أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


مواقف الأردن بعيدة عن أنصاف الحلول

بقلم : نيفين عبدالهادي
06-11-2023 07:55 AM

سياسة أردنية واضحة لكل باحث عن الحقائق بكافة القضايا، انطلاقا من ثوابته الرافضة لأنصاف الحلول، أو مداراة الحقائق، أو الوقوف خلف أصبع الواقع، وبقي على هذا النهج متشبثا في موقفه من الحرب الكارثية والمجازر المرتكبة على الأهل في غزة، معلنا موقفه، واضعا الحلول العملية، بشكل كامل.

منذ بدء الحرب على الأهل في غزة، ارتفع صوت الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بضرورة وقف هذه الحرب، التي ارتقى خلالها أكثر من تسعة آلاف شهيد، وقفها، بكلمة واضحة وعلنية وفرض هدنة إنسانية، وهو ما يجب أن يحدث وعدم ترك واقع الحال كما هو عليه الآن من جرائم ومجازر تزداد عنفا ودموية وظلما وقهرا يوما بعد يوم، موقف أردني واضح بحل متكامل، يقود لإنصاف الأهل في غزة، ويجعل من القادم مهيأ لإيصال المساعدات والمواد الإغاثية ومنحهم حياة تليق بهم وبحبّهم لوطنهم وللحياة تحديدا الأطفال منهم.

تقود عمّان بقيادة جلالة الملك حراكا دبلوماسيا هو الأكثر حضورا والأسرع خطى، والأكثر وضوحا منذ بدء الحرب على الأهل في غزة، وفي كافة المحافل وعلى كافة الأصعدة، وصولا لوقف هذه الحرب التي يقترف بها الاحتلال أبشع أشكال جرائم الحرب، وأكثرها عنفا، بحرص دائم على الحلول الكاملة البعيدة عن نصف الإجراء، والحل، بحرص على منح هذا الشعب مساحات عدل وإنسانية تُبعده عن فوّهة المدافع والطائرات التي تقصف منذ يوم الحرب الأول دون مراعاة أي مبدأ إنساني وقانوني، بل على العكس باتت مجازر يومية تنال من الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء.

بالأمس، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال اتصال هاتفي مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، من جديد على ضرورة وقف الحرب على غزة وفرض هدنة إنسانية، مجددا جلالته الدعوة لتكثيف الجهود الدولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى غزة، وأهمية دعم المنظمات الإغاثية الدولية العاملة في القطاع وعدم إعاقة عملها»، هي الثوابت الأردنية التي تؤكدها مواقف عملية تنعكس بواقع سياسي وإنساني وطبي حقيقي على أرض الحقيقة الفلسطينية، وفي تطبيقها نهاية نفق مظلم طالت ساعات البقاء فيه.

الأردن ومنذ سنوات وليس بدءا من السابع من تشرين الأول، استبق الأحداث وحذّر ووضع محددات عمل واضحة لجعل السلام هو السائد وليس الاستثناء، بدعوات واضحة لضرورة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل، ولم يحد يوما عن هذا الموقف الذي أعاد التأكيد عليه جلالة الملك أمس بـ»ضرورة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، لافتا إلى أن الحلول العسكرية والأمنية لن تجلب الاستقرار»، ولو أُخذ بهذه المواقف لما وصل الحال ليوم أصبح فيه السلام استثناءً.

ليس هذا فحسب فهناك من ما يزال يصرّ على بث سموم الكراهية والحروب وجعلها نهجه في الحياة، كالتصريحات التحريضية والاستفزازية الصادرة أمس عن أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية المتطرفة حول إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، وهو ما أدانه الأردن أمس باعتبارها دعوة للإبادة الجماعية وجريمة كراهية لا يمكن السكوت عنها، وتحريضاً مداناً على القتل وارتكاب جرائم الحرب، إلى جانب الجرائم التي تُرتكب ضد أهالي قطاع غزة، وهذا الأسلوب هو يخرق ليس فقط القوانين إنما كل مفاهيم الإنسانية، والأخلاقية، ما يجعل منها شكلا من أشكال فتيل الحروب والكراهية يزيد من نار الحروب لهيبا وخطورة.

أن نتحدث عن رسالة الأردن الداعية للسلام، يجب أن يكون نهج عمل للعالم كافة، وأن يكون القادم يحمل تفاصيلها، فالمضي بدرب تلغّمه مفردات الحرب، والمضي بمجازر الاحتلال على الأهل في غزة، التي ستبقي العالم بأسره بعيدا كل البعد عن الاستقرار والسلام.

الدستور




التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012