أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


الملك من مؤتمر المناخ .. مـقــاربـــة الـمـنـــاخ بـغزة

بقلم : نيفين عبدالهادي
05-12-2023 09:01 AM

مقاربة هامة وعبقرية، تحدث بها جلالة الملك في كلمته في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28 المنعقد بدولة الإمارات العربية المتحدة، ما بين المناخ والتغير المناخي وبين الأحداث المأساوية في قطاع غزة، وما يواجهه الفلسطينيون من اعتداءات وانتهاكات تطال حياتهم، بتأكيد من جلالته «أنه لا يمكن الحديث عن التغير المناخي بمعزل عن المآسي الإنسانية التي نراها حولنا، مشيرا إلى ما يواجهه الفلسطينيون من تهديد مباشر يطال حياتهم»، فاليوم لم يعد هناك فاصل ما بين أي حدث أو ملف بعيدا عن ما يشهد الأهل في غزة والضفة الغربية.

وضع جلالة الملك على منبر مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28 الذي شارك به قادة دول عربية وأجنبية ومنظمات أممية، القضية الفلسطينية، ناهيك عن أهمية اللقاءات التي عقدها جلالة الملك على هامش المؤتمر، بتأكيد من جلالته (أن السكان في غزة يعيشون على كميات ضئيلة من المياه النظيفة والحد الأدنى من الغذاء، وتزيد التهديدات المناخية من فظاعة مآسي الحرب على القطاع)، فهي الحقيقة التي يغفلها العالم وهو يبحث ويناقش ملف المناخ، متناسيا وجود جرائم بيئية ومناخية تشهدها فلسطين وغزة، دون الأخذ بها على محمل المتابعة، والرصد والعلاج، فهي الحقيقية التي حضرت بوضوح من جلالة الملك.

وفي رسائل من جلالة الملك هامة، وواضحة «شدد جلالته على ضرورة أن يشمل التعامل مع تحديات المناخ الفئات الأكثر هشاشة، لافتا إلى الفلسطينيين الذين تأثروا بشكل كبير بالحرب على غزة، والمجتمعات التي تعاني من الأزمات والفقر حول العالم، والعائلات اللاجئة والمجتمعات المستضيفة بمنطقتنا والعالم»، هي رسائل يختصرها جلالة الملك في الأخذ بها على محمل التطبيق سيتم تغيير بوصلة العالم بأسره فيما يخص قضايا المناخ، لجهة حلّها، ذلك أن هذه القضايا تحتاج أيضا عدالة، ولا بد من النظر في حال البحث عن حلول لمجمل المشاهد لا يستثنى منها أحد، مع التركيز على أن الفلسطينيين تأثروا بالحرب على غزة، حتى في المناخ، وإذا ما بحث العالم عن تجاوز إشكاليات التغير المناخي، أن لا يسقط من بحثه وحلوله جغرافيا فلسطين التي تعرضت لمجازر مناخية كما تعرضت لمجازر أخرى طالت البشر والحجر.

وبمزيد من المقاربات الهامة، قال جلالته «وفي غزة، حيث يعيش السكان على كميات ضئيلة من المياه النظيفة والحد الأدنى من الغذاء، تزيد التهديدات المناخية من فظاعة مآسي الحرب»، هي الحقيقة كاملة تزيد التهديدات المناخية من فظاعة مآسي الحرب، وفي وضع حد للحرب يكون الحل للتهديدات المناخية، وفي التشخيص الواضح عبقرية الحل، دون ذلك ستبقى هذه التهديدات متواجدة، بل على العكس تزداد كرة ثلجها تضخما، والبحث عن الحلول بعين واحدة ترى نصف الحقيقة حتما لن يقود مطلقا للخروج بحلول عملية، وحقيقية، وفي مثل هذه التهديدات والمشاكل العالمية لا مجال بها لأنصاف الحلول، فالحقيقة يجب أن ترى بشكل كامل لتكون الحلول كاملة.

وفي كلمات حاسمة، قال جلالته (كما لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، بينما الدمار الهائل الناجم عن حرب قاسية في غزة يهدد المزيد من الضحايا ويعيق التقدم نحو مستقبل أفضل للعالم، فالأجيال الحالية والقادمة ستقوم بمحاسبتنا)، بتأكيد من جلالته على إبقاء الحرب على الأهل في غزة أولوية، تفرض نفسها على كافة الملفات والقضايا وإن رأى البعض أنها بمعزل عن تفاصيل المرحلة، فهي تغييب للحقائق كاملة، وبالتالي تغييب كامل للحلول.

المناخ ليس بمعزل عن ما يحدث في غزة من مجازر وحرب إبادة، وجرائم حرب، وهناك ضرورة تفرض نفسها على الملف برمّته في حال تقرر الخروج بحلول عملية للتغير المناخي، بان يؤخذ بعين الاهتمام هذه الحرب، التي أحدثت مجازر مناخية، رؤيتها واضحة، وحلولها ضرورة.


الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012