أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 04 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 04 كانون الأول/ديسمبر 2024


هل حقا يريد العراقيون اسقاط حكومة المالكي ؟؟؟

بقلم : ديمة الفاعوري
10-01-2013 11:31 AM
واضح تماما ان المشهد العراقي السياسي يتجه اشد ما يكون نحو التعقيد الخطير ، بعدما استعصت ادوات الحل على شركاء العملية السياسية وبرز نضح الخلافات على اشدها داخل البرلمان العراقي وزادت عليها الدوائر الخنادقية الطين بلة حتى اختلط الحبال بالنابل ووصل حدود التشابك بالايدي كما حصل بالامس بين نواب دولة القانون والتيار الصدري اللذان يعدان ابرز مكونين التحالف الوطني الممسك بالسلطة في العراق
واوشكت طبيعة الموقف وما انجر اليه المتحالفون المختلفون ان تطيح بالبرلمان والوزارة على حد سواء وربما قد تعيد الموقف باكمله الى مربع الصفر امنيا وسياسيا.اذن فان على الكتل السياسية حلها فقد اتخذت الامور داخل قبة البرلمان مسارات خطرة تنذر بنقل مجمل الصراع من من سوح الاعتصامات الى اروقته بعدما وصلت الامور الى التشابك بالايدي والقاء كل فصيل اعبائه على الفصيل الاخر في محاولة لامتصاص النقمة الجماهيرية على النظام القائم في بغداد
بلا شك ان القضايا السياسية الخلافية العالقة وما استجد منها من عوامل اردبها المالكي احراج وزعاج خصومه قد انقلبت عليه وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير فجاءت ثنائية اعتقال حمايات العيساوي واغتصاب السجينات العراقية لتحرك كوامن الغضب العراقي السني على التهميش الشيعي الذي يمارسه التحالف الوطني وطوئفة كل المعايير في الدولة العراقية وبما ادى الى اقصاء كل الخبرات والضبط من الواجهة وحلول نخب لاتفهم اختصاصتها بقدر ما تفهم ولاءاتها ، وهنا ثارت ثائرت المواطن العراقي السني المغلوب على امره بسبب المحاصصة الطائفية واطلق الى شوارع المدن العراقية مبتدءا جولته مع الحقوق والانتهاكات وكانت الانبار ساحة الشرارة وميدانها الذي سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم.
لم تكترث السلطة بادئ الامر واشتغلت في معالجة تداعيات قضية العيساوي في العراق لكن الامور سرعان ما تفاقمت كثيرا واصبح الامل معها ضعيفا في ايجاد الحلول المناسبة والسريعة بعدما كبرت التظاهرات والاعتصامات واتخذت شكل عصيان مدني هنا وهناك وهو تحد لهيبة الدولة او لنقل ما تبقى منها ، وفي محاولة لامتصاص نقمة الجماهير على الظلم العسف والاقصاء وانتهاكات حقوق الانسان والسجينات بالذات دعي مجلس النواب الى اجتماع أستثنائي استعراضي انتهى الى الفشل لغياب النصاب والغريب ان ان النصاب افتقد نائبا واحدا والا لاجيزت الكثير من مطالب الجماهير وجه الغرابة ان النائب احمد العلواني لم الاجتماع لدواعي امنية وبالتالي خسر النجيفي ما كان يريده من الاجتماع ونذالة نواب المجلس الاسلامي الاعلى الذين انسحبوا من الجلسة وفضلوا الخندق الطائفي على القضية الوطنية العراقية وهي بالتاكيد تعليمات سريعة وصلتهم من ايران ومن قاسمي سليماني الذي كان وقتها موجودا في النجف يتابع عن كثب التطورات مستعينا بالمرجعية ,,؟
من جانبه المالكي شكل اللجنة السباعية لكي يظهر نواب العراقية والتحالف الكردي والاحرار بانهم العاجزون عن حل مشاكل الجماهير في الوقت الذي سيشكل هذه اللجنة لكي يحل بعض المطالب البسيطة لكي يقنعهم بان الحل عنده وحده وليس عند النجيفي او اياد علاوي او عند نواب الانبار ان صح القول ، لكن الجماهير اكتشفت كانت تعي ان هذه اللجان هي عملية عابثة والهائية استخدمها المالكي لكي تتاح له الفرصة لارسال قواته الى الموصل والانبار لتفكيكك هذه الاعتصامات ولكي تقوى شوكة الحكومة
وهنا عندما اخفق نواب العراقية والتحالف الكردستاني وكتلة الاحرار في سحب الثقة من المالكي مرة اخرى لجأوا ثانية الى اسلوب استدعاء المالكي ومساءلته حيث كشف النقاب ان الدعوة استكملت ووصلت ديوان مجلس الوزراء ،فهل ياترى هو هذا الجواب على مطالب الجماهير وهل اختزل الامر على هذه الشاكلة مقابل هذا الجهد الرائع والمثابر الذي مارسته جماهير المعتصمين وحجم التاييد الذي نالته من عشائر الجنوب والوسط ..؟ الجواب : ربما سيعمد المالكي ثانية الى خداع خصومه والتلويح بحل البرلمان واستقالة الوزارة والعودة الى تشكيل وزارة الكتلة النيابية الاكبر ، لو فعلها فان على العراقيين ان يحلموا لو استطاعوا ان يخرجوها من يده الا اللهم اذا حصل انقلاب عسكري واسقط الدستور
وهناك في الموصل وسامراء وتكريت وديالى والانبار والفلوجة صار يسمع بصوت واضح وعال نداءات تطالب ياسقاط النظام والدستور معا، ، شعار صار يتردد كثيرا ويتعالى ووصلت اصداؤه للمالكي ، وحينما احس المالكي بان النية قد عقدت على ازاحته دستوريا خرج عن صمته وراح يشكل اللجان ويطلق سراح بعض السجينات لامتصاص نقمة الثائرين عليه ، لكنها محاولات تعد بالحسابات السياسية هي لحظات الرمق الاخير ، فلن تجديه نفعا فقد اتسعت رقعة الانتفاضة وصار لها تاييد من العرب الشيعة وثارت الحكومات المحلية والتقت في تصوراتها مع حكومة اقليم كردستان التقوا جميعا يجمعهم هدف واحد هو كيف يسقطون المالكي باقل الخسائر ،
هنا ثورة الجماهير كما يبدو فاجئت المالكي الذي كان يعتقد انه يستطيع انهائها كما انهى قبل عام تظاهرات الشباب يوم 25\\2\\2011 ، لكنها على ما يبدو تعاظمت وصار لها حماة من العشائر وتدخلت امريكا عبر سفيرها وتدخلت الامم المتحدة عبر ممثلها كوبلر ،هكذا بات الجميع اليوم يتدخلون لاجبار المالكي المتعنت على قبول رغبات الجماهير ولكن المالكي كان رغم ايماءاته بالقبول بهذه النصائح كان يبيت العزم كما عرف عنه باطنيا لكي ينزع اسلحة الجماهير المتظاهرة ، واحدة بعد الاخرى فارسل قوات عمليات نينوى تحاصر المعتصمينمحاولة فض اعتصامهم وصارت صدامات والوضع مرشح للانهيار في اي ساعة .كما هو الحال في الانبار وغيرها.
وتوسعت تبعا لذلك دوائر الرفض الجماهيري ،لانتهاكات المالكي للدستور ولم تجد معها كل محاولات القوة لاسكاتها او حرفها او محاولات اخافتها من قبل المالكي او محاولات حرفها التي يعمد اليها مقتدى الصدر الذي نصب نفسه موجها لها من سبيل ، كل المؤشرات تنذر بان الغليان الشعبي وصل حدودا تجاوزت به مرحلة الخطر بعدما احتمى كل فريق بالطائفة وبات كل فصيل يراجع خطاه لفعل قد يتجاوز الممكنات في ظل الاوضاع المتردية امنيا وطائفيا، حتى وصل الحال بالمتظاهرين الى اعلان العصيان المدني في اكثر من محافظة عراقية وتحديدا هذا النوع من العصيان في الانبار كبرى محافظات العراق الذي اغلق الطريق الدولي الذي يعد الرئة التي يتنفس منها العراق وبالتالي جاءت وقفة المتظاهرين على الطريق الدولي الرابط بين العراق وكل من الاردن وسوريا بمثابة خنق للاقتصاد العراقي الذي تمر اكثر تجارته عن طريق الاردن وتم جرائه اغلاق الحدود مع الاردن وتحديدا عند منفذ طريبيل ما يشير الى ان حكام بغداد عقدو العزم على توجيه ضربة عسكرية للمعتصمين ..
فعلُ مثل هذا كان هدد المالكي باللجوء اليه قد يفجر الاوضاع كاملة بالعراق لكن العشائر العراقية القوية التسليح في الانبار كان هددت برفع السلاح ضد السلطة ان تم التعرض الى حين تنفيذ مطالبهم ولهذا عمدت السلطات العسكرية الممثلة بقيادات العمليات الى سحب الاسلحة الثقيلة من مناطق عملياتهم خشية الاستيلاء عليها وربما الزحف بها نحو بغداد..؟ من جانبه المالكي واصل تهديداته محاولا عبر الجانب المظلم من سلوكياته الباطنية في التعامل من المعتصمين ،حاول امتصاص النقمة وتشكيل لجنة سباعية ظاهرها هو استقبال الطلبات وفرزها وتوزيعها على الجهات ذات العلاقة اما باطنها او الهدف من تشكيلها فهي عملية خداع تستهدف امتصاص نقمة الجماهير ونقل شكاوها من الشارع والمدينة والقضاء الى مجلس الوزراء ومجلس النواب ..؟
لكن واقع الحال هنا كشف ان الامور في بغداد ومحافظات نينوى والانبار وصلاح الدين ودياى قد اصابها المزيد من التدهور لان سقوف المطالبالت كبرت وارتفعت حجومها وصار المتظاهرون الذي اعادوا ترتيب اوضاعهم وتحسين مستويات قياداتهم صاروا يطالبون بوقف العمل بالدستور لانه الداء الوبيل الذي فجر كل هذه المطالبلات الشعبية جراء ضمه موادا رسخت بموجبها لقوانين المساءلة والعدالة وقانون مكافحة الارهاب وافقدت البلد توزانه داخل القوات المسلحة والوظائف المدنية التي حصرت بمكون دون آخر ، ما ترك امر البلاد بأكملها تعيش تحت رحمة طائفة واحدة راح قياديها مثل المالكي يحاربون خصومهم بالظغينة والحشد الطائفي واثارة النعرات واستجداء مواقف المرجعية ،من اجل البقاء ولو بافناء كما جاءت بالامس دعوة الناطق باسم حزب الله العراقي الذي هدد بابادة البعثيين..؟! وبكافة الوسائل التي يعد استخدامها او مجرد التلويح بها خروجا على اتفاقات الشراكة السياسية والدستور نفسه ,,؟
الانسياق بهذا الاتجاه الطائفي البحت واللجوء للخنادق الطائفية ،وضع العراق اليوم على كفي عفريت سياسي يحمل اجندة ايرانية ، فهو محال عليه ان يقبل بالعودة الى حكم الشعب وكل الشعب والابتعاد عن طوئفة التوزان داخل القوات المسلحة العراقية التي غدت كل قياداتها شيعية لاتؤمن بالولاء للوطن بقدر ايمانها وولائها للطائفة والاجندة التي تميل اليها.!
جديد اليوم ان الطلب المقدم من البرلمان الى رئيس مجلس الوزراء لمساءلة المالكي على الخروقات الامنية في التعرض للمعتصمين وتهميش المكون السني تاخذ مجرياتها الان ،وتعد واحدة من الاجراءات التي ستعمق من الصراع على السلطة فيما لازالت الانظار تتجه للشارع العراقي حيث الاعتقاد قويا انه من سيحسم الموقف باستمرارية تظاهراته السلمية واتساع حجم التاييد لها وطنيا وعربيا ودوليا ، بما يجرد المالكي وقوات عملياته من اسلحتها في التعرض وافشال الاعتصامات ،ذلك ان الاحوال كما تبدوا اليوم مشابهة لماحدث في عام 2004 حينما تمسك رئيس الوزراء الاسبق ابراهيم الجعفري بالسلطة قبل ان يطاح به ويجبر على تركها ،
اليوم يتكرر نفس المشهد المآساوي ولكن بحلة مظلمة اكثر تعسفا ودموية وايلاما لشعب العراق الذي انتفض ولن يتراجع عنها الا اذا عادت الامور الى نصابها وتغير الدستور الى دستور يتوافق عليه الجميع وخالِ من كل الالغام السياسية التي زرعت فيه ،ولكن الجديد الان وبعد حكم دام ست سنوات وشارف على السبع ، المالكي استفاد من درس الجعفري ولهذا هو الان يمسك بالقوة العسكرية ويحركها اينما يشاء كقائد عام للقوات المسلحة لقمع المنتفضين ملوحا لهم بانذرات فراغية معتقدا انها ستنقذه من يوم قريب آت لامحالة ، يوم واردٌ جدا ذكره وذكراه مع ثورات تموز ورمضان وتشرين فهل آن الاوان لواحدة اخرى

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-01-2013 12:21 PM

العراق الان في مازق خطير، يسير في نفق مظلم لا بصيص ضوء فيه. تخندق كل طرف فيه وراء مصالحه الشخصيه والجهويه والطائفيه، تعبث فيه رياح مسمومه داخليه واقليميه بخبث مطالبه أما ان يكون كل العراق تحت سيطرتها أو يترك تنعق به غربان الدمار. ألمالكي جزء من اللعبه، والصدر والحكيم في تنافس دموي على السلطه. اما المكون السني فهو مشتت تتزهمه قله غير موثوق بها وتعتبر ادوات في يد لاعبين من خارج العراق، اما الكرد فالبرزاني ظل ضباع صهيون فهو يسعى لاعلان دولته التي لم يبقى لها غير الاعتراف الدولي بها ومن جهة اخرى لا يريد ان يستقل الا بعد دمار عرب العراق ودخولهم في دوامه القتل والثأر عسى ان تبرد نيران احقاده. ان غياب الوطنيين المتنورين من زعامات العراق عن المشهد المؤلم سيطيل امد النزاع ومستوياته لتشمل عرب العراق ، بحيث لا ينجو من شرورها اي منهم. المالكي صقر شيعه العراق يحسب له وقوفه ضد مطامع البرزاني وانتهازيته، في الوقت الذي ارتمى بعض من زعامه السنه على موالاه الكرد على حساب اراضي عرب السنه في نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى. ان الدستور الذي وافق عليه العرب السنه ربط الجيش والمؤسسات الامنيه بيده فلماذا وافقوا، ولماذا شاركوا جميعا في نهب واردات العراق على حساب شعبه، ولماذا رضخت القائمه العراقية لتنصيب المالكي رئيسا للوزراء للمره الثانيه. ان معظم البلاء والابتلاء جاء من العرب السنه الذين انتخبوا رموزا فاشله موتوره لتمثيلهم في مجلس النواب.حمى الله العراق العروبي من كل شر فهو ضمير الامه وروحها المقدامه.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012