أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024


إلغاء الصوت الواحد رفقاً بمستقبل الأردن

بقلم : لميس اندوني
14-07-2012 11:20 PM
لا بد من إلغاء الصوت الواحد إذا كان هناك أي تفكير استراتيجي بمستقبل اللحمة الاجتماعية والاستقرار في الأردن.
الحكومة ومجموعة من الفئات المتنفذة، تعي أن قانون الانتخاب ، كما فٌرض وحتى بعد التعديل الذي لم يَمِس نظام الصوت الواحد، هذه القوى تعي أن القانون أدخل البلاد في مآزق سياسية، لكنها ، وبسبب قصر نظرها وهَوَسها بمصالحها الضيقة، لا تستطيع أن تفهم عمق وطبيعة الأزمة، لأنها قاصرة ، أو لا تريد استيعاب مفهوم المصلحة الوطنية الذي قد لا يتوافق مع منظومة مصالحها.
فإذا لم تفهم هذه الفئات معنى التصعيد في العنف المجتمعي ،خاصة في باحات الجامعات الأردنية، فلا شيء يمكن أن يوقظها من أوهامها ، إلا في حالة انفجار اجتماعي عنفي مدمر، وبالتالي تفكيك نسيج المٌجتمع وجرنا إلى سيناريو اقتتال واشتباكات، لن نستطيع الخروج منه بسهولة، وحينها يكون الوقت متأخراً على المواطن والوطن سواء.
هناك أسباب كثيرة لأشكال عنف الجامعات غير المسبوق في حِدَته واتساعه ، لكن لا يمكن إغفال دور العقلية والمفاهيم المشوهة التي رسخها نظام الصوت الواحد، من تقوية العصبية العشائرية وإحداث فصل وعداء بين جميع مكونات المٌجتمع ، لأن القوانين والنظم الانتخابية ، في العالم وليس لدينا فحسب، توضع بهدف تمكين ، وأحيانا إضعاف دور فئات اجتماعية وسياسية، من المشاركة في صنع القرار.
في حالتنا وضع نظام الصوت لإضعاف المعارضة، وحتى الفكر المعارض ، بحجة منع التيار الإسلامي من الحصول على مقاعد برلمانية أكبر من حجمه الشعبي والانتخابي، والبعض رأى في نظام الصوت الواحد وتقسيمات الدوائر، فرصة في تقليص نفوذ الكتلة الأردنية من أصل فلسطيني – أي أن النظام والقانون بنيا على أساس تهميش فئات معينة ، وتعميق الفروق بين مكونات المجتمع، من دون التفكير بتداعيات تنمية العصبوية والفئوية.
فبالنسبة لجيلين ـ تربيا على أسس تناقض المصالح الفئوية، أصبحت العصبوية هي سبيل تمكين الفرد الذي يشعر، في عقله الباطني بأنه مسلوب الإرادة، لا دور له في صنع القرار، فلا عجب بأن استعمال العنف والاقتتال لأتفه الأسباب، مثل الخلاف حول تليفون خليوي أو حتى ولاعة، يعدو مصدراً لإثبات هيبة الشباب المتناحر وحتى وجوده.
الصوت الواحد ليس هو السبب الوحيد في استشراء العنف في الجامعات، لكن لا يمكن إغفال دور تنمية الشعور بالانتماء الفئوي، على تشكيل ثقافة مشوهة لا تحس بقيمتها المجتمعية من دون إثبات التعصب العشائري أو الفئوي، فأصبح الفوز في مقعد مجلس النواب دليل نفوذ عشيرة على أخرى، مما أضعف مؤسسات الدولة التي أصبحت ليس أكثر من وسيلة لتقوية فئة أو عشيرة أخرى.
أي أن النظام الانتخابي ضرب مفهوم دولة المواطنة المدنية، بما في ذلك مفهوم الحقوق والواجبات، مما خلق مفاهيم لا تحترم مؤسسات الدولة، خاصة في غياب سيادة القانون، فلجأ الأفراد إلى العنف والأسلحة للتعبير عن أنفسهم وحماية ما يرونه في مصلحتهم وإن كانت ليست مصالح حقيقية بل تتعلق بالكبرياء الفئوي الزائف.
هنا يجب الإشارة أن العقلية التي أنجبت نظام الصوت الواحد هي نفسها التي سيطرت على نظام التربية، وسياسات الترهيب من العمل السياسي المنظم، والأحزاب، وحتى من الفكر النقدي المعارض والتعبير عنه - وهي باختصار العقلية الأمنية التي تحكم الكثير من القرارات ، فالمعارض، في سياق العقلية الأمنية هو عدو للوطن، ويجب التحريض عليه وعزله عن بقية المجتمع أو على الأقل تهميشه، وخلق العداء المجتمعي له لمنع ترسيخ الممارسة التعددية و الفكر الحر.
فبدلاً من التفكير بإرساء نظام التعددية السياسية، مما يعطي مجالاً للشباب للتعبير عن رؤاهم، والمشاركة في صناعة مستقبلهم، تمارس عليهم سياسات لقمع التفكير وليس فقط التعبير، ولمنع تغذية الشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه الوطن، ويستعاض عنها بثقافة موالاة مزيفة ، تفصل بين المصلحة الوطنية والمصلحة الفئوية والعشائرية.
نحن نحصد ما زرعته سياسات القمع والترهيب، والأخطر هناك تصميم على إبقاء السياسات نفسها، وفرض نظام الصوت الواحد، أو إحدى مشتقاته، بالرغم من مثول بعض تجسيداته التدميرية أمام أعيننا.
نعم الفئة المتنفذة تعرف أننا في مأزق لكن لا تريد الاعتراف بجوهر المشكلة، وبالتالي فهي عاجزة عن إيجاد حل غير تأجيل الانتخابات، من دون تغيير القانون، ومن خلال محاولة إقناع الأحزاب والشخصيات المؤئرة، بالقبول بصيغ معدلة و تحاصصية، وإن بشكل محدود، لإقناع الشعب الأردني بعدم مقاطعة الانتخابات.
إن أسلوب إدارة الأزمات هي سياسة فاشلة ، تأبى أن تواجه مسببات الأزمة وتبعاتها، لأنها ليست مهتمة بتأثيرها على أجيال المستقبل، لأن الأولوية لهذه السياسية هو في تعميم ثقافة الخنوع والخوف من المكونات المجتمعية الأخرى، لكن النتيجة ، كما رأيناها في الجامعات، تتعدى العصبية الفئوية إلى تدمير ممتلكات الدولة ومنشآتها، فالغضب لم يخفت، لكن تعبيراته أصبحت أكثر تدميرا وعدمية، و كل ذلك من أجل إبعاد الشباب عن الأحزاب السياسية - وفي الفترة الأخيرة عن الحراك السياسي.
الأزمة عميقة، ولا يمكن السكوت عليها ولنبدأ بإلغاء نظام الصوت الواحد رفقاً بالأجيال القادمة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-07-2012 12:49 AM

انتي اللي رفقاً بالاردن .,, من وين قاعد بتنزل علينا هالاشكال كل يوم واحد بحكيلك رفقا بالاردن ورفقا بالبلد ,,, شو القصه هسه صارتو خايفين عالبلد !!!!!!

2) تعليق بواسطة :
15-07-2012 08:29 AM

للأسف انني اشتم رائحة العنصرية المقيتة في المقال أعلاه، الصوت الواحد متبع بالولايات المتحدة الامريكية وفاز بها رئيس من الأقليات ولهم حصص لا يستهان بها بمجلس النواب والشيوخ!!!
لذالك اغنية الصوت الواحد وضعت لفئة معينة من المجتمع كلام فارغ وبدون معنى !!! وحتى لو قانون الأنتخاب وضع على أساس أكثر من صوت واحد وهو بنظري غير ديمقراطي ومجحف بحقوق قرانا وفلاحينا خارج المدن الكبيرة !! واتت نتائجه بعكس ما أردتم سيكون عنوانكم التزوير هو السبب!!! لا يوجد قانون أنتخابي في العالم يرضي الجميع
ولاكن الشعوب الديمقراطية تذهب الى صناديق الأقتراع بكل صمت وبدون شوشرة أعلامية وتنتخب ! بأميركا يقولون لمن لا ينتخب IF YOU DON'T VOTE DON'T CRY

3) تعليق بواسطة :
15-07-2012 09:43 PM

الاخت الكاتبه المحترمه
هذا ما قلته خلاصة مقالك في نهايته .

(الأزمة عميقة، ولا يمكن السكوت عليها ولنبدأ بإلغاء نظام الصوت الواحد رفقاً بالأجيال القادمة)

انت وكل الكتاب تقولون ان قانون الانتخاب هو قانون الصوت الواحد ...ومهما يكن ..اقول لك لو كان لكل مواطن مئة صوت يدلي بها في اي دائرة وفي اي بلد حتى لو كان في جزر الواق الواق ...ما فائدتها ان كان رجال المخابرات يستطيعون عمل الهويات وطباعة بطاقات انتخابيه لأشخاص ليسوا احياءا ويدخلون اصواتا الى الصناديق وتزوير انتخابات عام 2013 ..ما الفائدة من قانون الانتخاب حتى لو كان قانون المئة صوت ...

انا عرفت من مدراء المخابرات السابقين انهم زورو ل 87 نائبا بداءا بمحمد الذهبي واعتراف الرقاد بتزوير الانتخابات ..الاخوان المسلمون طلبوا للحوار مع المخابرات لغايات قانون الانتخاب ..وكأن الحكومة والهيئه المستقله للانتخابات غير موجودة ؟؟؟

القانون وضع بدائرة المخابرات ..وماذا تتوقعين منها ..؟

التقسيم المجتمعي مهنه حكوميه بأمتياز ..وصناعة الرموز الوطنيه الجديدة مهنه حكوميه ايضا ..انضري حولك لكل رؤساء الوزارات والشخصيات الاردنيه ..كلهم مسهم الفساد ولم يبقى من تتفق عليه مكونات الشعب الاردني ..لا يوجد رموز وطنيه اردنيه تتفق عليا مكونات الشعب ..

مشاجرات الجامعات مفتعلة والهدف منها اضهار وجود للشعب المهمش المستضرط ..هذا الشعب الذي لم يستفتى بالتعديلات الدستوريه ..ولم يستفتى بقانون الانتخاب ..ويخاف من الاحزاب ..لأنه بعد تخرجة يرغب بالانضمام للوظائف الرسميه التي هي الوحيدة التي قد تستقبلة ولن تقبله ان كان حزبيا ..حتى لو كان بحزب الثورة العربيه الكبرى ..كيف تريدين من شعب لا يجد الماء في بيته ولمدة شهر ان يذهب الى الجامعه ليناقش قضاياه الوطنيه ..الجائع والعطشان لا يفكر الا ببطنه وضمأه..

في الكرك تنادة شيوخ وعشائر المدينه لحلف الفضول ....ونسوا اولادهم وبيوتهم ..المهم حلف الفضول ..والولاء الزائف ..والانتماء الذي ليس له معنا الا البحث عن مكاسب ومكارم ..في عمان عقد مؤتمر للمخاتير منطقة الشمال ..ولا اعرف لماذا عقد في عمان .المخاتير الجدد منحوا لقب شيخ ..ولم اعرف للان من انتخبهم ممثلين عن عشائرهم ومناطقهم ..

سيدتي
لن يكون هناك انفجار مجتمعي ..البنزين ..والكهرباء وكل شيء ارتفع سعره والشعب خانع ينتظر مكرمة بزيادة على الرواتب قيمتها 10 دنانير ...

تحياتي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012