أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024
الإثنين , 20 أيار/مايو 2024


ماكرون يقترح المساواة بين حماس وداعش!

بقلم : سعود الشرفات
24-10-2023 11:50 PM

في تصريح ٍ أراه غريباً ؛ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء،24-10-2023م على وقع الصراع المسلح المحتدم في غزة وإسرائيل أنه 'سيقترح على الشركاء الدوليين بناء تحالف دولي وإقليمي 'لمكافحة الجماعات الإرهابية التي تهددنا جميعاً'، مضيفاً إن فرنسا جاهزة لأن يكون التحالف الدولي ضد 'داعش' مستعداً للوقوف ضد 'حماس'. بحجة 'أن حركة حماس هي 'مجموعة إرهابية هدفها تدمير دولة إسرائيل، وهذا ينطبق أيضاً على داعش والقاعدة'.

ومن الواضح للمهتمين وخبراء دراسة الإرهاب العالمي بأن هذا الاقتراح هو خلط للأوراق وتعقيد ملفات مكافحة الإرهاب التي لا يختلف عليها أحد وذلك من خلال المطالبة بالمساواة بين إرهاب داعش والقاعدة وحركة حماس رغم البون الشاسع والاختلاف الكبير بين هذه التنظيمات الإسلامية على مختلف المستويات، الأيديولوجية، والسياسية.
ومعلوم للمهتمين بأنه تم تشكيل “التحالف الدولي ضد داعش” في أيلول عام 2014. بعد اجتياح التنظيم لمدن العراق وأجزاء من سوريا وسيطرته على مساحة ارض تعادل مساحة بريطانيا. وهذا التحالف الذي تتزعمه أمريكا، يتكون من 86 دولة وكيان، منها جامعة الدول العربية، وعلى راسها الأردن ومصر والسعودية، وقطر، والامارات، وتركيا وحلف الأطلسي، والاتحاد الأوروبي، وتجمع دول الساحل والصحراء. ولا تشارك إسرائيل ولا إيران في هذا التحالف.

ويلتزم أعضاء التحالف الدولي بمواجهة تنظيم داعش على مختلف الجبهات وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته العالمية.

وبالإضافة إلى الحملة العسكرية التي ينفذها التحالف في سوريا والعراق، منذ 2014م يلتزم التحالف بما يلي:

تدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية لتنظيم داعش ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود ودعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة من داعش ومجابهة الدعاية الإعلامية للتنظيم.

أعتقد بأن ما اقترحه ماكرون يخلو من الحكمة السياسية وبُعد النظر انعكاسات هذا الاقتراح . وربما أراد إظهار نوع من التميز - كعادة الفرنسيين- عن مواقف الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية التي تسابقت في اعلان تأييدها الصارخ لإسرائيل. ولا أظنه تشاور مع الأعضاء المشاركين في التحالف الدولي ضد داعش خاصة الولايات المتحدة الامريكية زعيمة هذا التحالف، ولا الدول العربية والإسلامية مثل الأردن ومصر والسعودية وقطر وتركيا التي عبرت عن معارضة قوية للعدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة منذ بدايته في 7 أكتوبر 202م.

كما أعتقد بأن اقتراحه لتوسيع مهام التحالف الدولي ضد داعش ليشمل محاربة حركة حماس، ما هو إلا وصفة لتدمير التحالف الدولي لمحاربة داعش بشكله وكيانه وبنيته الحالية لماذا؟ لأن التحالف سيتعرض الى الانشقاق السريع -على اقل تقدير- من قبل الدول العربية والإسلامية المعارضة لعدوان إسرائيل الحالي على غزة وعلى رأسها الأردن ومصر ولبنان.

كما أن اقتراحه بتشكيل تحالف دولي واقليمي (جديد) لمكافحة الجماعات الإرهابية ومنها حماس لن يكُتب له النجاح، ببساطة لأن ليس كل دول العالم، أو دول التحالف على الأقل، تعتبر حركة حماس جماعة إرهابية. ومسالة تحديد من هي الجماعات الإرهابية على قوائم الإرهاب في العالم ليست بالسهولة التي يصورها ماكرون، وهي بالتأكيد، تفوق قدرته وامكانيته السياسية. وربما قصد منها الاستعراض السياسي على المسرح الأوروبي، وتلميع صورته الداخلية المهتزة اليوم، امام الراي العام ،واللوبي الصهيوني القوي في فرنسا، خاصة في ظل وفاة 30 شخص يحملون الجنسية الفرنسية وفقدان تسعة آخرين في عملية طوفان الأقصى .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012