أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


الإخوان : أمن الأردن عبادة
17-07-2012 12:07 AM
كل الاردن -
على مدى أكثر من نصف قرن والإخوان يرددون عندنا أن ' أمن الأردن عبادة '، ولطالما عقدنا المهرجانات وألقينا الخطابات وتحدثنا في المسيرات ثم نقول للجمهور المشارك: ' انصرفوا راشدين ' وذلك لأن المقصود وهو البيان قد تحقق.
فالإخوان الذين نعرف يقولون كلمتهم في المسائل التي يختلفون فيها مع الدولة ويكتفون بذلك ولا يتعدون إلى تجاوز الخطوط الحمراء بالمصادمة المادية، ولا يوجد في أدبياتهم ما يدعو إلى المصادمة، وهذا موقف ليس مجرد موقف حركي سياسي بل هو موقف شرعي تمسك به الإخوان من خلال فهمهم للإسلام الذي يدعو إلى تقديم النصيحة لولي الأمر والاكتفاء بذلك ما دامت المسألة مسألة تقديرية كما هو الحال في الصوت الواحد. والسؤال هل يستمر الإخوان على هذا الفهم والممارسة أم أن الأمر سيتغير ؟؟
ما أعرفه أن الإخوان لم يغيروا في هذه المسألة وأنهم لا يتصورون أنفسهم في حالة اشتباك مادي مع السلطة، فرجل الأمن ابننا وهو منا وإلينا ولا نتخيل أن تمتد يد أخ مسلم حقيقي لإيذاء رجل أمن، فالأردن لا يستحق إلا الخير والتقدير، فهو الذي تمسك بلافتة الإخوان بالرغم من الضغط الذي تعرض له لإزالتها في بداية الثمانينيات وغيرها، وكان الضغط عربياً ودولياً، وسقط الرهان وثبت أن نظرية الأردن تجاه الإخوان هي الصواب وأن الدول التي سفكت وقتلت وشردت قد دفعت الثمن الآن .
الأردن يعرفه الإخوان أكثر من غيرهم فهو الذي آوى كل طريد وشريد من فلسطين وسورية والعراق ومصر وتونس وغيرها. الأردن آوى أناساً من الإخوان المصريين حتى من الجهاز الخاص للجماعة بالرغم من طغيان الناصرية ومطاردتها للمناوئين لها خارج حدود مصر، الأردن دفع ثمن موقفه في حرب الخليج ووقوفه مع العراق بينما كانت دول ' النضال ' يقبع عسكرها مع الأمريكي في مناوراته العسكرية على أرضنا. الأردن الذي أنقذ مشعل وأحمد ياسين وموسى أبو مرزوق، الأردن الذي يقيم مستشفى لعلاج أهل غزة المحاصرين. هذه المواقف، وغيرها كثير مما يعرفه الإخوان، إنما تمت لقناعات الأردن وإكراماً لسواد عيون إخوان الأردن الذين لم يسجلوا على أنفسهم تجاه الأردن إلا كل طيبة منذ ما سمي حركة الضباط الأحرار مروراً بفتنة أيلول واحتجاجات رفع أسعار الخبز ومعاهدة ' السلام ' فقد كانوا دوماً في موقف نعتز به لأنه يمثل الموقف الشرعي والوطني.
ليس لدي إجابة حازمة جازمة حول تمسك الإخوان بما كانوا عليه طيلة العقود الماضية لكن هذا هو ظني ومعرفتي بهم، وما ينغص علي الأمر بعض الحناجر التي تتحدث بلغة تحريضية تؤكد للمستمع رغبة هذا المتحدث أن يكون في الأردن ما كان في أقطار الربيع العربي، ناسياً هذا المراهق أن الأردن ليس فيه أبو زعبل ولا إعدامات تدمر ولا محاكم الدجوي ولا غطرسة بن علي ومطاردته الحجاب ولا تفاهات القذافي وجرأته على كتاب الله وسنة رسول الله . على الإخوان كحركة أن توقف كل مراهق لا يعرف تاريخ العلاقة بين الأردن والإخوان لرغبة في الظهور والطمع الشخصي والمزايدة. يجب على الإخوان التأكيد على شعارهم ' أمن الأردن عبادة ' سواء غيروا رأيهم في المقاطعة أم لا ؟ وسواء غيرت الحكومة القانون أم لا ؟ لأن كل الأردنيين من شتى الأصول لا يقبلون أن تراق نقطة دم واحدة، ولن يكونوا مع من يسعى إلى ذلك . والقراءة السياسية للمشهد في المنطقة يجب أن تبقى أمام أصحاب القرار في الجماعة والدولة ، فالصهاينة يتربصون ، والنظام السوري يتمنى لو تعم الفوضى في المنطقة حتى لا تبقى الأضواء مسلطة عليه وحده ، وإيران ترغب بزوال التركيز عليها ليبعد مكان العمليات عن حدودها !!! أرجو أن يدرك الإخوان والدولة ذلك .


(العرب اليوم)
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-07-2012 02:40 AM

زبدة مقال العرب اليوم , هي الفقرة التالية وبلا جدال : -

"" والنظام السوري يتمنى لو تعم الفوضى في المنطقة حتى لا تبقى الأضواء مسلطة عليه وحده ، وإيران ترغب بزوال التركيز عليها ليبعد مكان العمليات عن حدودها !!! أرجو أن يدرك الإخوان والدولة ذلك .""
نعم هذه الزبدة هي الحقيقة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012