أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


هل تحمل حرب غزة انفراجات في ملفات إقليمية؟!

بقلم : مأمون المساد
02-03-2024 11:05 PM

على الرغم من ألم الواقع على الأرض في الحرب الإسرائيلية على غزة منذ نحو خمسة أشهر، و مع حصيلة القتل والجرح والدمار الوحشية ودعوات الكيان الاسرائيلي المحتل إلى تهجير جديد مع تشديد التجويع والحصار ، فإن ملفات اقليمية طالت حالة الانسداد فيها قد تشهد انفراجات طويلة ، لا أقول على حساب المعاناة الفلسطينية ولكن الحرب تدفع أطرافها اتخاذ مسارات تتنازل بها حينا عن مصالحها، وتبحث عن مخارج للانفاق التي كنا نحسبها مغلقة بلا مخارج، والتحليل يبنى على معطيات الواقع .
الملف الأول:- القوات الأمريكية في العراق
المطالبات بإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق ليست جديدة. الا انه و منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول الماضي، تعرضت القوات الأميركية والعاملون الدبلوماسيون في العراق وسوريا لهجوم ما يقرب من 180 مرة من قبل المجموعات المدعومة من إيران والتي تضم قوات الحشد الشعبي. وظلت الإدارة الأمريكية تمارس سياسة ضبط النفس، حتى 2 شباط الماضي حيث ضربت القوات الأميركية 85 هدفًا في العراق وسوريا، بما في ذلك قاعدتين للمجموعات في محافظة الأنبار العراقية. وفي 5 شباط، اغتالت زعيماً بارزاً في كتائب حزب الله في هجوم بطائرة مسيّرة في وسط مدينة بغداد، وبعد ذلك عمدت الولايات المتحدة إلى إعادة التفكير الاستراتيجي في وجودها في شمال العراق قبل الانتخابات الامريكية في تشرين الثاني انطلاقا من مجموعة أهداف تريدها واشنطن في مقدمتها :-ان القوات الامريكية وقواعدها قد أصبحت أهدافا مناسبة للميليشيات الموالية لإيران لشن هجمات عليها، بالاضافة الى ان شبح حرب أكثر اتساعا بين الولايات المتحدة وإيران، يجعل من هذا الوجود الأميركي أكثر خطورة.
الملف الثاني :- انتخابات الرئاسة اللبنانية
إذ يدرك السياسيون اللبنانيون على اختلاف انتمائتهم الحزبية مع اللجنة الخماسية أن وقائع الحرب على غزة غير منفصلة عن الوضع في لبنان ولابد من الإسراع في الخروج من نفق الازمة الرئاسية في ظل الحديث عن وضع صياغة جديدة في المنطقة وذلك يتطلب جلوس رئيس لبناني إلى طاولة المفاوضات، لحفظ مقعد لبنان ودوره في ظل ارتفاع منسوب المساعي الدولية بحثاً عن تسوية أو صيغ جديدة في المنطقة، انطلاقاً من وضع حد للحرب الدائرة في قطاع غزة، وبالتالي ولسان حالهم انه لا مصلحة لنا بتغييب لبنان باستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، وهذا لابد أن يشكل حافزاً لانتخاب الرئيس، وثمة أطراف اساسية مثل طهران تدرك أن استقرار لبنان والحفاظ على التهدئة النسبية يسهم في التصدي للاطماع الإسرائيلية، وهذا يتطلب انتخاب رئيس جديد ، وهذا وارد في القريب العاجل بعد تطورات المشهد وتوجيه إسرائيل إلى ضربتين لأول مرة منذ عملية طوفان الاقصى في السابع من تشرين اول /اكتوبر الماضي إلى البقاع .
الملف الثالث :- إصلاح السلطة الوطنية الفلسطينية .
فرضت الحرب على غزة نفسها على الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بعد خمسة أشهر من الحرب، ومرحلة البحث الدولية في اليوم التالي للحرب البدء في مرحلة البحث والتقييم لشخصية فلسطينية تكنوقراطية تقود المشهد في الضفة وغزة وقد جاءت استقالة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية دلالة واضحة أن السلطة والمنظمة يخوضان صراع البقاء والابقاء على وجودهما داخل الأراضي الفلسطينية، والبحث في مصالحة تجمع اغلب الفصائل الفلسطينية في مظلة واحدة تستطيع الحديث مع المجتمع الدولي بداية، والكيان الإسرائيلي تاليا، لإدارة قطاع غزة وإعادة بنائه على نحو يستطيع الغزيين استعادة حياتهم بالحدود الدنيا التي يأملونها.
نكرر أن ما قبل 7 تشرين الأول ليس كما بعده، والايام ستكشف مسارات جديدة في الساحة الفلسطينية والاقليمية، ذكرت 3 منها، وربما في مقالة أخرى افصل في ملفات أخرى، وكل ذلك ينبغي التحضير له والاستعداد من كل الاطراف لكل المتغيرات .

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012