أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 أيار/مايو 2024
الأحد , 19 أيار/مايو 2024


مع الشروق .. نصر الله والتصعيد

بقلم : كمال بالهادي
19-02-2024 07:32 AM

مع الشروق .. نصر الله والتصعيد
عاد زعيم حزب الله حسن نصر الله الى تهديد الكيان المحتل بأن الدم سيكون مقابله الدم، في خطاب جديد معتبرا أنّ الحزب في مواجهة كبرى مع الكيان، و أنّ هزيمة حماس ليس في مصلحة لبنان.
حسن نصر الله قال إنّ 'صراخ مستوطني الشمال يرتفع يوما بعد يوم، والمقاومة ازدادت حضورا في الجبهة، والرد سيكون بتصعيد العمليات العسكرية في الجبهة، وعلى العدو أن ينتظر ذلك'.
وتابع قائلا: “قتلك لنسائنا وأطفالنا سيزيدنا إيمانا وقوة وحضورا في الجبهة كما حصل من استهداف كريات شمونة، وهذا رد أولي”. وأكمل: “نساؤنا وأطفالنا الذين قتلوا سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماء. لن أحدد ولن أفصل بل نتركها للميدان. هذه الدماء سيكون ثمنها دماء”.
و يبدو ان تواتر خطابات نصر الله في الأيام الأخيرة يحمل في طياته 'شفرة' التصعيد العسكري ضد الاحتلال. و ذلك بتصعيد العمليات النوعية التي تستهدف القواعد العسكرية
و المستوطنات التي باتت شبه خالية في شمال فلسطين.
نصر الله يدرك أن انتصار الكيان في معركة غزة معناه أنّ الحرب على لبنان قادمة و ربما تصفية الحزب قد وضعت على طاولة الأعداء في المنطقة وفي حلف الناتو الداعم للكيان المحتل. وربما استشعر نصر الله أن معركة رفح ستكون هي نقطة التحوّل الاستراتيجي لا فقط في فلسطين بل في لبنان و المنطقة.
ولما كان نصر الله قد التزم في خطابه الأول بعد حدث السابع من أكتوبر أن هزيمة غزة هي خط أحمر، فذلك يعني أنّه الآن يتحرّك لمنع هذه الهزيمة من خلال الضغط على الكيان المحتل و تشتيت جهده العسكري حتى لا يظل منفردا بالقطاع المقاوم.
إن تصعيد حزب الله و انخراطه في المعركة بصفة أقوى وهو القوة العسكرية الأضخم في محور المقاومة، يعني أنّ هناك ضوءا أخضر من الدول الداعمة للحزب لتصعيد المعركة، وخاصة من سوريا و إيران المشتركتين في محور المقاومة.
الدم بالدم، هي قاعدة الاشتباك المستقبلي بين الحزب و الكيان الصهيوني، وكلما ارتفعت وتيرة الصراع سيكون هناك نهر من الدماء ولكن هذه المرة سيدفع العدو نصيبه من الدماء و من الأشلاء التي ظل يمزقها في قطاع غزة على مدى خمسة اشهر.
ولكن علينا أن نتساءل ألم يضع الحزب الكثير من الوقت، بتحرّكه في هذا التوقيت؟ او لم يكن من الأنسب لو تحركت المقاومة اللبنانية بطريقة اكثر قوة منذ الأيام الأولى للمواجهة في غزة، عندما كانت المقاومة في قمة زخمها و التأييد الشعبي لا حدود له؟
نعتقد أن الحزب لو تحرك من البداية بكل قوة لما كانت غزة قد سالت دماؤها بمثل ما سالت به و الحزب يقتصر على 'المشاغلة'، ونعتقد أيضا ان الوقت ربما قد فات لإيلام العدو بمثل ما آلم به أهل غزة. ولكن يبقى الأمل قائما في تلك الكلمة السحرية ' من كريات شمونة إلى إيلات'. فلا شبر في فلسطين المحتلة الان سيظلّ آمنا.

افتتاحية الشروق التونسية
كمال بالهادي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012