شهدت عمان في السنين الماضيه تطورا عمرانيا ملحوظا , يعود الفضل به للقطاع الخاص وواكب هذا التطور العمراني بعض الخدمات الاساسيه من قبل الامانه والتي لم ترقى لتتميز وتضيف حسا أو روحا للمدينه المتكامله بحدائقها وساحاتها وارصفتها الواسعه كما هو حال عواصم العالم الاخرى .
اليوم نرى عمان التي تميزت في العقود السابقه بنظافة شوارعها و جمال ابنيتها و نقاء سكانها نرى شوارعها واحياؤها و جنبات طرقاتها مليئه بالنفايات والقاذورات ,والملفت للانتباه بان هذه النفايات هي مخلفات يلقيها المشاه و ركاب السيارات دون ادنى شعور بالمسؤوليه و احترام الشارع .فمنها علب السجائر الفارغه والمناديل الشخصيه وزجاجات وعلب العصائر و المشروبات و غيرها من المخلفات الشخصيه . هذا اضافة الى القاء النفايات المنزليه بطرق عشوائيه فتارة قرب الحاويات وتارة امام المنازل . أما المدارس فهي اسوء حالا من الشوارع حتى ان القاء الطالب لمخلفات الطعام في سلات القمامه اصبح استثناء.
ما بالكم ايها الاردنيون ؟! هل هذه ثقافتكم ؟ ما اريد الوصول اليه من هذا المقال بأن نظافة شوارعنا و احيائنا مسؤوليتنا نحن وليس مسؤولية الامانه . وانما الامم الاخلاق فأن ذهبت اخلاقهم ذهبوا , وابسط مفاهيم الخلق الرفيع هو الاهتمام بالنظافه العامه.
لقد زارني مؤخرا صديق من دولة اوروبيه ,وقد أوجعني بالعمق حينما لفت انتباهي بأن وساخة شوارعنا بفعل ايدينا , ولم استطع الاجابه الا بالقول : صدقت ، انه سلوك غير حضاري . فهنالك انفصام واضح بين تميز ابنيتنا ومنازلنا المزخرفه بالحجر الابيض الناصع كالثلج و ما نشاهده بشوارعنا من مخلفات وقاذورات بفعل ايدينا .
لا اريد ان اعطي هذا الموضوع حجما اكبر ولكن هذه ثقافة شعب و انعكاس للمحتوى الحضاري لديه وشعوره بالمواطنه و غيرته على وطنه . وهنا ادعوا المفكريين والقيادات للالتفات بعين بصيره لهذا التدني الواضح في حس المواطنه لدينا كأردنين.