أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024


إبادة ثم تهجير حد التطهير

بقلم : ابراهيم عبدالمجيد القيسي
03-12-2023 03:10 PM

لو قال أحدهم: خذوا كل فلسطين، ولا تسمحوا لفلسطيني واحد البقاء فيها، لغضب الجميع منه، ولو أضاف: لكن نريد ضمانات بأن الأمر سينتهي عند فلسطين، فسيفهم عندئذ المعنى.
هذه هي الحقيقة التي تسعى لتحقيقها الحركة الشيطانية الصهيونية، وإن لم تجد «مقاومة قوية مكلفة»، سوف تستمر بالتوسع والسيطرة على العالم، وحتى على الكواكب الأخرى، إن ثمة فيها ما يستحق السيطرة، فكل المطلوب بالنسبة لاستمرار هذه الحركة فزاعة، ترهب الآخرين بها، وإن لم تجدها ستصنعها، ليتحول كل من لا علاقة له بالأخلاق لخدمتها، وقد أيقن الجميع اليوم وبشكل واضح، بأن الصهيونية تحكم العالم، وسوف تمضي في حكمها الشيطاني وتتوسع حتى «نهاية العالم»، وذلك في حال لم تجد المقاومة الكفيلة بوقف الزحف، والبحث عن مزيد من التمكين لنظامها المتوحش..
السؤال الذي أصبح بالنسبة لهذه الأحداث، صغيرا، وإجابته صغيرة، متعلق بالجولة الحالية من حرب الإبادة التي تشنها الصهيونية بقيادة «أمريكا» وبدعم كامل منها، وهو: ما شكل القضية الفلسطينية والقضية العربية والقضية الإسلامية، وأيضا حقوق الإنسان، والعدالة الدولية.. كيف سيكون شكلها لو تم «محو او سحق» المقاومة الفلسطينية، وتم تهجير سكان غزة؟!.. لا أحد يفكر في ذلك اليوم، وهو الذي بدأ يلوح بالأفق، فكل المعنيين أعني أصحاب القضايا المذكورة، وعلى الرغم من علمهم بأن الصهيونية العالمية قررت الانتقال لمرحلة جديدة، على درجة من الوحشية شديدة الوضوح، ويعلمون تماما بأنها ستنتقل إليها بسهولة، إلا أنهم لا يشغلهم موضوع صدّها، بقدر ما يفكرون بأدوار «تآمرية» مناسبة للمرحلة القادمة، يبيعون فيها ما يمكنهم، اعتقادا منهم بأنهم في مأمن من الجهات المتصارعة، أعني الصهيونية والشعوب البائسة التي باتت مقتنعة بأنها الضحية المغدورة، التي يتاجر ويستثمر فيها كل الكبار وسماسرتهم.
بالأمس كنا نكتب ونحاول التحذير من خطر «السوشال والميديا»، التي سيطرت على الضعفاء الأغبياء، وأقنعتهم بأنهم «سادة الكون ومحور دورانه»، ما داموا يرسمون ويجودون بصديد البلاهة في تطبيقات الانترنت، واليوم نكتشف بان الظاهرة عالمية، والجميع يكتفون بالشاشات، يكتبون لأنفسهم، ويرسمون، وينسخون روابط الكترونية، وباتوا اليوم يعلمون يقينا بأن لا أحد في العالم يشاهد أو يقرأ او يستمع لما يفعلون، ومع ذلك فما زالت بطولاتهم شاشة تكرس غباءهم وقلة حيلتهم، وعزلتهم، بينما يعلمون بأن أبشع الجرائم التي عرفتها البشرية، تحدث على مدار الساعة، وبتآمر ودعم من كل حكومات العالم وشركاته، ومنظماته الدولية، وأن الجرائم تشملهم اليوم جزئيا، وغدا سيكونون هم الضحية «الفُرجة»، التي سيتابع العالم صرخاتها وآلامها ويستنشق رائحة احتراقها.
الذي لم يدرك بعد بأنه ضحية مؤكدة لهذه الجرائم، فوجوده على الكوكب عبث، واحتسابه ضمن البشر خطأ فادح.
لن ينجو بشري واحد ويمكنه القول بأنه بشري، فلا مكان في العالم الجديد سوى للأسياد المتوحشين والعبيد البلهاء الذين تنحدر منزلتهم عن منزلة الحيوانات.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012