أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق خبير عسكري : الهندسة العكسية إستراتيجية المقاومة لاستخدام ذخيرة الاحتلال ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح مسؤولون إسرائيليون:نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائيل مصرع 3 جنود صهاينة واصابة آخرين بكمين في غزة بلينكن سيزور الأردن بعد السعودية الأوقاف: استخدام تأشيرات غير مخصصة للحج إجراء غير قانوني 5 وفيات و 33 إصابة بإعصار قوي ضرب جنوب الصين 825 ألف دينار قروض لاستغلال الأراضي الزراعية 1749 عقد عمل للإناث ضمن البرنامج الوطني للتشغيل المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية محمد عبده يوقف أنشطته الفنية لأجل غير مسمى واشنطن: الرصيف العائم قبالة غزة يجهز خلال أسبوعين أو ثلاثة الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية أوكرانيا: الوضع يتدهور والجيش الروسي يحقق "نجاحات تكتيكية"
بحث
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


طوفان الأقصى نهاية الولايات الــمـــتحــــدة

بقلم : اسماعيل الشريف
31-12-2023 08:06 AM

«مَنْ سَلَّ سَيفَ البَغْي.. قُتِلَ بِهِ»، علي بن أبي طالب.
لن تذهب دماء أطفال غزة هدرًا، بل ستطال كل المجرمين والمتواطئين والمتخاذلين، وستكون عليهم وبالاً. وسيكون من ضمن نتائج الإبادة الجماعية والمجزرة التي تحدث في غزة، التسريع في أفول الإمبريالية الأمريكية!
فالعالم بعد طوفان الأقصى لن يكون كما كان قبله.
تقوم الإمبراطورية الأمريكية على ثلاثة أعمدة: العسكري والاقتصادي والثقافي، وهذه الأعمدة الثلاثة على وشك الانهيار.
عسكريًّا، خسرت الولايات المتحدة حربها بالوكالة مع روسيا، وهي حرب دولة مقابل دولة، دبابة مقابل دبابة، وصاروخ مقابل صاروخ، ومدفعية مقابل مدفعية، وتُضاف هذه الخسارة إلى حروب الولايات المتحدة في المدن في أفغانستان وغزة.
وبعد أن أرسلت عتادها وسلاحها لأوكرانيا والصهاينة وانشغلت ماكنتها العسكرية في هاتين الحربين وفي قتل الأطفال، فقد أفسحت المجال لقوى عسكرية لتنافسها، هي روسيا والصين وإيران، صحيح أنها رفعت ميزانيتها العسكرية لعام 2024 لتصبح 884 مليار دولار، وهي الأعلى في تاريخها، ولكن أثبتت حروب الولايات المتحدة أن هذا الإنفاق العسكري يخدم طبقة رقيقة جدًّا هي المجمع العسكري الأمريكي على حساب مستوى رفاهية الشعب.
وتحدت اليمن -إحدى أفقر الدول وأكثرها معاناةً- الولايات المتحدة، وقطعت الطريق أمام السفن المتوجهة للكيان، قد تقصف الولايات المتحدة اليمن، ولكنها لن تستطيع إيقاف الصواريخ على الآبار النفطية أو السفن في البحر الأحمر. ولأول مرة يقول الرئيس الصيني للرئيس الأمريكي بأن الصين ستتحد مع تايوان، ولاحظنا أن أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يتصرفون بعيدًا عنها.
واقتصاديًّا، تفوقت الصين على الولايات المتحدة، فنشرت صحيفة الفايناشال تايمز قبل شهر تقريرًا قالت فيه: تُظهر بيانات صندوق النقد الدولي أن الناتج الإجمالي الصيني قد تجاوز نظيره الأمريكي بنسبة 22%، وأن إنتاج الصين من الكهرباء قد تفوق على الأمريكي منذ عام 2010.
لقد حدث انهيار اقتصادي في الولايات المتحدة عام 2008، ولم يتعافَ بعد، وانهار أكثر من بنك في العام الماضي، وطبعت الولايات المتحدة تريليونات الدولارات لمواجهة أزمة كورونا، وتشهد تراجعًا كبيرًا في التعليم والصحة والإسكان، وزادت نسبة الفقر بشكل ملحوظ.
ما يحميهم من الانهيار الاقتصادي هو قوة الدولار الذي ما زال الطلب عليه مرتفعًا وتخزنه البنوك المركزية، وهو الأكثر تداولاً في التجارة العالمية، لا سيما النفط الذي يسعر به، ولكنه يشهد تراجعًا كبيرًا كاحتياطي عملات في البنوك المركزية، وقد كتبت بالتفصيل عن ذلك في مقالات سابقة.
أما ثقافيًّا، فقد احتكرت الولايات المتحدة السردية، وقدمت نفسها على أنها الخير الذي يحارب الشر؛ فقامت أولاً بتقديم الهنود الحمر على أنهم متوحشون أشرار، حاربوا «الكاوبوي» الذي مثل الخير والحضارة، ثم شيطنوا جميع أعدائهم، فقدموا صورة نمطية قبيحة عن المسلمين قبيل غزوهم لأفغانستان، وأقنعوا شعوبهم بعدالة حربهم ضد صدام، وبمساعدة الشعب الليبي المسكين في تغيير القذافي... ولكن تبين أن جميع حروب الولايات المتحدة كانت وبالاً على الشعوب.
وقدموا الحلم الأمريكي، ولكنه أصبح كابوسًا، فالمواطن الأمريكي قد طحنته الرأسمالية وجعلته مدينًا طيلة حياته خدمة لطبقة صغيرة تتحكم في البلاد والعباد.
ولم يعد الإعلام حكرًا على الولايات المتحدة، فالإعلام البديل كسر احتكار السردية الأمريكية؛ فقناة «الجزيرة» مثلاً أصبحت من أعلى القنوات مشاهدةً، وتطبيق «تيك توك» الصيني هو الأكثر تداولاً بين الشباب، وتطبيق «التيليغرام» الروسي هو المصدر الموثوق لأخبار حرب الإبادة في غزة.
فدعايتهم المبنية على أنهم الأخيار والعدو هو الشرير قد تصدّعت، فما بقي من سمعة الولايات المتحدة والقيم التي تتغنى بها قد دفنت تحت رمال غزة، فلا يمكنك أن تقتل الأطفال والنساء وتبقى من الأخيار!
سجل التاريخ أن العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 كان المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية البريطانية، وسيكتب لاحقًا أن اليمنيين قد وضعوا مسمارًا في نعش الإمبريالية الأمريكية، وأن أفغانستان كانت مقبرة لأمريكا، وأوكرانيا شاهدة القبر، وأن فتى فلسطينيًا «شعره كيرلي وأبيضاني وحلو» يقف شامخًا على القبر يرفع إشارة النصر!

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012