أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


الدور على الأردن؟

بقلم : فهد الخيطان
17-07-2012 12:34 AM
ما الذي يدفع بصحف عالمية ومحللين أجانب إلى القول، وبثقة أحيانا، إن الدور سيكون على الأردن بعد سورية؟هل هي مجرد انطباعات عن مسار محتمل لثورات الربيع العربي، أم أن تفاقم أزماتنا الداخلية يدفع إلى مثل هذا الاستنتاج؟تقديرات 'الأجانب' لا تبتعد كثيرا عن مخاوف الأردنيين من الوصول إلى نقطة اللاعودة، وانسداد الأفق.لا يقلق الأردنيون من المصاعب الاقتصادية، فقد تعايشوا معها عقودا؛ ولا من أزمة مياه، فهم يعلمون أن بلادهم من أفقر عشر دول مائيا في العالم. الأردن بلد شحيح الموارد، اعتمد منذ تأسيسه على المساعدات، ودائما ما كان يعاني من الفساد والمديونية. عندما أفلست الخزينة، لم نكن قد خصخصنا ثرواتنا المعدنية وشركاتنا الوطنية. ولدينا اليوم بنية تحتية وخدمات صحية وتعليمية أفضل مئة مرة مما كانت عليه في عقدي السبعينيات والثمانينيات.الجيش الأردني أفضل تسليحا، والأجهزة الأمنية أعلى كفاءة، وفرص التعبير بحرية لا تقارن أبدا مع أيام الاحكام العرفية، ولا حتى مع السنوات الأولى من عهد التحول الديمقراطي.ما يقلق الأردنيين بجد هو التراجع الكبير في قدرتنا على إدارة الأزمات، والعجز عن الوفاء بمتطلبات تطوير الدولة ومؤسساتها، والانهيار المريع في ثقة المواطنين بالدولة.في المنعطفات التاريخية الصعبة، كانت الدولة الأردنية الأقدر بين دول المنطقة على توليد مقاربات تمكنها من اجتياز المخاطر. أكثر ما يقلق في هذه المرحلة هو عجز الدولة عن إدراك المخاطر المترتبة على تعثر عملية الإصلاح الشامل، وانهيار الإجماع الوطني على ثوابت الحكم. لم نعد نتعامل مع عملية الإصلاح السياسي باعتبارها حاجة وضرورة وطنية كما قلنا من قبل، بل مجرد تنازلات تضمن لذات الطبقة السياسية التحكم بعملية صناعة القرار في المستقبل؛ بمعنى آخر، إدارة اللعبة السياسية وليس تغيير قواعدها كما تستدعي عملية الإصلاح. وتسيطر على النخبة الحاكمة نظرة عدائية تجاه الجماعات السياسية والناشطين المطالبين بشراكة حقيقية في الحكم، وكأنهم غرباء جاؤوا لاغتصاب سلطة مملوكة لهذه النخب حصرا.يتوهم ساسة في الحكم أن عدم متابعة أخبار التحولات في العالم العربي يكفي للاعتقاد بأن ثورات الربيع العربي صارت من الماضي! حالة من الإنكار لم نشهد لها مثيلا، وثقة متهورة بالنفس رغم الانفجارات الاجتماعية التي تتوالى يوميا في أرجاء البلاد، وفوضى الخطاب السياسي المؤذية.يسعى الفريق السياسي ذاته إلى مقايضة الإصلاحات بالاسترضاءات لفئات اجتماعية، في محاولة يائسة لإقناع المجاميع الشعبية الساخطة بالتنازل عن المطالب الأساسية مقابل جوائز ترضية اعتادت الدولة على تقديمها في السابق لشراء الولاء. هذه السياسة لم تعد تجدي. وإن أفلحت في تهدئة الناس لفترة من الوقت، فإنها تفقد أثرها بعد حين.حالة الإنكار تدفع بأصحابها إلى تبني نظرية المؤامرة. مثل هذا الداء أصاب بعض مسؤولينا؛ فحوادث العنف الاجتماعي تقف خلفها جهات خارجية وفق وصف بعض الوزراء، ومشاجرة جامعة مؤتة التي استخدمت فيها الأسلحة النارية والبيضاء والزجاجات الحارقة، هي مجرد مشادة بسيطة ضخمتها وسائل الإعلام!صحفيون ومحللون على بعد آلاف الأميال منا يدركون ما نواجه من مخاطر، بينما لا يشعر بعض مسؤولينا بالحاجة إلى إصلاحات حقيقية وعاجلة؛ فقد مرت موجة التغيير من فوق رؤوسهم. هل تصدقون؟!fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-07-2012 01:39 AM

اسمحلي باقتباس "الأردن بلد شحيح الموارد، اعتمد منذ تأسيسه على المساعدات،"
هذا ما اريد لنا ان نصدقه منذ البدايه فلا الاردن بلد شحيح الموارد ولا المساعدات تاتي الينا لسواد عيوننا وانما تم بيعنا وقبض الثمن على شكل مساعدات.
"ودائما ما كان يعاني من الفساد والمديونية عندما أفلست الخزينة، لم نكن قد خصخصنا ثرواتنا المعدنية وشركاتنا الوطنية."
صحيح لكن عملية بيع الشركات ومقدرات الوطن بابخس الاثمان جاءت من اجل سداد عجز الموازنه والنتيجه مديونيه فلكيه
"ولدينا اليوم بنية تحتية وخدمات صحية وتعليمية أفضل مئة مرة مما كانت عليه في عقدي السبعينيات والثمانينيات."
اشك في ذلك !!!!!!!!!!
"الجيش الأردني أفضل تسليحا، والأجهزة الأمنية أعلى كفاءة"
الاجهزه الامنيه ممثلة بالدرك جاهزه لكن لماذا ولحماية من ؟؟؟
في الثمانينيات كان تعداد شرطة مرتب محافظة البلقاء بسجنها وجميع مغافرها لا يتجاوز المئتين شرطي مع الدوريات المروريه وكان الامن مضبوطا...
اليوم بفضل سياسات التحول الاقتصادي عشرين الف شرطي مرتب محافظة البلقاء ... وسرقات المنازل والسيارات اصبحت روتين ولا زلنا نتبجح بنعمة الامن والامان !!!
يا سيدي الكريم لننظر جميعا الى الامام ودعنا لا نتباكى على الماضي فقد ذهب بخيره وشره.
دعونا نتكلم فيما يفيد الوطن فالدور بالفعل على الاردن لكن المساله مسالة وقت

2) تعليق بواسطة :
17-07-2012 09:07 AM

شكراً أستاذ فهد على الوصف الواقعي والذي تحتاج الية ما يُسمى بالنخب السياسية فهم يعتقدون انهم يملكون الشغب قبل الأرض ولا يحق لاحد مشاركتهم بالحكم والوزارات بل يورثوها لابنائهم للاستمرار بما جرى ويجري. من هذا المنطلق فهم من يخلق التأزييم ودفع الشعب الى الانفجار وما عملته الحكومة الحالية لخير شاهد على هذا من فرض قوانين غير مقبولة من الشعب والادعاء بالاصلاح الى زيادات غير منطقية بالاسعار على شعب مُعدم جائع زززز الخ. أتمنى على قائد الوطن ان يرى ما يجري حالياً وعكس جميع ما قامت به هذه الحكومة لدرء الانفجار والذي ان حصل لا سمح الله سياكل الاخضر واليابس وسيحرق الجميع.

3) تعليق بواسطة :
17-07-2012 11:29 AM

(التراجع الكبير في قدرتنا على ادارة
الازمات) -انتهى الاقتباس ، هل تدير
الحكومات الازمات ام انها (تدورها)؟
مع ان المطلوب لا ادارة الازمه ولا
تدويرها المطلوب حل الازمه او الازمات
بتعبير اصح لانها متعدده وتوصلنا الى
مايسمى ب:(ازمة التداخل) الموصوفه
والمعرفه في علمي السياسه والاداره
وفي حقل (ادارة الازمات) كحقل معرفي.
واحدى تعبيرات ذلك هي عقليةالتعاطي
السياسي على قاعدة (الزبانه السياسيه) لاسترضاء البعض ،جابرييل
آلموند وفي معرض دراسته المقارنه
للانظمه السياسيه اشار لمخاطر ذلك
وقدم مثالا لذلك (المكسيك) وكلنا يعرف
ما آلت اليه الامور هناك وفي جزئية
الزبانه السياسيه التي مارسها(الحزب
الحاكم) حتى ان بعض الدارسين المعنيون
بابحاث (الاقتصاد الاجتماعي) في البلدان
الناميه وصف المكسيك بانها(بيت من ورق
اللعب) .

4) تعليق بواسطة :
17-07-2012 06:40 PM

الوضع الاقتصادي الان اصعب مئة مرة من السابق
الانفجار السكاني جعل من المستحيل التعايش مع المشاكل التي كنا نتعايش معها سابقا. فاطعام فم جائع ليس كاطعام عشرة

5) تعليق بواسطة :
17-07-2012 11:42 PM

الازمة عميقة وتاريخية ونحن جزء منها ولا يتحملها النظام لوحدة الا باعتباره نائب الغائب , امريكا وبريطانيا والامم المتحد ة والدول العربية باستثناء جزر القمر كلهم شركاء في ازمة الاردنيين الذين حلت مشاكل المنطقة على حسابهم نحن اصبحنا ركاب باص مزدحم يعاني من خلل واضح على طريق شديد الوعورة ,الكنترول هو الاعلى صوتا .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012