أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


فاتورة السيناريوهات السورية على الاردن

بقلم : ماهر ابو طير
17-07-2012 11:57 PM
انهار الوضع ميدانيا في سورية،والاشتباكات في دمشق تقول لك ان العاصمة «السياسية» لم تعد بمنأى عن هذه الحرب الاهلية،وحلب «المالية» غرقت في ذات المستنقع،وبدأت اموالها بالهروب الى تركيا،والى غير موقع ومكان.

الاردن الذي ادار الموقف مع سورية خلال الفترة الماضية عبر الزاوية الانسانية لن يكون بامكانه الاستمرار عبر هذه الزاوية فقط،مهما تهرب من بقية الاحتمالات،لان الوضع في سورية على وشك الانفجار الاقليمي،وما بين موجات اللجوء بعشرات الالاف الى الاردن عبر السياج الحدودي،واولئك الذين يتدفقون عبر الحدود بشكل رسمي،فان ما يمكن قوله ان الاردن سيجد نفسه مضطرا للاشتباك عنوة مع سقف اعلى في الملف السوري،فوق الجانب الانساني.

من الملفات التي تتعلق بوجود الاف الاردنيين في سورية،ومن الطلبة المسجلين في الجامعات الحكومية والخاصة،وكل هؤلاء بحاجة الى ترحيل الى الاردن،وايجاد حلول لهم،مرورا بالتجارة الاردنية القادمة عبر الموانئ السورية،والتي لن تستمر،لان الوضع خطير،وما سيترتب على ذلك من تأثيرات اقتصادية صعبة على الاردن،وصولا الى موجات الهجرة السورية،والتدفق البشري،حتى من جانب العراقيين والفلسطينيين في سورية،فان كل المشهد يقول لك ان الاردن سيجد نفسه بعد قليل مشتبكا بسقف اعلى مع تداعيات الوضع السوري.

السيناريوهات المقبلة اسوأ من بعضها البعض،فاذا انهار الوضع في سورية اكثر،ارتدت الانهيارات اردنيا،واذا تم تطبيق عقوبات على نظام دمشق،فان الاردن سيخسر اقتصاديا،واذا وقعت حرب اقليمية،او اضطر النظام السوري فتح مخارج نجاة في الاقليم نحو الاردن او لبنان،عبر تنفيسات امنية،فان الاردن سيجد نفسه ايضا امام سقف اعلى خلال الفترة المقبلة،لتداعيات الوضع السوري،وهذا يفسر حالة الاستنفار والتأهب بدرجة اعلى في مؤسسات الدولة تجاه الملف السوري.

المذبحة التي يتعرض لها السوريون لن تتوقف،والواضح ان الامور تنحدر بعد كل هذه المذابح البشعة،التي لو توقفت فان ما بعدها أسوأ منها،لان السيناريوهات مفتوحة على كل شيء،والسؤال الذي يطرح نفسه هذه الايام بقوة حول قدرة الاردن على الاشتباك الاعلى مع الملف السوري،خصوصا،اذا فرض الجانب السوري هذا السقف عبر وسائل عدة.

يمشي الاردن على حبل مشدود بشأن الملف السوري،وعلينا ان نلاحظ ان كل السيناريوهات مكلفة هنا جدا،سياسيا واقتصاديا وامنيا،اذا استمر الوضع على ما هو عليه،او سقط النظام،او غرقت المنطقة في حرب اقليمية،والفاتورة السورية ثقيلة جدا،ولا مفر من مواجهتها،والمؤكد ان سياسة المشي على حبل مشدود لن تنجح الى الابد في مواجهة هذا الملف،مع تواقيت الحسم في كل المنطقة.

على الاردن ان يستعد لوضع مختلف تماما بسبب الملف السوري.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-07-2012 09:42 AM

سيسقط النظام ستكون هناك فترة يغلب عليها عدم الاستقرار وليس الفوضى لان السوريين سئموا القتل والمجازر سيحتاج السوريون الى فترة سكون روحانية تعيد لهم توزانهم النفسي والانساني وتأسيس دولة مؤسسات وتفكيك البنى القذرة للنظام الوحشي البائد ولن يكون فاتورة ذلك مكلفة الا على اسرائيل دا اقتراحي في القضية

2) تعليق بواسطة :
18-07-2012 10:32 AM

كلام منطقي ومقنع بسبب الارتباط الوثيق بين البلدين والاهم الارتباط الشعبي بين الأردنيين والسوريين وإذا ما استمر الوضع بالتأزم لا يسعنى الا التوجه لله العلي القدير بالرحمة والغفرة وان يحسن العاقبة للسوريين والاردنيين
ومع ذلك الاردن لايخشى المواجهة في الميدان بينما يخشى من سفك دماء الأبرياء من الطرفين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012