أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 أيار/مايو 2024
الخميس , 16 أيار/مايو 2024


قلق أردني من خلايا موالية للنظام السوري قد تقوم بأعمال تخريبية أو اغتيالات داخل المملكة

08-07-2012 12:37 PM
كل الاردن -

تؤكد الحوارات داخل مطبخ القرار الأردني، حجم القلق الذي يساور المملكة من إمكانية تغلغل بعض الخلايا الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد داخل المدن الأردنية، وما قد يسببه هذا السيناريو من أعمال تخريبية ضد منشآت حساسة أو اغتيال شخصيات أردنية وسورية، رداً على استقبال المملكة لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين.

لكن تلك الحوارات تجيب عن الدور الذي يمكن أن تلعبه عمان خلال الفترة المقبلة حيال الملف السوري، حتى لو كان ذلك الدور خفياً.

ويكشف مقربون من مراكز القرار تحدثوا لـ 'الحياة'، أن الأردن بدا متخوفاً من تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين عبر المطارات الأردنية، قادمين من عدة دول.

وقد غلف هذا التخوف سيناريو آخر، يرى أن بين اللاجئين أشخاصاً يتبعون للنظام السوري، مهمتهم الرئيسية 'تأمين الدعم لخلايا نائمة أسندت لها بعض المهام لتعكير صفو البلاد'.

وكان مواطنون سوريون عالقون في مطار الملكة علياء الدولي بعمان اشتكوا أخيراً، من إقدام السلطات الأردنية على منعهم من دخول المملكة، ودعوتهم إلى العودة من حيث أتوا.

لكن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة يقول إن 'هناك بعض الحالات الفردية تم التدقيق فيها إما في المطار أو من خلال الحدود البرية، ومن وجهة نظر أمنية كان القرار بعدم السماح لهم بالدخول'.

وتؤكد مصادر رسمية لـ 'الحياة'، أن ما يعرف داخل أجهزة الدولة بـ 'الخلية الأمنية الاستراتيجية' التي تضم مسؤولين كبار من مؤسسة الأمن، 'تمكنت أخيراً من ضبط بعض الأشخاص المندسين بين تجمعات اللاجئين في مناطق الشمال، من أجل القيام بأعمال تخريبية'.

وأوضحت المصادر أن أجهزة الأمن المعنية 'ضبطت عناصر ادعت أنها من الجيش الحر، لكن التحقيقات أظهرت أنها عناصر مدسوسة من قبل النظام السوري، مهمتها ملاحقة عشرات المنشقين عن الجيش الذين فروا إلى الأردن'.

وبحسب المصادر، فقد ألقي القبض على عشرات السوريين المشتبه في تحركاتهم وتمت إعادتهم إلى الجانب السوري، بعد إخضاعهم لتحقيقات مكثفة.

هذه الأنباء أكدها عضو المجلس الوطني السوري المعارض عبد السلام البيطار، الذي قال لـ 'الحياة' إن الأردن 'يتخوف من حدوث عمليات انتقامية، تنفذها مجموعات تابعة للأمن السوري'. وأضاف: 'وصلتنا معلومات تفيد بأن الأردن أعاد بعض العناصر المشبوهة إلى الجانب السوري'.

وقد أحبطت أجهزة الأمن الأردنية في وقت سابق محاولات لتهريب أسلحة من داخل سورية للأردن، حيث برزت هذه القضية بعد وفاة شاب أردني في سجن تابع للأمن العسكري اعتقل مع سوريين حاولوا تهريب أسلحة من سورية للأردن.

وبرأي الباحث والمحلل السياسي ماهر أبو طير، فإن للسفارة السورية في عمان 'نشاطاً أمنياً متواصلاً'. ويقول إن هذه السفارة 'تقوم بجمع المعلومات الخاصة بالأردن، وتترصد السوريين الهاربين من بلادهم'. ويضيف: 'أغلب السفراء الذين يأتون إلى الأردن من دمشق هم من المؤسسة الأمنية السورية'.

وينقل أبو طير معلومات عن بعض الجهات الرسمية التي يصفها بالمطلعة على أدق التفاصيل، تقول إن الاستخبارات السورية 'وضعت خطة للعمل في دول معينة أبرزها لبنان والأردن وقطر وتركيا، كما أرسلت خلايا كثيرة إلى دول متعددة تمهيداً لمرحلة محددة'.

ويكشف وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، المتحدث باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة لـ 'الحياة'، ما أسماه 'قلقاً أمنياً أردنياً' في ظل استمرار نزوح السوريين إلى المملكة. ويقول: 'من الطبيعي أن نوفر الحماية لمواطنينا ولعشرات الآلاف من الأشقاء السوريين الذين لجأوا إلينا'.

وينفي المعايطة وجود قرار سياسي بمنع اللجوء السوري إلى الأردن، لكنه يؤكد 'أحقية المملكة باتخاذ كافة الإجراءات، للحفاظ على أمن واستقرار البلاد'.

إلى ذلك، ترددت مزاعم عن سيناريو أميركي جديد تم عرضه مؤخراً على مسؤولين أردنيين، يتضمن 'تبني دور خفي مناهض لنظام الأسد، وذلك على غرار الموقف الذي تبناه مطبخ القرار الأردني من الحرب على العراق عام 2003'.

ويقول الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية محمد أبو رمان، إن الأردن 'يرفض أن يكون رأس الحربة في مواجهة النظام السوري (...)'.

ويضيف أن سورية 'تمثل المخرج الرئيسي للأزمة الاقتصادية التي تمر بها المملكة'.

الأردن الرسمي ينفي بشدة وجود مخططات عسكرية تجاه سورية انطلاقاً من أراضيه. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أكد خلال زيارته الأخيرة لبريطانيا، ضرورة إيجاد مخرج سياسي لإنهاء الأزمة السورية.


الحياة اللندنية

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-07-2012 12:41 PM

اقول اكلت يوم اكل الثور الابيض الله يرحم صدام العرب

2) تعليق بواسطة :
08-07-2012 12:49 PM

القياده السوريه مش بحاجه لا لخلايه نايمه ولا لخلايه صاحيه .. عقابها لكل دولة من دول العربان المتصهينه التي وقفت بالخندق الصهيوني الامريكي الاردوغاني العرعوري هو بالصواريخ واذا تطلب الامر زيادة العيار بدخلوا قواتهم وبعملوا مناطق عازله ورح ورح تكون لبنان اولا ومن ثم خويتها في المؤامره ..
المولد ونفض الارهابيين الوهابيين ومجرمين القاعده واخوان التعاريص بسوريا والخون والعملاء قتلوا شر تقتيل فلخا ثم قتلا مافي رحمه الكل لكل من شارك في الحرب على سوريا ..

3) تعليق بواسطة :
08-07-2012 12:52 PM

احنا الاردنيين اخيرااااا بتوقع بروسنا كل المصايب وقبل هيك بكونوا اصحاب القرار اقليات بدفعوا بالاردن للهاويه ولكما توقع المصائب تقع على راس الاردنيين ..والدلائل موجوده قبل اقل من نصف قرن

4) تعليق بواسطة :
08-07-2012 02:02 PM

شكرا للملاحظة

5) تعليق بواسطة :
08-07-2012 03:33 PM

المقال مهم جداً وأهم ما فيه الفقرتين التاليتين وهما : -

أولاً : - وبرأي الباحث والمحلل السياسي ماهر أبو طير، فإن للسفارة السورية في عمان 'نشاطاً أمنياً متواصلاً'. ويقول إن هذه السفارة 'تقوم بجمع المعلومات الخاصة بالأردن، وتترصد السوريين الهاربين من بلادهم'. ويضيف: 'أغلب السفراء الذين يأتون إلى الأردن من دمشق هم من المؤسسة الأمنية السورية',,,,
وأقول وبحكم عملي السابق إنّ هذا الكلام صحيح ودقيق 100% , فالسفارات السورية لا تُعيّن في سفاراتها سواء كانوا سفراء أوموظفين دبلوماسيين أو محليين إلاّ من المؤسسة الإستخباراتية أو المخابراتية أو الأمنية بشكل عام والبعثية بشكل خاص - أمـّا لماذا البعثية فحتى تشمل أبناء البلد الذي تتواجد فيه السفارة مع أن أعداد العاملين منهم في هذه الحالة قليل جداً - وإنْ لم يكونوا كذلك فيجري إخضاعهم لدورات أمنية مكثفة , ومن جهة أُخرى يتم إلصاق أحد الأمنيين المحترفين ليكون مرافقاً للدبلوماسي كظله وليحسب عليه أنفاسه ويعد حركاته ,,,
وحدث أنْ كُنتُ في منصف الثمانينيات وبحكم العمل ضيفاً على مستشارٍ في السفارة السورية في عمان وفي مكتبه , وما كاد الرجل يُرحب بي حتى دخل مكتبه ثلاثة من الرجال قدمهم لي كدبلوماسيين وبرتب مختلفة , ولما سألته عن مسألتي تلعثم و تغيرت لهجته وأجاب على سؤالي بحِدة قائلاً إنّ ما طلبتُه منه يحتاج الى دراسة قانونية وإدارية ومراسلاتٍ قد تطول ولا تقصُر - على عكس ما وعدني به هاتفياً - وأصر على وداعي بنفسه وقبل الباب بخطوات إعتذر قائلاً : أخي محمد الجماعة من المخابرات ,,,,
وأُقسم بالله على ذلك أيماناً مُغلظة ومسؤولاً عنها أمام ربِّ العالمين ,,
وبعد عدة أشهر اتصلت به من باب المجاملة فقال لي : لقد تم نقلي للقسم الثقافي !!
أمـّا لماذا سردتُ تلك الواقعة فلتأكيد طبيعة العمل الأمني الإستخباري والمخابراتي للسفارات السورية في كل دول العالم
وللحقيقة يجب القول أنّ سفاراتٍ عربية أُخرى تتبع هذا النظام , وبصرامة أيضاً وهي المصرية والعراقية ,,, وكذلك الإيرانية

وسيخرج عليّ من يقول : وماذا عن السي آي أي ؟؟ وماذا عن الموساد ؟؟ فأقول ذلك صحيح ومؤكد كذلك وبنفس النسبة المئوية أعـلاه , ولكن تلك ليست دولاً عربية تخترق أمن دولةٍ عربية شقيقة وجارة

وثانياً : - إن الاستخبارات السورية وضعت خطة للعمل في دول معينة أبرزها لبنان والأردن وقطر وتركيا، كما أرسلت خلايا كثيرة إلى دول متعددة تمهيداً لمرحلة محددة
وهذه الفقرة الواردة في المقال صحيحة أيضاً ومؤكدة 100% كذلك , , , ولاشك لد ي بأنّ أجهزتنا الأمنية تعي ذلك وتراقبه عن كثب , بل واتمنى عليها أنْ تكون قد اخترقته وأحاطت به فالعمل الإستخباري يتطلب من أجل الدفاع عن أمن الوطن والمواطن استخدام كل الوسائل والتدابير الإحترازية كالتغلغل والإختراق وزرع العناصر ,
فيا أمننا الأمين ,, سيروا على بركة الله فأنتم العين الساهرة وثقتنا بكم لا حدَّ لهـا

أمـّا لصاحب تعليق رقم 2 فلا أقول إلاّ : إتقي الله يا رجل ولا تسمح لإنتمائك أنْ يُفقدك صوابك ,, ويا ليتك لم تستعمل تلك الكلمة النابية في تعليقك فلعلها وردت بسبب الإنفعال ,,
وملفتاً نظرك الى أنني لستُ إخوانياً ولن أكون , بل أقف على الطرف الآخر والبعيد في المعادلة السياسية والعقدية منهم

6) تعليق بواسطة :
08-07-2012 04:03 PM

واضح من خلال نشاط وتحركات بعض الاشخاص الاردنيين المؤيدين لنظام الاسد في الحوارات التلفزيونية والاعتصامات،، فنجد بعضهم يؤيد الاسد في قتل الابرياء وبنفس الوقت يشارك في اثارة الفوضى في البلاد من خلال التحريض على الحكومة بمختلف وشتى الطرق.

7) تعليق بواسطة :
08-07-2012 04:51 PM

صدقت يا أخي العزيز ,
والأدهى أنـّه يبيعنا وطنيات وعنتريات
والمصيبة الأعظم أنـّه لا يقبل الرأي الآخر أبداً
والجريمة الكبرى أنّ قنوات أُردنية خاصة بعينها تعطيه المساحات العريضة لفرد العضلات والإستعراض

وأقصد ما حدث في إحدى القنوات : فعندما أتصل أحد المشاركين قائلاً : إنّ الضيف معروفٌ بمواقفه المؤيدة للنظام السوري , و,,, فقطع عليه مُقدم البرنامج الإتصال قائلاً له : هذا مو موضوعنا !!تماماًى على طريقة فيصل القاسم
والغريب والمستهجن أنّ هذا المؤيدللنظام السوري الذي يقتل الاف الأبرياء السوريين وبشكل يومي لا يتورع في عقد المقابلات النارية لإدانة ضرب ناشط أردني في إحدى الحراكات ولو جاء الضرب عن طريق الخطأ

8) تعليق بواسطة :
08-07-2012 05:15 PM

الخوف والقلق الاردني مشروع..يراودني احساس ان الاردن في البؤرة حتى واكثر من سوريا..واذا لم يكن قبلها فبعدها..القوى الدولية الفاعلة ومعها معظم ان لم يكن 99 بالمئة من النظم والدول العربية تريد تهيئة الظروف وايجاد ترتيبات جديدة في الاردن عنوانها حصر التطلعات السياسية والاقتصادية الفلسطينينة على اراضيه..

9) تعليق بواسطة :
08-07-2012 05:54 PM

" المقروص بخاف من جرة الحبل"
مثل ينطبق على النظام واجهزته الامنية فلولا هم منخرطين بالمخطط ضد سوريا لما شعروا بهذا الشعور والخوف، العراق قدم لنا نفطه مجانا واغدق علينا مئات الملايين بدون مقابل وطعناه في الظهر
وادخلنا جيوش المغول الامريكية لبغداد
من اراضي العشائر الاردنية.
وحين ارسل لنا العدو الصهيوني مياه المجاري ليشرب اهل عمان حسب معاهدة
الذل والاذعان لم نجد الا دمشق تمدنا بمياه الشرب في حينه او في كل مواسم الجفاف السابقة التي ضربت اسوريا كما الاردن، الدور الاردني الرسمي تحول الى شركة خدمات امنية مثل شركة بلاك ووتر سيئة الصيت.

10) تعليق بواسطة :
08-07-2012 11:06 PM

أخي ابن البلقاء يحفظه الله ,,,
بالله عليك واستحلفك باسمائه الحُسنى , هل أنت مقتنع بمضمون تعليقك التالي :
" العراق قدم لنا نفطه < مجانا> واغدق علينا < مئات الملايين > بدون مقابل وطعناه في الظهر وادخلنا جيوش المغول الامريكية لبغداد
من اراضي العشائر الاردنية....

فكيف أدخلنا المغول الأمريكان من أرض العشائر؟؟؟


وسؤال آخر : هل أنت مقتنع كذلك بأن دمشق هي التي تمدنا بمياه الشرب ؟؟؟ كيف تقول بأننا " لم نجد الا دمشق تمدنا بمياه الشرب "
ألا تعلم يا أخي بأن ثلاثة أرباع وقت المباحثات الأردنية السورية يكون مُخصصاً لبحث كيفيية استرداد حصتنا من مياه نهر اليرموك والبالغة ملايين الأمتار المكعبة سنوياً , وتنتهي المباحات الى لا شيء سوى إضافة المزيد من الأوراق فوق الأطنان التي سبقتها , و لكن وكما يقول المثل : عند عمك طحنـّا , وتأتينا وبجرة قلم تحول الأسود أبيضاً !!
ألا تدري بان نظام الأسد البعثي ونكاية في الأردن وللضغط عليه قام بإنشاء العديد من السدود على مجرى النهر عدا عن السدود الترابية الحاجزة للمياه ولو بصفة مؤقتة ؟؟
يبدو إنّ السوريين تعلموا الدروس من الأتراك الذين أقاموا سد أتاتورك الضخم وعدد آخر من السدود على نهر الفرات ؟؟ ولكن ما هو ذنب الأردن والأُردنيين من معاناة السوريين من الإجراء التركي ؟؟

أخي ابن البلقاء ,, إقرأ تعليقك مرة أُخرى واتقي الله في قول الحق

11) تعليق بواسطة :
09-07-2012 09:52 AM

بدأت سوريا اليوم الأحد في ضخ 5،3 مليون متر مكعب من المياه العذبة إلى الأردن لمساعدته على مواجهة النقص في موارده المائية خاصة خلال فصل الصيف.

وافادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، بترا، أن السلطات السورية بدأت اليوم في إسالة المياه من سد باسل الأسد بمحافظة درعا إلى سد الملك عبد الله في الأردن عن طريق نهر اليرموك الذي ينبع من سوريا ويمر في الأردن.

ونقلت الوكالة عن اواديس سركيسيان، أمين عام سلطة وادي الأردن في وزارة المياه قوله أن إسالة ال5،3 مليون متر مكعب من المياه السورية إلى الأردن "تتم بواقع 600 ليتر في الثانية وستستمر حتى 21 تشرين الأول/أكتوبر المقبل".

واشار سركيسيان إلى أن هذه الكمية ستخصص بصورة أساسية للعاصمة عمان.

وخلال زيارة قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى دمشق في 19 تموز/يوليو الماضي، وافق الرئيس السوري بشار الأسد الذي تربطه علاقات طيبة مع الملك عبد الله، على تزويد الأردن بالمياه.

وفي صيف العام الماضي زودت سوريا الأردن أيضا بحوالي 8 ملايين متر مكعب من المياه.

وكان الأردن أطلق في بداية أيار/مايو الماضي خطة طوارئ لمواجهة النقص في موارده المائية خلال الصيف الجاري والمقدر بنسبة 19% من إجمالي موارده. وتقضي الخطة باستغلال آبار مخصصة لحالات الطوارئ ذات سعة إجمالية تبلغ 30 مليون متر مكعب وببدء حملة ترشيد لاستهلاك المياه—(أ.ف.ب) سرائيل تزود الأردن بمياه ملوثة وتسرق 700 مليون م3 سنوياً
13 - 05 - 2010

الراصد نيوز
الراصد نيوز – 13538ارتكزت الاستراتيجية الصهيونية منذ البداية حتى قبل تأسيس دولة اسرائيل، على الحصول على اكبر كمية من المياه عبر السيطرة على مصادرها، ما جعل الاردن من اكثر المتضررين جراء ذلك، وبعد مرور ستين عاما على تأسيس الدولة العبرية اصبح الاردن افقر دولة في العالم مائيا، وفقا لما يراه امين عام سلطة وادي الاردن م. موسى الجمعاني، فحسبه تعتبر الدول التي تسبقه في قائمة الفقر المائي هي دولة غنية ومشاطئة لبحار، ولديها الملاءمة الكافية للحصول على ماء عذب عبر تحلية مياه البحر ولكن الاردن مع كل ذلك تمكن من توفيق اوضاعه المائية في العقود الماضية خاصة العقد الاخير، الذي اتسم بشدة جفافه عبر ادارة كفؤة لمصادر المياه وادارة الطلب عليها، ففي اصعب الظروف وأقساها ظلت المياه تصل الى خزانات منازل المواطنين، وظلت الزراعات المروية تحظى باحتياجاتها من مياه الري، حتى لو بالحد الادنى.
في قراءة متأنية للواقع المائي، ولاشتراطات استمرار نجاح سلطة المياه في توفير المياه للمواطنين، ولسلطة وادي الاردن في توفير مصادر مياه تكفي لاحتياجات البلد، يتضح ان الاردن ذلك الشريط من سلسلة الجبال والسهوب بين الاغوار والصحراء اصبح مرتهنا في الشأن المائي ليس فقط للعناصر السابقة الاغوار والصحراء واشفا وهي عناصر نشأت جراء النظر الى الاردن كخطوط طول وما يرافق ذلك من تداعيات خاصة بنهب اسرائيل لمياه الاردن، بل تعدتها الان الى عناصر جديدة طارئة هي اشتراك الاردن مع سورية في حوض اليرموك.
حوض اليرموك
حوض اليرموك ظل لعقود طويلة ولقرون عديدة يشكل العلاقة المتشابكة بين سكان اعالي هضبة الجولان، مع السكان في جنوبها، وظل هذا الحوض مع متعلقات خاصة به، مع نهر الاردن ومصادر تغذيته الشمالية وبحيرة طبريا، ونهر اليرموك مصادر لخلافات جمة بين السكان في الاعلى والسكان في الاسفل على مدى الحقب الزمنية المختلفة، ولكن بقي الامر خلافا بين جيران واخوان، ولم يصل الخلاف في يوم من الايام الى نزاع بين اعداء، الى ان تشكلت دولة اسرائيل عام 1948.
تقرير وزارة المياه
ما اثار هذا الموضوع امران: اولهما اجتماعات اللجنة الاردنية السورية العليا المشتركة وما توصل اليه الجانبان الاردني والسوري في الشأن المائي وتقرير حكومي لوزارة المياه والري الاردنية يوضح تفاصيل اوضاع حوض اليرموك السابقة والحالية والتقرير مُعد عام 2006 ومقدم لمجلس الوزراء واهميته تكمن في انه الوثيقة الاولى التي تعترف بها الحكومة الاردنية بأن الاردن لم يحصل على كامل حقوقه المائية من اسرائيل بموجب اتفاقية وادي عربه وانه الوثيقة الرسمية الاولى التي توضح تفاصيل النهب المنظم لحقوق الاردن المائية على مدار اكثر من ستين عاما.
سلطة وادي الأردن
قبل الحديث عن التقرير ولتوضيح امر في غاية الاهمية يتعلق بحساسية العلاقات الاردنية السورية في هذا الشأن، لجهة ان الاردن الذي وقع اتفاقية س ام مع اسرائيل وعلاقته المائية معها تحتكم الى ما ورد فيها واقع في الشأن المائي بين فكي كماشة، فعلاقته المائية الاخوية مع سورية بعيدا عن المواقف السياسية تجعله الطرف الاضعف فهو من جهة يقع اسفل حوض اليرموك ما يجعله غير قادر على السيطرة على مصادر مياه الحوض شأنه شأن سورية ذاتها في علاقتها مع تركيا الخاصة بنهر الفرات، والاردن من جهة ثانية ملتزم بموجب اتفاقية وادي عربة بتوفير حصة اسرائيل من مياه نهر اليرموك، التي تحصل اسرائيل عليها عند نفق العدسية بواقع 13مليون م3 في الشتاء و 12مليون م3 في الصيف، وهذا يضع الاردن بين رحاتي سورية الشقيقة في الشمال واسرائيل غير الشقيقة وغير الصديقة في الجنوب.
في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة الاردنية السورية التي عقدت مؤخرا اتفق الطرفان وفقا للجمعاني على استكمال الدراسة المشتركة لحوض اليرموك وهي الدراسة المنشودة التي من الممكن ان تهدي الطرفين للسبيل النافع في وقف استنزاف مياه الحوض، وقد ابدى الجانب السوري مزيدا من المرونة والتعاون وفقا للجمعاني وستكون الاولوية في الموسم المقبل لسد الوحدة، ولأجل تعظيم نقاط التوافق الايجابية وتوفير مناخات ايجابية فإن الجانبين توافقا على استكمال تركيب مسجلات خاصة لقراءة تدفقات المياه في الاودية المغذية لنهر اليرموك، وقد كان المقاول الاردني قد انتهى من تركيب قواعد هذه المسجلات على مجرى واديين في الجانب الاردني، وبدأ قبل ايام في تركيب قواعد المسجلات على خمسة اودية في الجانب السوري، ومن شأن هذه المسجلات بعد ان تبدأ العمل قراءة تدفقات المياه في الاودية السبعة المغذية لنهر اليرموك، وتوفير المعلومات الدقيقة لدى الجانبين الاردني والسوري في اية لحظة.
الحكومة الاردنية لم تقل يوما ان الاردن لم يحصل على كامل حقوقه المائية بموجب اتفاقية وادي عربة، بل ظل عدد من المسؤولين الحكوميين يرددون بمناسبة وغير مناسبة ان الاردن استرد حقوقه المائية الكاملة بموجب الاتفاقية، ولكن بعد مرور خمسة عشر عاما على توقيع اتفاقية وادي عربة فان ما ورد في التقرير الحكومي محور الحديث يؤكد من دون مواربة ان اتفاقية وادي عربه لم تعط الاردن كامل حقوقه المائية من اسرائيل، بل ان اسرائيل بعد الاتفاقية زادت في غيها، فما كانت تكتفي به من المياه الاردنية المسروقة لم تعد تقنع بها فأخذت تسرق اكثر، والتفاصيل وفقا للتقرير تؤكد ذلك.
يقول التقرير الذي اعده وزير المياه الاسبق م. محمد ظافر العالم ان التصريف التاريخي لمياه نهر اليرموك قبل عام 1953 كان حوالى 473 مليون م2 سنويا، منها 39مليون م2 استعمالات سورية، وبموجب الاتفاقية الاردنية السورية لعام ،1953 حددت حصية الاردن من الحوض 300 مليون م2 سنويا يتم تخزينها في سد يتم انشاؤه لاحقا اطلق عليه سد المقارن لان موقعه يقع على وادي المقارن وهو نفس موقع سد الوحدة اليوم، وحصة سورية 90 مليون م،2 وفي تعديل لاحق للاتفاقية عام 1987 بموجب واقع الحال الجديد فان حصة الاردن وفقا للاتفاقيتين من تصريف نهر اليرموك من المياه المتبقية حوالى 208مليون م،3 بعد استبعاد ما قيمته 25 مليون م،3 واستبعاد ما قيمته 25 مليون م3 هي حصة مثلث اليرموك – حصة اسرائيل -، و 29 مليون م3 من مياه الفيضانات التي لا يمكن السيطرة عليها وحوالى 6 مليون م3 لري الاراضي السورية المحاذية للنهر تحت السد ووفقا للتقرير ايضا على مدى اكثر من خمسة عقود قام الجانبان السوري والاسرائيلي من جانبهما باجراءات خارج نصوص الاتفاقيات الموقعة بين الاردن وبينهما سواء الاتفاقيات مع سورية 1953 وتعديلاتها 1987 ومع اسرائيل بموجب بنود مشروع جونستون واتفاقية وادي عربة ما ادى الى نقص كبير في تصريف مياه الفيضانات وتصريف الجريان الدائم الصيفي لنهر اليرموك فالجانب السوري قام بانشاء 37 سدا على حوض اليرموك بدلا من 25 سدا كما نصت الاتفاقية بسعة تخزينة 211مليون م3 بدلا من 156مليون م،3 وحفر ما يفوق 3500 بئرا ارتوازيا لضخ مياه الحوض الجوفية واستغلالها، ما كان له اثر مباشر على تدني تصريف الجريان الدائم للنهر وخاصة في اشهر الصيف كما انشأ قنوات لنقل المياه من سد الى آخر وقام بتركيب مضخات لري الاراضي المشاطئة لنهر اليرموك في الجانب السوري.
النهب الإسرائيلي الأول
وفقا للتقرير فإن اسرائيل قامت بانشاء عدد من السدود على عدد من الاودية التي تصب في وادي الرقاد وهو اهم رافد لنهر اليرموك، ولا تتوفر معلومات كافية عن عدد هذه السدود وفقا للتقرير، ولكن معلومات اخرى تتحدث عن ستة سدود بسعة تخزينية تصل الى 15 مليون م3 وهذا وفقا للتقرير اعتداء على حصة الاردن من مياه نهر اليرموك، لأن حصة اسرائيل بموجب اتفاقية وادي عربة محددة بـ 25 مليون م3 فقط وما تأخذه من مصادر نهر اليرموك تحصل عليه من حصة الاردن علما بان الاردن ملتزم وفقا للاتفاقية بتوفير كمية الـ 25م3 لاسرائل سنويا، لان ما تقوم اسرائيل باحتجازه من مياه في هذه السدود القائمة على وادي الرقاد موضوعيا سيسيل الى مجرى نهر اليرموك لو لم تحتجزه اسرائيل ووفقا للتقرير ايضا فان اسرائيل تقوم بضخ كميات من مياه نهر اليرموك مباشرة الى مناطق في هضبة الجولان المحتلة والى اراض محاذية لنهر اليرموك تسيطر عليها اضافة الى قيامها بالحصول على ما يزيد على 50مليون م3 من مياه الجولان عبر الحصاد المائي، والحفائر والبرك التجمعية، وهذه الكميات لو لم تأخذها اسرائيل فإنها عمليا ستصب في نهر اليرموك، وستكون من حصة الاردن من حوض اليرموك، التي تقلصت من 300 مليون م3 عام 1953 الى ما معدله 50 مليون م3 العام الماضي، وفقا لتقديرات وزارة المياه، وهي ما تبقى للاردن من مياه عند نفق العدسية بعدما اخذت اسرائيل حصتها منه.
النهب الإسرائيلي الثاني
العالم الذي اعد التقرير وقدمه عام 2006 الى رئيس الوزراء حينذاك د. معروف البخيت لا يكتفي بذلك في الشأن الخاص بنهب اسرائيل لحصة الاردن من المياه، بل تحدث عن نهب ثان اكثر خطرا، تمثل في ان مشروع جونستون حدد حصة الاردن من مياه نهر الاردن 770مليون م3 من المياه سنويا، ولكن مع قيام اسرائيل بتحويل مجرى نهر الاردن في ستينيات القرن الماضي فقد الاردن كل تلك الكمية من المياه فاسرائيل سيطرت على روافد نهر الاردن العلوية فوق بحيرة طبريا، مصبات انهار الحاصباني وبانياس والدان واخذت تسرق منها ما معدله 600 الى 700مليون م3 من المياه سنويا وهو الامر الذي ادى مع الوقت الى انخفاض مستوى البحر الميت بالتدريج ففي السابق – قبل الستينيات – وفقا للعالم كان يصب في بحيرة طبريا ما معدله 1250مليون م3 من المياه سنويا، اصبحت اليوم 200 مليون م3 من المياه تصب في البحر الميت اليوم.
ولا شك انه ومنذ توقيع اتفاقية وادي عربة وفي الشق المائي منها فان كميات المياه التي التزمت اسرائيل بها قد ارسلتها الى الاردن لكنها كانت مياهًا ملوثة مازال يعاني الاردن منها منذ توقيع الاتفاقية حتى اليوم وفي كل مرة يخسر الاردن كميات ضخمة من المياه عندما يقوم بتفريغ سدوده من المياه التي تلوثها اسرائيل كلما ضخت للاردن حصتها من بحيرة طبريا.
ورغم كل الاحتجاجات الاردنية لدى اسرائيل الى انها تواصل ضخ المياه الملوثة وفتح قنوات المياه العادمة الخارجة من المصانع الاسرائيلية على مجرى نهر الاردن.
الأخبار

الواضح انك من "جماعة معاهم معاهم عليهم عليهم"

-اتمنى ان تكون شربت من المياه السورية وليس من مياه مجاري المستوطنين ،اقتلرح عليك ان تقرأ
قبل التعليق.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012