أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024


الخاسرون الاربعة من مقاطعة الاسلاميين

بقلم : ماهر ابو طير
14-07-2012 02:53 AM
بشكل غير متوقع لكثير من المراقبين،قررت جماعة الاخوان المسلمين مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة،وبرغم مراهنة كثيرين على انهم سيشاركون في نهاية المطاف،الا ان الرهان باء بالخيبة والفشل.

لعل السؤال يأتي حول الخاسر فعلياً من قرار المقاطعة،والمؤكد ان الخاسر هنا اكثر من طرف،بنسب متفاوتة بين طرف وآخر.

اول هذه الاطراف الحركة الاسلامية التي تأتي مقاطعتها استثماراً في الشعبية،بدل الوصول الى مجلس النواب،خصوصاً،ان كل الاجواء تقول لك ان فرصة التزوير في هذه الانتخابات تكاد تكون منعدمة،ولا يمكن مسبقاً جرح الانتخابات بالتزوير.

الذي قاله العين بسام العموش صحيح،فقد كان امام الاسلاميين ثلاثة مسارب لايصال مرشحين،عبر الصوت الواحد على مائة وثمانية مقاعد،وعبر كوتا المرأة،وعبر القائمة الوطنية،فلماذا اختار الاسلاميون المقاطعة اذن؟!.

في مصر اضطر الرئيس المصري الى اجراء تسوية مع كل الاطراف،وتنازل عن فكرة اخذ كل شيء،او لا شيء،وهذا منطق سياسي عاقل،وقد كان الاولى بالاسلاميين ان يترشحوا وفقا للقانون،وان يكون رهانهم على «النظافة» قبل مدخلات القانون.

هذه السلبية منتجة للاسلاميين،لانها ستبقيهم في الشارع،ولانها حفظت وحدة الجماعة بين تياري المقاطعة والمشاركة،ولانها ايضاً تمنح الاسلاميين الفرصة لتجاوز امتحان الصناديق،على الرغم من ان حصتهم لن تكون قليلة.

خسر الاسلاميون بقرارالمقاطعة،الكثير،وهم يخلون مواقعهم طوعاً،لغيرهم،ومنذ اليوم يصير مستحيلا قبول النقد للمجلس النيابي المقبل،من جانب كل من يقاطع الانتخابات،فاذا لم تشارك،فكيف يحق لك النقد والتقييم مستقبلا،ما دمت لم تكن طرفا في الاساس؟!.

ثاني الاطراف الخاسرة،هو البرلمان المقبل،لان المقاطعة تريد ان تقول للداخل الاردني وللخارج،ان المجلس ناقص التمثيل،وان مكوناً اساسياً غاب لاعتباراته،وان المجلس المقبل لا يمثل كل الشعب،وعبر قرارالمقاطعة يسلب الاسلاميون الشرعية،جزئياً،عن المجلس النيابي المقبل،ليس لان الشرعية يتم الحصول عليها من الاسلاميين،بل لانهم مكون له خطه وانصاره وحصته المفترضة في البرلمان،وهذا الغياب يجرح شرعية النواب المقبلين ايضاً.

ثالث هذه الاطراف الخاسرة هي الحراكات الشعبية،وما تمثله في المحافظات،التي وجدت نفسها اليوم امام استحقاقات مقاطعة جبهة سياسية قوية،مما دفعها الى المقاطعة ايضا،امام فكرة «التعليم على وجوههم» امام الناس،وقدرة هؤلاء على الانتقال من الشارع الى البرلمان،ستبدو معدومة امام الاحراج السياسي الذي سببته المقاطعة لهم،امام من يتأثرون برأيهم،وبدلا من طرح الحراكات الشعبية لبرامج ولمرشحين ونواب،فقد طرقهم قرار المقاطعة على رؤوسهم،وجعلهم «عربة خلفية اخيرة» في قاطرة الاسلاميين.

آخر الاطراف المتضررة،هي المؤسسة الرسمية،التي لم تصل الى حل مع الاسلاميين،وبرغم التغييرات على القانون،الا ان الحركة الاسلامية لم يعجبها ذلك،لانها تريد المزيد،ويراد تقديم المؤسسة العامة بصورة التي لم تفلح باقناع الاسلاميين بالمشاركة،وجرح كل فكرة الانتخابات،خصوصا،اذا نجح الاسلاميون بتعميم فكرة المقاطعة شعبياً،وبالتالي يكون استحقاق قرار المقاطعة لاول مرة،فوق مساحتة الاصلية،ونحو تعميمه على كل البلد.

اربعة اطراف خاسرة،اذن،واذا جمعناها معا يأتي معنا ذات استخلاص العين د. بسام العموش،في تصريحه لـ «الدستور» في عدد البارحة،اذ قال ان المقاطعة «قرار سيىء مؤذ لكل البلد». ربما المقصود تأجيل الانتخابات كلياً عبر افساد شرعيتها مسبقاً. الحركة باتت رافضة لكل شيء،وليس ادل على ذلك،من انها رفضت،ايضاً،القانون الذي قدمته الحكومة السابقة،والذي كان يسمح بثلاثة اصوات للناخب في الدائرة والمحافظة والوطن،وهكذا تبدو المقاطعة قراراً محسوماً،اياً كان نص القانون.

يبقى السؤال: هل استفتى الاسلاميون مئات الالاف ممن يصوتون لهم،عادة،حول المقاطعة،ام انهم يتذكرونهم فقط،عند قرار المشاركة والصعود الى الحافلات،والسؤال مطروح للاجابة؟!.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-07-2012 03:30 AM

Maher,I do not think that ""YOU"" believe one word of what you wrote....!!!!....the coming parliament will be a disaster to pass "anything anytime" by majority votes..!!!.SO if any political entity or patriotic individual participates they or he will be deceiving his country by giving legitimacy for the coming disaster

2) تعليق بواسطة :
14-07-2012 03:44 AM

ماهر ماعجبتنيش بتحليلك, تراك متحيز وهذه ليس عادتك. بتعرف ياماهر اكبر خطأ ارتكبته بحياتي اني مادرست في الجامعة اعلام وصحافة وحكي جرايد ورحت بالمقابل درست ادارة سبع يعني اعمال, ومن غبائي ماانتبهت الى ان دراسة الصحافة والاعلام هي ايضا ادارة اعمال بس بطريقة سياسية وبنت كلب.

3) تعليق بواسطة :
14-07-2012 03:56 AM

الاخ الكاتب



النواب،خصوصاً،ان كل الاجواء تقول لك ان فرصة التزوير في هذه الانتخابات تكاد تكون منعدمة،ولا يمكن مسبقاً جرح الانتخابات بالتزوير.





المذكور بأعلاه هو ما كتبت ...



اسئلك بالله ...وبشرف امك ..الم تكن الانتخابات السابقه كلها مزورة بأعتراف رؤساء المخابرات السابقين ..

وهل الهيئه المستقله فعلا مستقله ..اليست هذه اللجنة معينه من قبل النظام ..وبالتالي الم تضع المخابرات قانون الانتخاب ..وليس لجنة الحوار الوطني ...ارجوك ..اترك النفاق السياسي جانبا ..

4) تعليق بواسطة :
14-07-2012 10:04 AM

لو كان هناك نية صادقة لعدم التزوير لحوكم من زوروا الانتخابات السابقة. الم يقر رؤساء وزارات سابقون ان الانتخابات قد زورت! ماذا حدث؟ هل حوكم احد؟ هل أحيل أحد الى الفضاء. بل بلعكس ربما كرموا.

5) تعليق بواسطة :
14-07-2012 10:37 AM

مقال واقعي بامتيــاز و يمثل دراسة سريعة ولكن شاملة لحركة الطيف السياسي في الأردن ومن هم الخاسرون .
وباختصار سريع فإنني أرى أنّ الخاسر الأوحد والمظلوم الأكبر هو الوطن ولا شيء غير الوطن

ولكن سيبقى سؤالك التالي : -
" يبقى السؤال: هل استفتى الاسلاميون مئات الالاف ممن يصوتون لهم،عادة،حول المقاطعة،ام انهم يتذكرونهم فقط،عند قرار المشاركة والصعود الى الحافلات،والسؤال مطروح للاجابة؟!.""هو السؤال الذي سيبقى من جهة الإخوان دون جواب

لأن هذا النمط من الأسئلة , هم الإخوان أنفسهم الذين برعوا في طرحه بوجوه غيرهم , حكومة كان هذا الغير أم أي شكل سياسي آخر ,,,
إذ كثيراً ما نسمعهم يسألون وبتشنج وبنبرة فوقية :
وهل سألتم القاعدة الشعبية ؟؟
أو على شكل سؤال إستنكاري لغيرهم طبعاً
" هل تعتقدون بأنكم تمثلون رأي الشارع أو الأغلبية؟؟
وأرى إنّ ما يجري في حزب الإخوان هو حقيقة ما يجري في أي حزب " فهناك مجلس مركزي تنفيذي وهو الذي يدرس وهو الذي يُحلل وأخيراً هو الذي يقرر ما يراه , وهو الذي يتخذ المواقف بمختلف صيغها , فهم العارفون وهم العالمون وهم قادة الضرورة وهم المفكرون والألمعيون أمـّا القواعد الشعبية فهي ليست أكثر من تابعين لهم وبامتياز,,, كذلك هكذا هو المشهد لدى الجميع ,,, وللمقاربة المضحكة أقول : حتى في البيوت فالوالدين وقد يكون الوالد فقط هو من يتخذ القرارات المصيرية أو الجانبية ,
ولكن هل يجوز أخذ هذا المثال العائلي الأُسري على مساحة الوطن وهمومه ؟؟

6) تعليق بواسطة :
14-07-2012 10:42 AM

حركة الأخوان السياسيه لا تريد خيراً للوطن ولا تريد التعددية في تشكيل اي برلمان اوحكومة، حركة سياسيه تتلقى تعليماتها وقرارتها من القيادة الأخوانية العالمية التي بالواقع لاتعترف بوطن اسمه الاردن !!!!
الى متى جزء من أبناء اردننا العزيز تنطلي عليهم أكاذيب وشعوذات هؤلاء الخاسرون لوحدهم بأذن الله..

7) تعليق بواسطة :
14-07-2012 11:28 AM

انا مع تعليق رقم 4 الاخ الاردني
المقال بتحليلة مخادع يصب لتمكين النظام من اجل تجذيره رغم فشله الواضح بادارة مؤسسات الدولة على كافة الاصعدة ، انا رافض لقانون الانتخاب وانا مسلم واقوم بفروضي كلها ، لست اخوانيا ولا اتمني ان يصل الاسلام السياسي الى سدة الحكم في الاردن لا من منطلق تعصبي او حقوقي للاخوان بل من منطلق تكويني للشعب الاردني وعدم قناعتي بملاءمتها مع منهجية فكرهم وبرامجهم و لا أومن حتى بقياداتهم الدكتاتوريه الحاليه .
لا بوادر تؤكد ان الصوت الواحد لن يزور من قبل النظام ، تزوير الانتخابات في المجتمعات جريمة يعاقب عليها القانون ونظامنا يكافىء من قام بها ، اعترف مدير المخابرات ورئيس الوزراء ومسؤولين كبار سابقين علنا وصراحتا انهم شاركوا بتزوير الانتخابات في الدورات السابقة وتوقع احرار الوطن والشعب حتى من باب التمثيل المصطنع ان يقوم النظام باي اجراء لتحقيق او محاكمة صورية لهذه الجريمة ، لم نلاحظ من نظامنا إلا ابتسامة استخفاف واستهبال للشعب ، قمة العنجهية منهم ان كوفىء من قام بذلك ليكون عين بمجلس الاعيان وغيره مسؤولا بمناصب اخرى . اين ضميركم يا كتاب الامة كان واين اقلامكم الرمادية المؤجرة والحريصة على اغتيال الوطنيه

8) تعليق بواسطة :
14-07-2012 11:54 AM

يا ماهر أكتب بضمير المواطن ولا تكتب بضمير الحكومه يا ريت نشوف مراجلك في مخرجات لجنة الحوار الوطني وقراراتها التي ضربت بعرض الحائط وطوله ولم ينفذ منها شيء أين ضمانة الملك لنتائج لجنة الحوار الوطني

9) تعليق بواسطة :
14-07-2012 03:14 PM

محمد المهند وهذا السؤال ايضا (سؤال الاستفتاء)يجب ان يسأل للنظام وللملك تحديدا هل تم استفتاء الشعب الاردني بجميع القرارات والاتفقايات والقوانين واصلاحات الدستور التي تمت يافهمان. والا الملك حاطنا بشوال ورابط علينا.رووووح نام.

10) تعليق بواسطة :
14-07-2012 09:57 PM

مقالك رائع جدا يااخ ماهر ويعبر عن ضمير كل المواطنين الصادقين المحبين للاردن وجلالة سيد البلاد الملك الهاشمي المعظم نحن في مخيم الوحدات سوف نشارك في الانتخابات القادمة وسوف نعمل كل جهدنا لانجاحها انشاءالله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012