكر استنكارا خجولا والاكثرية من هذه الامة تلتزم الصمت وكأن دم العروبة الذي يسري في عروق البعض لا يشبه دم الشعب الفلسطيني.

والحال ينطبق على جامعتنا العربية المغيبة المسلوبة الارادة والتي فقدت قيمتها ومعناها واهدافها ووضعت ميثاقها على الرفوف يتهالك بالقدم ويلفه الغبار والاهتراء.

وتتكرر نكبات الشعب الفلسطينيي ابتداء من حرب عام 1967 التي تأثر بها الشعب الفلسطيني وهجر منه مئات الالوف من ابناء الضفة الغربية وقطاع غزة ,وتتعاظم هذه النكبة من فترة لأخرى عندما تخلى العالم ممثلا بالأمم المتحدة ومجلس الامن الذي استهان به الكيان الصهيوني بقراراتهما مدعوما من الدولة الاميركية ومن الدول الاوروبية ونكبات المجازر اليومية داخل الارض الفلسطينية ومجازر صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 .

ولا تزال نكبات الشعب الفلسطيني تزداد يوما بعد يوم مرورا باتفاقية اوسلو التي ادار الكيان الصهيوني ظهره لها ولم يعترف بها ومارس كل سياسة القمع والتنكيل ضد الشعب الفلسطيني, وقياداته لا تزال لديها الامل في هذه الاتفاقية, فضلا عن اعتراف الكيان الاميركي الصهيوني بأن القدس عاصمة لهذا الكيان ونقل سفارته لها, واعتراف الرئيس الاميركي السابق ترامب بضم المستوطنات الصهيونية التي تشكل اكثر من (70) بالمئة من اراضي الضفة الغربية وضم غور الاردن الى هذا الكيان وقيام المستوطنين الصهاينة باقتحامات المسجد الاقصى بشكل يومي بحراسة جنود الاحتلال وتهويده وتهويد المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل .

والأهم في نكبات الشعب الفلسطيني سواء في الداخل والخارج، أن ابناء هذا الشعب يتعرضون في بعض الدول العربية والاجنبية الى مضايقات وممارسات لا انسانية كمنعهم من الوظائف واقامة المشاريع الخاصة وعدم تسجيل ممتلكاتهم واستثماراتهم بأسمائهم في سجل العقارات بحجة انهم لاجئين .

في ذكرى النكبة وبمناسبة نقل السفارة الاميركية الى القدس ثار الشعب الفلسطيني في غزة العروبة في غزة المقاومة, وفي الضفة الغربية المحتلة وابناء فلسطين المحتلة عام 1948، وواجه رجال ونساء وشباب غزة والضفة الغربية الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح الاميركي وبالدعم اللامحدود من قبل الادارة الامريكية، كل هذه القوى لم تمنع الاهل في غزة والضفة الغربية من مصارعة جنود الاحتلال.

إن الجنود الصهاينة جبناء يخافون اطفال فلسطين قبل الرجال، ويخشون المسيرات السلمية التي تعبر عن المطالبة بحق هذا الشعب بالحرية والكرامة والحياة الفضلى وبإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

لن تتحرر فلسطين من حكم الصهاينة إلا بالمقاومة لأن العدو الصهيوني لا يعرف لغة المفاوضات ولا لغة السلام, هذا العدو لا يريد السلام بل يريد ان تبقى المنطقة ملتهبة ولا يريد اعطاء الشعب الفلسطيني حقه الذي شرعته هيئات الامم المتحدة وظل الكيان الصهيوني يماطل بالسلام منذ عام 1948.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012