أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


عنف وديمقراطية

بقلم : م.هيثم حجازين
28-11-2012 10:31 AM
لا اريد الخوض في تفسير عنوان المقال لان كلا
المصطلحين يعبر عن معناه . اللافت فيما نشاهده ونعيشه الان في هذه الايام الحرجة
ان لغة العنف هي السائدة في مجتمعنا الاردني وفي جميع مناحي حياتنا ابتداء
من العنف الاسري والذي اخذ يشمل افراد
اسرنا الاردنية فاصبحنا نقرأ ونسمع بان شقيقا قد اقدم على قتل شقيقه او ان ابا
قد قتل فلذة كبده او العكس ومرورا بالشارع الاردني الذي اصبحت تسوده لغة العنف لحسم اي نقاش او جدال.ولن نتسائل لماذا انتقل هذا العنف الى مدارسنا ومستشفياتنا وجامعاتنا لان اسباب ذلك معروفة لدينا . اصبح قراءة
خبر لجريمة حدثت هنا او هناك امرا عاديا
مثلما نقرأ يوميا صفحات النعي . اصبحنا لا نهتم بالاسباب وكأن العنف والجريمة اصبحت جزء من منظموة عاداتنا
وتقاليدنا.حتى حراكاتنا التي غدت شبه يومية والتي من المفروض ان يكون طابعها
العام سلميا وديمقراطيا تنقلب فجأة وبدون سابق انذار الى حراكات عنفوية
هدفها التخريب والتدمير وايذاء الاخرين
جسديا وماديا. المتناقضات في ديمقراطياتنا التي هي مطلبنا كثيرة واصبحنا لا نستطيع السيطرة عليها وكل
ذلك بسبب ان الديمقراطية التي نسعى لان
نعيشها اصبحت اسيرة لثقافة لم نتعود عليها وهي ثقافة العنف.وحتى في حواراتنا سواء الفردية او لقاءاتنا
الجماعية فان نهاياتها تحسم بعد وجبة دسمة
من العنف الحواري اذا صح التعبير. انا
ديمقراطي يعني ذلك بابسط معانيه هو سماع الرأى الاخر واحترام وجهة نظره باي موضوع يطرح لا ان اتشبث برأي وابذل
كل طاقاتي في المحاولة والضغط لتمرير ما
انا مقتنع به حتى ولو كان ذلك باستخدام العنف بجميع اشكاله. حراكات
ديمقراطية تعبر عن نفسها حتى بدون صياح
وبلغة ديمقراطية ترى الجميع يسعى للمشاركة بها افضل بكثير من حراكات تترجم مطالبها بلغة العنف وتعتبره الوسيلة الاسرع للفت الانظار اليها .
اصبحنا نعيش حالة طوارىء عندما نسمع
بان مسيرة سوف تبدأ هنا او هناك وكان
حربا على وشك الحدوث في هذا الشارع او
ذاك.هل هذه هي الديمقراطية التي نسعى
لان نعيشها والتي اسسنا لها منذ عقود خلت.وطننا بلد ديمقراطي وهو من اوائل
الدول في المنطقة التي سعت الى امتلاكها
بالعمل المشترك بين النظام والشعب .لذا
دعونا نمتلكها ونفخر بها لا ان نسعى الى
وأدها . نعم لنسعى الى ان تكون هي ثقافتنا اليومية في بيوتنا وشوارعنا
ومؤسساتنا التعليمية وهذا يجب ان يبدأ
في نفس كل واحد فينا وتكون هي سلاحنا
لمواجهة التحديات التي تعيق مسيرة بناء
اردن الكرامة والعز الذي هو عزيز بابناءه شامخ بكرامتهم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012