أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


القائمة العامة هي "قائمة الأثرياء الخاصة" !!

بقلم : محمد داودية
31-12-2012 11:02 AM
اعتقد ان اكبر 'جريمة قانونية' تمت بحق الإنتخابات النيابية الأردنية، هي جريمة القائمة العامة.
ففي الوقت الذي يؤكد فيه الملك والجميع على تمكين الشباب واتاحة الفرص امامهم، تغتال القائمة العامة او 'قائمة الأثرياء الخاصة' كل احلامهم وطموحاتهم وآمالهم بلا هوادة، فأي شاب اردني هذا الذي يتمكن من توفير مستلزمات الترشيح المقدرة ب 100 ألف دينار، ان لم يكن ابن لورد من لوردات المال ؟
وفي الوقت الذي تستهدف القائمة العامة تنمية الحياة السياسية وتطويرها افرزت الوقائع على الارض 61 قائمة اسهمت في تمزيق البنى السياسية الهشة الموجودة او حافظت على موادها اللاصقة بسبب وعود اطلقها قادة تلك الأحزاب لمحازبيهم استنادا الى 'محاصصة' متوقعة، بالوزارة والعينية والمناصب الاولى (امينا عاما او سفيرا او رئيس مجلس ادارة....) مما سيلقي بالمزيد من الأضرار على الإدارة العامة الاردنية وقياداتها. و انتظروا الإحالات على التقاعد لفسح الكراسي لأبناء القوائم العامة الجدد.
الم تسهم القائمة العامة العتيدة في سفح القيم والمثل بفتحها الاوتوستراد ممهدا واسعا امام المال الحرام الزؤام الذي سيلقي بمن يدسه من المرشحين وأوغادهم وبمن يمسه من الناخبين الى النار.
تحتاج اقل القوائم العامة انفاقا وبهرجة، الى عشرات الألاف من الدنانير، فهل في وسع الأحزاب والفنانين والكتاب والصحافيين والمثقفين والمعلمين والمتقاعدين والشغيلة وابناء الحراثين والنجارين و الشوفيرية وابناء الطبقة الوسطى، ان يوفروا كلفة و صداق هذا 'العرس الديمقراطي' ؟!
لا احد ممن ذكر في الفقرة اعلاه، لا احد على الإطلاق، يستطيع ان يطبع مطبوعاته الورقية وان يعلن في الصحف وعلى المواقع الالكترونية وعلى الفضائيات المحلية، الا اذا 'قبض نعم قبض' بكلتا يديه وبكل جيوبه، بوسائل 'تغطية' وتدفئة لا حصر لها. وفور انتهاء الانتخابات اعدكم ان اقدم لكم جردة حساب بكل دينار تم دفعه لوسائل الاعلام، من كل من هو ليس ثريا او فاسدا او غاسل اموال، وهو كثر. ويمكن ان نصل الى الأرقام التقريبية لتلك النفقات بسهولة بالغة من خلال مراجعة ما تم نشره من اعلانات. ومرحبا بالافصاح المالي.
الذين واللواتي يعتمدون على جيوبهم فحسب، لن تروا صورهم وصورهن في الصحف ولا يافطاتهم على الدواوير و لن يطلوا عليكم بلغاليغهم، في التلفزيونات.
القائمة العامة تصطبغ بلون دم النزاهة والعفة والطهر المالي، وكل ابناء شعبنا لا يختلفون الا على تسمية المال السائل على شرف الانتخابات قارا حارقا، فمرة يسمونه المال السياسي وتارة يسمونه المال الاسود واخرى يسمونه المال الحرام، وفي كل الاحوال يقر الكل بوجود هذا المال.
و يفقع المواطنون من الضحك لأن 'الأشباح' التي تخرق القانون والدستور والشرف والنواميس، لا تحاول التخفي ولا التنكر، وتمشي في الأرض مرحا وتختال على الناخبين، وتزدري اتخن شنب متحدية ان يرفع راسه الذي يواريه تحت الطاولة، لمساءلتهم.
لنا حكومة نسأل الله - كل فجر جمعة قبل الوضوء- ان لا يقصف ولايتها العامة كي تفرحنا وتعلن على ملأ العميان والطرمان انها اجرت اكثر انتخابات حرة شفافة نزيهة ( علامة قهقهة وتعجب ).

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-12-2012 02:15 PM

مقال بشفي الغل

2) تعليق بواسطة :
01-01-2013 08:51 AM

المال ضرورة لوجود تكاليف انتخابيه... شي طبيعي بكل العالم.......
المشكله توجيه الناخب بواسطه المال وجهه غير مشروعه........

3) تعليق بواسطة :
01-01-2013 10:11 AM

لا يشفي الغل الا الجدية والصدق وسيادة القانون العادل وتنفيذ توجيهات الملك نصا وروحا , القوائم كانت بالاساس فرصة للاحزاب : لكن لا شيء للاحزاب بل سيحتل السبعة والعشرين اناس ابعد ما يكونون عن الحزبية والاحزاب بل كثير منهم اناس بسطاء بالكاد يفكون الخط , اتسائل ماذا تقصد الهيئة المستقلة ومن قبلها الحكومة وحواشيها ومن فوقها ؟ ما قيمة نزاهة عد الرؤوس ؟ ما قيمة مخرجات هذه الانتخابات ؟هل ستخرجنا من الازمة والانسداد السياسي ؟ هل ستتوقف الاعتصامات والحراكات ام ستشتعل من جديد , هل مسيرتنا فعلا على سكه السلامة ام نحن نسير الى ازمة جديدة ؟ اذا كان ما نحن فيه فعل مقصود فهذه مصيبة وان كان جهلا وتياسه فهذه مشكلة في بلد فيه 85 الف مهندس ومثلهم اطباء ومحامين ونقابيين وعشرات الالاف من الجامعيين , من يستعرض بعض اسماء المترشحين يدرك ان هنالك اناس يهربون الى البرلمان خوفا من السجن وهنالك اناس يهربون الى البرلمان لحماية مصالحهم ومصالح اسر وتجار ومؤسسات اقتصادية لو نبشها القانون لوجد ان ثمه من استعبدنا استعبادا تاريخيا محميا بقانون اصم وثمه من وظفنا حراسا لماله ومصالحه , نحن لا ندعي ان المترشح الحزبي سيمسك الذيب من ذيله لكن لنحترم قواعد اللعبة ,في اسرائيل مثلا قوائم وائتلافات وتحولات نتائجها اقرب الى نبض الحياة في الشارع ,وفي غيرها من بلاد الدنيا ايضا , مهزلة تسيء للحكومات والهيئات قبل ان تسيء للشعب وقبل ان تسيء للعقل والثقافة ,هل هذا هو الطريق الى الغد المشرق ,اننا نسير في الاتجاه الخطأ ,لمصلحة من كل هذا العبث والاستعباط ,هل هو لمصلحة النظام لا والله بل هو غش وتدليس وتحالفات بين اطراف خاسرة اليوم او غدا هكذا هي سنة الحياة لا يمكن ان ينتصر الجهل على العقل الا جولة من نهار ولا يمكن ان ينتصر الباطل على الحق , اذا كانت الانتخابات مباراة وديه وتجريب في الديمقراطية فان مثل ما نحن فيه سيكلفنا اكثر مما نتوقع جميعا ,نسأل الله السلامة .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012