أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


هل بقي عند الأردنيين صبر ؟!

بقلم : ماهر ابو طير
15-07-2012 12:29 AM
تنهمر فواتير الكهرباء والماء على رؤوس الناس، والقيمة تضاعفت بحمد الله، فلا يقف الأمر عند ارتفاع القيمة،بل تتم طباعة سطر يقال لك فيه ان الفاتورة مدعومة بالرقم الفلاني، وهكذا يتم تحميلك الجمائل، و تجهيزك لمرحلة رفع مقبلة.

أليست هذه تراجيديا يواجهها الناس يومياً في حياتهم، حين يتم سحق الطبقة الوسطى بهذه السياسات، والحاقها بالطبقة الفقيرة جداً، لنصبح طبقتين فراعنة أغنياء وعبيدا فقراء مسحوقين تحت وطأة السياسات الاقتصادية التي لا ترحم أحداً في هذا البلد.

ثم تتشاطر علينا حكوماتنا فتحرم الأردني من سيارة رخيصة، و تتذكر بعبقرية نادرة وضع الشوارع، وتلوث البيئة، وتقول للمواطن اذهب وتأبط حافلة، إذا كان هناك مقعد فارغ، وتتم تغطية القرار بمصلحة الأردنيين الذين لابد من هدايتهم إليها بشكل مفاجئ، والذي نفذ بريشه بسيارة من النوع الرخيص لوحق إلى جيبه، وتم رفع سعر البنزين لئلا يفلت أحد من هذا العقاب الجماعي.

فوق ذلك تشتعل الأسعار في البلد بطريقة جنونية، فوق متوسط الأسعار في اوروبا وامريكا، مع مراعاة فروقات الدخل ايضا، و مستويات الحياة، فتسأل نفسك هل نعيش في كوكب آخر، إذ تتضاعف الاسعار، مقابل تراجع الدخول الى مستوى متدني جدا؟!.

مع هؤلاء تتفلت الجامعات الحكومية والخاصة والمدارس، والمستشفيات والأطباء، من أجل رفع الاسعار، وهم يقولون كل شيء اختلف سعره وارتفع، فلماذا نبقى كما نحن والسؤال مشروع، والاجابة تحتمل تعدد الدوافع؟!.

عن أي روح معنوية مرتفعة يمكن الحديث في هذه الظروف، لو كنا عشرين مليونا، لفهمنا هذا الوضع، كلنا ستة ملايين، فتتم معاملتنا باعتبارنا شعباً مدعوماً في الكهرباء والماء والخدمات وسعر القمح والمدارس، لكننا نتسم بالعقوق، فلا نقدر ذلك أبدا!.


قلنا نصبر على الغلاء وعلى هذه الحرائق، مادامت نعمة الامن قائمة، لكن حين ترى معركة مؤتة الأخيرة،وقبلها معارك اليرموك والأردنية والبلقاء التطبيقية، والهجومات الغاضبة من الشعب على مؤسسات ومراكز امن ، فانك تسأل كم تبقى من قصة الامان؟!.

عن أي امان اجتماعي نتحدث والناس انشبت غضبها في ظهور بعضها البعض لاتفه الاسباب، دون حساب للدولة، ودون خشية من أحد، في عنوان فرعي يقول لك ان التفسخ الاجتماعي، واستصغار الجهات المؤهلة للردع، بات هو المسيطر.

لا الشرطي يحترمه أحد، ولا الشرطي ايضاً بمنأى عن اعتداء الناس عليه، ولا الشرطي أيضا مقدسا، فيخطئ أيضا في ادارة العلاقة مع الناس، وهكذا تتولد الظروف عن مشهد غير مسبوق، لاتفك عقده عن بعضها البعض.

ما يثير غضبك حقا، هو سوء الادارة لكل هذا المشهد، فهناك سوء إدارة وسوء تقدير للوضع، وترى البعض غير مهتم بما يجري، أو ُيهوّن من كل شيء، أو يستصغر كل هذه المؤشرات، باعتبار ان الدنيا بخير، وان التحريض فقط هو المشكلة.

لم تعد المشكلة تتعلق بالتحريض، من جانب فئة معينة، لان المشكلة باتت في كل موقع، من الجامعة الى الشارع، في المحافظات وعمان، ولان الجوع قهر الناس، وسلبهم كل ما تبقى من حلم نبيل لديهم.

الاستثمار في الحلم مفيد في حالات كثيرة، غير ان علينا جميعا ان نقيس منسوب الحلم المتبقي بين الناس،والقياس ليس بحاجة لعباقرة، لان كل مشهد يشي بتبدد الحلم، وتبدد الحلم والصبر أمر جد خطير.

حكوماتنا المتعاقبة مازالت تطبع على فواتير الماء والكهرباء، بكم دعمتنا من أرقام، فيما قلوبنا محفورعليها بكم دعمناها أيضا من صبر واحتمال، و الواضح ان الرصيد بات مكشوفاً، ولم يعد في القلب سعة لدعم أحد.

هذا شعب اتسم تاريخياً بكونه مرفوع الرأس، فاياكم من خطيئة لطمه على وجهه.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-07-2012 08:55 AM

بنستاهل الله لا يردنا احنا اللي قابلين هالوضع وتاركين بضعة ديناصورات امثال فايز والفايز الثاني واشكالهم ينافقوا ويتحدثوا عن الهيبة وما ادراك ما الهيبة للدولة وراس الدولة والناس ماكلة ...ومي لاقية مي تشرب

2) تعليق بواسطة :
15-07-2012 09:36 AM

عندما بدأت تاتشر في سبعينات القرن الماضي بتطبيق ماسمي (الداروينيه
الاجتماعيه) كانت بريطانيا قطعت شوطا
في الرأسماليه يقدر باكثر من قرنين
وهذا يعني ان الرأسماليه هناك مرت بمراحل
عديده من تطورها اي ان الدوله والمجتمع
والسياسات الاقتصاديه مرت بمراحل عديده
من ضمنها (دولة الرعايه الاجتماعيه)
وبمراجعة (الداروينيه الاجتماعيه)
وخلال سنوات قليله تم التراجع عن كثير
من تطبيقاتها، ام الرأسماليه تراجع
سياساتها وتتخلى عن اشياء ضاره
بالفرد والمجتمع والاقتصاد والنظام السياسي وبالمجمل الدوله وبالمحصله
النهائيه الامن القومي .
اي ان المراجعه النقديه هدفت الى
ايجاد نقاط التلاقي (وبالتعميم) بين
مصالح اطراف عديده لتحقيق الاستقرار
وهذا يعكس الحرص على المصالح القوميه
وفي مقدمتها الاستقرار السياسي الذي
احدى نتائجه (الاستقرار الامني)، اذا
هناك راسماليون حريصون على اوطانهم
وشعوبهم وقبل ذلك مصالحهم (الطبقيه)
بمعنى ان هناك راسماليون يعون ويراعون
ويدافعون عن مصالحهم وبمعنى ادق يدافعون
عن وجودهم الاجتماعي ببعده الطبقي
والمالي والفكري، والفكري هنا يعني
وجود سياسات ماليه ونقديه تهتم بمعدلات
تدفقات نقديه تكفل استمرارية حركة
النقد والاسواق والاستهلاك ودورة الانتاج
وجباية الضرائب وتقديم الخدمات وفي
الاعم استمرار انتاج (فائض القيمه).
يعني ذلك وجود راسماليه واعيه
مدركه لمصالحها وكونها تسيطر على الدوله
فانها نسبيا تراعي مصالحها القوميه
او الوطنيه باعتبار الدوله الوعاء
او الحاضنه التي تمارس فيها نشاطها
الاقتصادي والمصلحي اي انها ليست عدوه
لذاتهاولمصالحها وتعي ايضا ان الامن
القومي يتحقق من خلال مؤشرات قابله
للقياس اهمها الاستقرار السياسي النسبي
اي انها حريصه على الامن القومي وضمن
تفاهمات يضبطها (عقد اجتماعي) بين
الحكام والمحكومين يهدف الى حاله من الضبط
والموازنه (check and balance) وبما
يراعي (نسبيا) مصالح اطراف عديده .
وعلى هذه الصوره فان الراسماليه
هناك وبموجب الاشارات المار ذكرهافهي
ليست معاديه ل:(الامن القومي)، ولكن
بالمقابل فأن المعنيون بالامن القومي
يعرفون ادوارهم وصلاحياتهم وحدود
مسؤولياتهم ضمن العقد الاجتماعي المشار
اليه فلم يحولوا الدوله الى (دولة
جبايه) يتولون حراستها، عقد اجتماعي
او (دستور) ينبثق عنه قانون ينظم
علاقات جميع من لهم مصلحه قوميه في
استقرار النظام الراسمالي البريطاني
واستمرارية الدوله في تحقيق مصالحها
واداء رسالتها وتحقيق غاياتها والوصول
لاهدافها واستمرار علاقاتها الدوليه
وتاثيرها في النظام العالمي وقبل ذلك
كله رضا المحكومين بحكامهم وهذه هي
الشرعيه.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012